مروان البرغوثي… الرئيس الفلسطيني المحتمل

عاصم عبد الرحمن

قائدٌ فذ، مناضلٌ تاريخي، سياسيٌ لمع نجمُه من خلف القضبان ويُعتبر أحد أشهر وجوه حركة التحرير الفلسطيني (فتح). شارك في الانتفاضة الأولى التي اندلعت عام 1987 وحرَّض على اندلاع الثانية عام 2000. اعتُقل مرات عدة وأُبعد عن فلسطين غير مرة، فشلت المحاولات الاسرائيلية لاغتياله في إيقاف عجلة مسيرته النضالية فما كان من الاحتلال الصهيوني إلَّا أن حكم عليه بالسجن المؤبد 5 مرات مضافاً إليها 40 عاماً سجنية. قال عنه رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل أرئيل شارون: “أتأسف لإلقاء القبض عليه حياً وكنت أفضل أن يكون رماداً في جرة”. أما وزير الدفاع السابق شاؤول موفاز فقال: “إنَّ اعتقال البرغوثي هو هدية عيد الاستقلال التي يقدمها الجيش الاسرائيلي للشعب وضربة قاتلة للانتفاضة”. فمن هو الزعيم الفلسطيني الأكثر جماهيرية الذي يخشاه رفاقه في الحركة؟

مَنْ هو البرغوثي؟

ولد مروان حسيب ابراهيم البرغوثي في 6 حزيران 1959 في بلدة كوبر في محافظة رام الله. متزوج من الناشطة الاجتماعية والمحامية فدوى البرغوثي ولهما أربعة أولاد هم: قسام، عرب، شرف وربى. على أثر اعتقاله حملت زوجته القضية وجالت فيها على أكثر من 20 بلداً حول العالم مطالبةً بضرورة الافراج عنه.

في سبعينيات القرن الماضي وأثناء فترة سجنه بتهمة المشاركة في التظاهرات المناهضة للإحتلال وإبعاده عن مقاعد الدراسة، أنهى مروان البرغوثي دراسة الثانوية العامة في مدرسة الأمير حسن في بيرزيت في رام الله عام 1976، كما تعلم اللغات العبرية والفرنسية والانجليزية في السجن. بعد الافراج عنه التحق بجامعة بيرزيت ونال إجازة في التاريخ والعلوم السياسية، كما حصل على درجة الماجستير في العلاقات الدولية وأصبح محاضراً في جامعة القدس في أبو ديس حتى اعتقاله مجدداً في نيسان 2002.

عام 2010 حصل البرغوثي على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية من معهد البحوث والدراسات التابع لجامعة الدول العربية تحت عنوان: “الأداء التشريعي والسياسي للمجلس التشريعي الفلسطيني ومساهمته في العملية الديموقراطية في فلسطين من 1996 إلى 2006″، وذلك أثناء تواجده في قسم العزل الجماعي في سجن هداريم الاسرائيلي ما اضطره نحو عام كامل للتمكن من تسريب أطروحته سراً إلى خارج السجن عبر محاميه.

للبرغوثي مؤلفات عديدة أبرزها: “ألف يوم في زنزانة العزل الانفرادي”، “الوحدة الوطنية قانون الانتصار”، “الوعد” بالاضافة إلى مقالٍ كتبه في يوم الأسير الفلسطيني في 18 نيسان 2017 نُشر في صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية تمكن من تسريبه سراً إلى خارج السجن تناول فيه “وحشية الممارسات الاسرائيلية” داخل سجون الاعتقال.

المسار السياسي والفكري

تولى مروان البرغوثي رئاسة مجلس الطلبة في جامعة بيرزيت لثلاث دورات متتالية، أسس منظمة الشبيبة الفتحاوية في الأراضي الفلسطينية التي اعتبرت كأول وأكبر منظمة جماهيرية قامت في الأراضي المحتلة حيث شكلت القاعدة الشعبية الأكثر تنظيماً وقوة ولعبت دوراً رئيساً في الانتفاضة الكبرى التي انطلقت عام 1987.

وعلى الرغم من مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي ملاحقة البرغوثي ووضعه رهن الاقامة الجبرية غير مرة إثر تطبيق إسرائيل سياسة القبضة الحديدية في الأراضي المحتلة، استمر في بناء هذه المنظمة ووضع نظمها بما في ذلك لجان الشبيبة للعمل الاجتماعي التي انتشرت في جميع القرى والبلدات والمخيمات والمدن، حركة الشبيبة الطلابية في الجامعات والمعاهد والمدارس الثانوية، لجان المرأة للعمل الاجتماعي، حركة الشبيبة العمالية وغيرها من الأطر التي أقيمت على أسس ديموقراطية آمن بها.

شغل البرغوثي من منفاه منصب عضوية اللجنة العليا للانتفاضة في “فتح” التي تشكلت من ممثلي الفصائل خارج الأراضي الفلسطينية وعمل في اللجنة القيادية لـ “فتح” (القطاع الغربي) كذلك مع القيادة الموحدة لانتفاضة العام 1987.

عام 1989 وفي المؤتمر العام الخامس لحركة “فتح” انتُخب البرغوثي عضواً في المجلس الثوري للحركة من بين 50 عضواً وجرى انتخابه بصورة مباشرة من مؤتمر الحركة الذي وصل عدد أعضائه إلى 1250، وكان البرغوثي في ذلك الوقت العضو الأصغر سناً الذي ينتخب في هذا الموقع القيادي في حركة “فتح”.

في نيسان 1994 عاد البرغوثي إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة على رأس أول مجموعة من المبعدين في إطار اتفاقية أوسلو، وبعد ذلك بأسبوعين وفي أول اجتماع لقيادة “فتح” في الضفة الغربية برئاسة القيادي الراحل فيصل الحسيني تم انتخابه بالإجماع نائباً للحسيني وأمين سر الحركة ليبدأ مرحلة جديدة من العمل التنظيمي والنضالي، فقد بادر إلى إعادة تنظيم حركة “فتح” في الضفة الغربية والتي كانت قد تعرضت لضربات قوية من الاحتلال وشهدت حالة من التشتت والانقسام فنجح في إعادة تنظيمها خلال شهر واحد على الرغم من المعارضة الشديدة التي جوبه بها من اللجنة المركزية حيث عُقدت مؤتمرات عدة داخل الحركة في الضفة الغربية وقطاع غزة على مستوى الأقاليم والمناطق وشارك فيها عشرات الآلاف من الأعضاء لانتخاب هيئات قيادية جديدة، إذ إنَّ البرغوثي رأى في تلك المؤتمرات مقدمة لعقد المؤتمر العام السادس للحركة لتعزيز الديموقراطية وتكريسها في الحركة.

انتخب البرغوثي عضواً في المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات العامة التي جرت عامَيْ 1996 و2006 عن دائرة محافظة رام الله والبيرة ممثلاً عن حركة “فتح” كأصغر نائب في البرلمان. رأسَ لجنة الصداقة البرلمانية الفرنسية – الفلسطينية وعمل على تعزيز العلاقات بين البلدين من خلال العديد من الأنشطة الثقافية والفكرية وتبادل الزيارات.

لعب البرغوثي دور النائب الملتزم بقضايا الجمهور، فقد كان عضواً في لجنة التحقيق في الفساد التي انبثقت عن المجلس التشريعي عام 1997 وعمل في التجمعات السكنية المختلفة من خلال عقد الاجتماعات والندوات في القرى والمخيمات ومع المجالس البلدية والجمعيات الأهلية، كما ساعد عشرات التجمعات في مشاريع البنية التحتية إذ أولى اهتماماً خاصاً لهذه المشاريع لا سيما المدارس بما فيها الخاصة بالإناث، وخلال ولايته النيابية شارك في العديد من المؤتمرات البرلمانية والندوات الدولية والنشاطات السياسية المختلفة في العديد من دول العالم.

على مستوى القضية الفلسطينية رأى مروان البرغوثي أنَّ المفاوضات التي جرت بين الفلسطينيين والاسرائيليين يجب أن تستند إلى نطاق صلاحيات اتفاقات السلام، وأعلن عن رفضه التام لتهويد القدس وسياسة الاستيطان اليهودي إذ اعتبر أن المستوطنات بؤر إرهابية يجب محاربتها، وهو لهذه الغاية أجرى اتصالات سياسية ولقاءات تنسيقية مع ناشطي اليسار الاسرائيلي وجمعيات دولية تُعنى بقضايا السلام.

نسج البرغوثي علاقات جيدة مع الجماعات الاسلامية التي آمن بضرورة العمل معها في ما يخدم القضية الفلسطينية. رفض المساومة على حدود 1967 معتبراً أن أي فلسطيني يساوم عليها خائن، مؤكداً ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل ونهائي للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي ضمن إطار قرارات الأمم المتحدة. وأعلن الحاجة إلى راعٍ آخر للسلام على اعتبار أن الولايات المتحدة منحازة بصورة كاملة إلى جانب إسرائيل.

رحلة النضال والمواجهة

يُعتبر مروان البرغوثي العقل المدبر للإنتفاضة الأولى عام 1987 والمحرك الرئيس الذي قاد الجماهير الفلسطينية ضد الاحتلال في الضفة الغربية ما جعله عرضة للاعتقال والإبعاد لسنين عديدة، لذا يعتبره الفلسطينيون الزعيم الوطني الأكثر شعبية في فلسطين وخارجها.

القيادي الذي أعاد تنظيم حركة “فتح” والمؤمن بالنضال العسكري والسياسي والديبلوماسي، خابت آماله بعدم التزام الاسرائيليين بأي من العهود والاتفاقات الدولية أبرزها اتفاق أوسلو الذي هدف إلى قيام دولة فلسطينية، لذا قال: “إنَّ سلاح حركة فتح سيبقى حاضراً حتى نيل الحرية وتحقيق الاستقلال”، وعليه حضر بقوة في الانتفاضة الثانية التي اندلعت عام 2000 فقد شارك في المظاهرات وهاجم التنسيق الأمني بين الفلسطينيين والاسرائيليين الذي أقرته اتفاقية أوسلو وطالب الأجهزة الأمنية بحماية الشعب الفلسطيني وناشطي الانتفاضة، مشدداً على ضرورة استهداف العملاء لاسرائيل. كان دائم الحضور الصحفي كما الشعبي إذ لم ينقطع يوماً عن زيارات منازل الشهداء وعائلاتهم.

وفي مطلع العام 2001 اتهمت سلطات الاحتلال الاسرائيلي مروان البرغوثي بالمسؤولية عن عدد من العمليات التي نفذتها “كتائب الأقصى” الذراع العسكرية لحركة “فتح” ما عرَّضه لمحاولات اغتيال عديدة فاشلة أبرزها قصف موكبه أمام مكتبه في الضفة الغربية في 4 آب 2001 ما أدى إلى استشهاد مرافقه مهند أبو حلاوة. كما حاول العدو الصهيوني اغتياله مرة أخرى عبر سيارة مفخخة أثناء اجتياح رام الله.

في 15 نيسان 2002 قامت سلطات العدو باعتقال مروان البرغوثي رفقة مساعده أحمد البرغوثي للاشتباه بضلوعه في تنفيذ محاولات قتل وحيازة أسلحة من دون ترخيص وأنه كان صلة الوصل بين الرئيس الشهيد ياسر عرفات وقادة المجموعات المسلحة لحركة “فتح” وأنه كان المسؤول المباشر مع أحمد البرغوثي عن توفير السلاح والتمويل والمأوى وإعطاء الأوامر لتنفيذ العمليات العسكرية، تهمٌ أظهرت الوثائق التي صادرتها سلطات الاحتلال بطلانها وأن ليس للبرغوثي أي تحركات عسكرية على الأرض.

بعد عامين من اعتقاله صدر الحكم عليه بالسجن 5 مؤبدات مضافاً إليها 40 عاماً بتهمة الضلوع بقتل 5 إسرائيليين والمشاركة في 4 عمليات أخرى والعضوية في تنظيم إرهابي محظور.

سياسي من وراء القضبان

سنوات من الاعتقال والإبعاد والسجن أمضاها مروان البرغوثي مناضلاً في سبيل القضية مواجِهاً للعدو الأشرس في تاريخ البشرية. ومن خلف أسوار سجن الاحتلال استمرت مسيرة البرغوثي التعلُّمية والنضالية والسياسية. ففي العام 2003 أعد صيغة اتفاق الفصائل الفلسطينية لوقف العمليات العسكرية لثلاثة أشهر مقابل وقف الاحتلال عمليات الاغتيال والاقتحامات التي ينفذها. وفي العام 2006 ساهم في صياغة وثيقة الأسرى التي وقع عليها نيابةً عن حركة “فتح” وعُدلت لاحقاً لتصبح وثيقة الوفاق الوطني، كما ترشح للانتخابات النيابية وفاز فيها. أما عام 2009 فقد فاز البرغوثي بعضوية اللجنة المركزية وذلك خلال مؤتمرها السادس، وعلى الرغم من نيله 70% من أصوات أعضاء المؤتمر السابع إلا أنه مُنع من توليه منصب نائب رئيس الحركة الأمر الذي أدى إلى نشوب الخلافات ووقوع الفرقة بينه وبين السلطة، وقد وصفت زوجته ذلك القرار بأنه انصياع لتهديدات رئيس الوزراء الاسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو.

في منتصف كانون الثاني 2021 وإيماناً منه بالمندرجات التي ترسيها الديموقراطية، أعلن مروان البرغوثي ترشحه لرئاسة السلطة الفلسطينية وذلك بعد إصدار الرئيس الحالي محمود عباس مرسوماً رئاسياً حدد فيه موعد الانتخابات الرئاسية التي يُوصى فيها بأن يكون لحركة “فتح” مرشح واحد ما زاد طين الخلافات السياسية والاختلافات التنظيمية بين البرغوثي والسلطة بلة تحدٍ ومنافسة واحتدام.

مرشح “طوفان الأقصى”

منذ العام 2005 وحتى العام 2013 جرت محاولات عديدة للإفراج عن مروان البرغوثي على الصعد المحلية والعربية والدولية باءت بالفشل نتيجة رفض العدو الاسرائيلي الذي وقف غير مرة حائلاً دون ذلك.

أما اليوم وعلى وقع انفجار عملية “طوفان الأقصى” في 7 تشرين الأول 2023 وبعد مرور 22 عاماً على مكوث الدكتور مروان البرغوثي في سجون الاحتلال، عاد تحريره إلى الواجهة ضمن صفقات تبادل محتملة بين العدو الصهيوني وحركة “حماس” – “كتائب القسام” التي تشترط شمول أي صفقة القيادي الفتحاوي البرغوثي الذي يُنظر إليه بين الفلسطينيين كشخصية توفيقية يمكنها أن تجمع بين مختلف القوى السياسية والحزبية في فلسطين الداخل والخارج على السواء.

إفراجٌ محتمل فتح باب التأويلات على مصراعيه حول احتمالية التوافق على تولي مروان البرغوثي الرئاسة الفلسطينية مستقبلاً كحل سياسي تسووي مرتقب، توافقٌ يرسم ملامحه اشتراط “حماس” الإفراج عنه وتمسكها به ترافق مع تداول أنباء حول طلب الرئيس عباس إلى نتنياهو عدم شمول أي صفقة تبادل للأسرى مروان البرغوثي خشية التوافق عليه لرئاسة السلطة الفلسطينية.

في هذا السياق، تحدثت مصادر فلسطينية مطلعة لـ “لبنان الكبير” عن أن “لا معلومات مؤكدة حول هذا الموضوع ولكن خلال فترات معينة اشتد الخلاف داخل فتح كثيراً إذ انحازت السلطة إلى خيار المفاوضات والتنسيق الأمني ما شكَّل غطاءً للعدو الصهيوني للاستمرار في الاستيطان والتهويد وهو ما رفضه مروان البرغوثي”.

تضيف المصادر: “كان يصدر في وسائل الإعلام خبر مفاده عدم رغبة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس في خروج البرغوثي من السجن لأنه سيكون منافساً قوياً لبقية القيادات أمثال حسين الشيخ، عزام الأحمد، جبريل الرجوب، ماجد فرج وغيرهم الكثير الذين يطمحون إلى وراثة محمود عباس في رئاسة السلطة. إذاً لا معلومة ملموسة وإنما هناك مؤشرات حقيقية توحي بالفعل بأن هناك مصلحة ما بين الاحتلال الاسرائيلي والسلطة الفلسطينية في عدم إطلاق سراح البرغوثي ويمكن القول بأن ذلك يظهر كأثر لا يمكن رؤيته وإنما الشعور به”.

أما عن إصرار حركة “حماس” على أن تشمل صفقة تبادل الأسرى القيادي مروان البرغوثي، فيقول رئيس قسم الأبحاث والمعلومات في “مؤسسة القدس الدولية” الدكتور هشام يعقوب لـ “لبنان الكبير”: “إنَّ هذا الإصرار نابع من التزام قطعته حماس على نفسها بأن تسعى إلى تحرير كل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني وفي مقدمهم الأسرى القيادات كمروان البرغوثي من فتح، أحمد سعدات الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إبراهيم حامد وحسن سلامة وعبد الله البرغوثي ونائل البرغوثي وعباس السيد من حماس”.

يضيف يعقوب: “هذا الالتزام ليس خاصاً بحركة حماس بل بكل فصائل المقاومة لأن الأسرى الفلسطينيين لهم رمزية خاصة لدى كل الفصائل والشعب الفلسطيني. مروان البرغوثي تحديداً له خصوصية لدى حركة حماس، فقد كان قائداً من قيادات انتفاضة الأقصى التي اندلعت عام 2000 وعمل مع قيادات حماس في الضفة الغربية على تثوير الشارع الفلسطيني والتصدي للعدوان الصهيوني آنذاك. زيادةً على ذلك، يمثل البرغوثي خطاً مقاوِماً ترى فيه حماس طريق الخلاص من الاحتلال الصهيوني وهو بهذا الخط متميز عن غيره من بعض القيادات التي انحازت إلى خيار السلطة الفلسطينية الوحيد وهو المفاوضات مع الاحتلال”.

ويختم يعقوب بالقول: “أما مسألة أن يكون البرغوثي على رأس السلطة فهذا الأمر غير مطروح بصورة رسمية لدى حركة حماس وإن كانت بلا شك تفضل أن تكون على رأس السلطة شخصية تؤمن بالعمل المقاوم”.

مروان البرغوثي إذاً، شخصية استثنائية تزين صورته الجدار الفاصل بين الفلسطينيين والاحتلال وكأنها تتوعد بإسقاطه. يوم اعتقاله قال عنه المستشار القانوني للحكومة الياكيم روبنشتاين: “إنَّ البرغوثي مهندس إرهابي من الدرجة الأولى وقد راجعت ملفاته طوال 30 عاماً ووجدت أنه من النوع الذي لا يتراجع ولذلك يجب أن يحاكم بلا رحمة وأن يبقى في السجن حتى الموت”. في حين أنَّ مروان البرغوثي وقف شامخاً أمام قوس اللاعدالة الصهيوني وقال: “إنكم في إصداركم هذا الحكم غير القانوني ترتكبون جريمة حرب تماماً مثل طياري الجيش الاسرائيلي الذين يلقون القنابل على المواطنين الفلسطينيين تمشياً مع قرارات الاحتلال”، مضيفاً: “إذا كان ثمن حرية شعبي فقدان حريتي، فأنا مستعد لدفع هذا الثمن”.

شارك المقال