“عجقة” جهادية عند الحدود… و”كتائب العز” تفريخة جديدة

حسين زياد منصور

تجاوزت عملية “طوفان الأقصى” الـ 100 يوم، وخلال هذه المدة، توسع الطوفان أكثر، ولم يعد يقتصر على غزة وغلافها وفلسطين وحسب، بل تعداها ليطوف اقليمياً بين البحرين الأبيض والأحمر.

أطراف عدة غاصت في الطوفان، من “حزب الله” في لبنان وكتائبه في العراق وحلفاء آخرين في المحور الايراني، الى الحوثي قرش البحر الأحمر.

في جبهة الجنوب اللبناني أو “الجبهة الشمالية” تتواصل عمليات “حزب الله”، وبين الحين والآخر تتبنى “كتائب عز الدين القسام” الجناح العسكري لحركة “حماس” و”قوات الفجر” الجناح العسكري لـ”الجماعة الاسلامية” (الإخوان المسلمين) عمليات عند الحدود.

الحدث في اليوم 100 كان إعلان الجيش الاسرائيلي أن قواته تصدت لمجموعة من المقاتلين لم تُعرف هويتهم تقدموا نحو موقع إسرائيلي في مزارع شبعا، وقتل عناصرها الثلاثة، فيما أصيب 5 جنود إسرائيليين بحالات متفاوتة، نقلوا على إثرها لتلقي العلاج في المستشفى.

في بيان انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي تبنت العملية “كتائب العز الاسلامية” التي قالت: “صبيحة اليوم الأحد، تمكّنت مجموعة من مجاهدينا من اختراق الشريط الحدودي في مزارع شبعا المحتلة، حيث اشتبكت مع دورية للعدو الصهيوني قرب موقع رويسات العلم من المسافة صفر، وحققت فيها إصابات مؤكدة”. وأكدت مقتل ثلاثة عناصر، وتمكّن عنصرَان آخران من العودة، وذلك بعد مقتل ثلاثة عناصر آخرين يوم الجمعة الفائت عند استهدافهم مسيرة إسرائيلية قرب موقع المقار في مزارع شبعا بعد أن أمضوا فيها 35 ساعة في مهمة استطلاعية.

أضافت الكتائب في بيانها ان العملية “رد على اغتيال الشهداء الشيخ صالح العاروري وسمير فندي وإخوانهم في بيروت، ثانياً، رسالة الى العدو الصهيوني كي يوقف حربه المجرمة على فلسطين ولبنان قبل أن تكتوي بنارها المنطقة والعالم أجمع، وثالثاً، رسالة الى أهلنا في غزة وكتائب القسام أن الدم الدم والهدم الهدم؛ نحن منكم وأنتم منا؛ نحارب من حاربتم ونسالم من سالمتم، والله ولي الأمر والتدبير”.

المفارقة أن أياً من الأطراف الموجودة في ساحة القتال لم يتبنَّ هذه الكتائب، أو أعلن ارتباطه بها، أو أنها جزء منه.

في ظل الغموض الذي يلف هذا الفصيل الجهادي الجديد على الساحة، والذي لم نسمع به من قبل، ولم نعلم بعد إن كان فلسطينياً أو لبنانياً أو مشتركاً أو… كانت حركتا “حماس” و”الجهاد” تؤكدان أن لا علاقة لهذا الفصيل بهما. والأمر نفسه بالنسبة الى “الجماعة الإسلامية”، اذ لديها فصيل خاص بها، وحين يسقط لها شهداء تتبناهم ولا تخجل، وهذا فخر، بحسب ما أوضحت مصادر “الجماعة” في حديث لموقع “لبنان الكبير”.

وكان لافتاً ما كتبه الكاتب والصحافي السوري أحمد موفق زيدان عبر صفحته الشخصية على منصة “اكس”: “كتائب العز الاسلامية السنية نفذت فجر أمس عملية في مزارع شبعا المحتلة، انتقاماً لمقتل صالح العاروري ورفاقه، فقتلت وجرحت عدداً من جنود العدو، كما استشهد ثلاثة من أفرادها، وعاد اثنان آخران سالمين الى قواعدهما، وتعهدت الكتائب السنية بمزيد من العمليات ضد الكيان الصهيوني الغاصب”.

بدعة “حزب الله”

انطلاقاً من ذلك، هذا الفصيل سني جديد دخل المعركة، سألنا مصادر متابعة ومطلعة على دور “المقاومة” والجماعات الموجودة عند الحدود وتقوم بالعمليات العسكرية ضد إسرائيل، فقالت: “في البداية لم يعلن أحد مسؤوليته عن هذه المجموعة، لكن كلمة العز تربط بعز الدين القسام، لذلك هي على الأرجح فصيل تابع لكتائب القسام، أو مجموعة صغيرة كانت معها”.

وأكدت المصادر أن “لا أحد في جبهة الجنوب وتحديداً مكان الاشتباك الحاصل، يمكنه القيام بأي عملية من دون اذن من حزب الله أو بالتنسيق معه، فهذا أمر طبيعي، أي لا يحصل شيء سوى بعلمه أو بأمره. وعلى الأقل يحصل تنسيق بين الطرفين كي لا يحصل أي اشكال أو لغط في أرض المعركة بين الطرفين في الجهة نفسها”.

ووصفت المصادر الفصيل بـ “تفريخة” جديدة تم انشاؤها، ويمكن ربطها بكلام أبو عبيدة بعد الوعود التي تلقوها من قادة “المحور” بتوسعة المواجهات والجبهات، معتبرة أن “حزب الله” ابتدعها، قد يكون معه بعض المجموعات الفلسطينية، وربما لا، لكنها ستكون مشابهة لـ “سرايا المقاومة”، أي أن الحزب نوعاً ما لا يريد أن تكون ضريبة الدم على طريق القدس شيعية فقط، لذلك يدخل الشباب السني في ذلك ليوفر على نفسه بعض الدماء، وكل ذلك ضمن المشروع الايراني.

وشددت على أن من المستحيل ان يتجرأ أحد أو أي مجموعة على القيام بأي عملية من دون التنسيق مع “حزب الله”.

إذاً كلمة سر، والاجابة تكمن لدى “حزب الله”.

شارك المقال