100 يوم من الخيبة… الجيش الاسرائيلي عالق في غزة من دون القدرة على الحسم!

زياد سامي عيتاني

100 يوم من التخبط والضياع تعيشها إسرائيل، التي لا تزال عاجزة عن البحث في الرد الملائم لعملية “طوفان الأقصى”، فيما تسعى الى تحقيق أهدافها بالقضاء على حركة “حماس”، وتأمين محيطها، وإستعادة المحتجزين في قطاع غزة، من دون التمكن من تنفيذ سوى دمار غير مسبوق، وأزمة إنسانية كارثية، وخلفت نحو 24 ألف قتيل، ومليون و900 ألف نازح، واضعة الشرق الأوسط أمام إحتمالات حرب/ أو حروب تهدد أمنه وإستقراره! فقد مُني الجيش الاسرائيلي بإخفاق متواصل، وهو ما يجعل محللين ومراقبين عسكريين ومؤثرين إسرائيليين ينتفضون ضد جيشهم وحكومتهم، ويطالبون بالبحث عن إعادة المحتجزين لدى المقاومة في غزة حتى بوقف الحرب.

وتظهر إستطلاعات الرأي في إسرائيل إنخفاض ثقة الاسرائلييين بقدرة الجيش والحكومة على حسم المعركة في قطاع غزة، خصوصاً وقد تبيّن بعد مرور 100 يوم أنها مكلفة بشرياً، ولم تحقق أهدافها. وقد ساهمت عوامل عدة في صمود “حماس” وفشل جيش الاحتلال في الحرب الحالية، من ضمنها إستعداد الحركة في مرحلة ما قبل الحرب، وطريقة القتال التي إنتقلت إليها، متبعة أسلوب “حرب العصابات”، وكذلك مشروع الأنفاق الذي تبيّن أنه أكثر تعقيداً مما ظن جيش الاحتلال وأجهزة الاستخبارات الاسرائيلية، بالاضافة إلى صعوبة محاربة منظمة لديها ايديولوجية. وعلى الرغم من ذلك لا يزال رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو يطيل أمد الحرب لإطالة عمره السياسي، إضافة إلى تأجيج الصراع في المنطقة، من خلال الاستفزازات لتوسيع نطاق الحرب!

ووفقاً لمحللين سياسيين، يسود إعتقاد واسع بأن نتنياهو يدير هذه الحرب بدوافع سياسية شخصية، ولا يتهمه خصومه بالاخفاق في تحقيق أي من أهدافها وحسب، بل بالوقوع أيضاً رهينة لوزراء اليمين المتطرف الذين يشتري بقاءهم بجواره بأي ثمن حتى لا تنهار حكومته. لكن على الرغم من الانتقادات الكثيرة، فإن نتنياهو مصر على مواصلة الحرب، بحسب تصريحاته التي ألقاها خلال مؤتمر صحافي في مقر هيئة الأركان العامة في تل أبيب، بمناسبة مرور 100 يوم على الحرب، إذ قال: “نحن مستمرون في الحرب حتى النهاية والنصر المطلق، وتحقيق كل أهدافنا: القضاء على حماس، وإعادة جميع مخطوفينا وضمان أن غزة لن تعود لتشكّل تهديداً لاسرائيل في المستقبل”.

وكان لافتاً كيف تناولت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية موقف نتنياهو، اذ كتبت: “ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو استخدم نبرة التحدي في خطابه بعد 100 يوم من الحرب في غزة على الرغم من تزايد الشكوك بشأن النتائج المحققة، وتزايد القلق الدولي من عدد الوفيات في غزة، وتزايد المخاوف من تحول الحرب إلى صراع إقليمي”. ولفتت الصحيفة من خلال تصريحات نتنياهو وتعليقات قيادة الجيش الاسرائيلي إلى أن الفجوة تتسع بين التصور الاسرائيلي للحرب ونظرة المجتمع الدولي الى الأزمة الانسانية المتفاقمة في غزة.

أما موقع “أكسيوس” الأميركي فقال: إن هناك إحباطاً متزايداً داخل البيت الأبيض تجاه نتنياهو بسبب رفضه معظم الطلبات التي تقدمت بها الادارة الأميركية بشأن الحرب في غزة، والتي تعتبر أولوية بالنسبة الى الولايات المتحدة. وحسب الموقع، يتركز القلق الأميركي على إمكان عدم التزام إسرائيل بجدول زمني لخفض كثافة العمليات العسكرية في غزة، مضيفاً أنه سيكون من الصعب حينها على الرئيس الأميركي جو بايدن الحفاظ على مستوى الدعم الحالي للحملة العسكرية الاسرائيلية.

بعد مرور 100 يوم على حرب الابادة المفتوحة التي تشنها إسرائيل على غزة، إنقلبت موازين الطموحات والأهداف الاسرائيلية، وبات جيش الاحتلال عالقاً في غزة من دون القدرة على الحسم، ما سيجعله يواجه مستقبلاً مظلماً بعد توالي سلسلة الفشل والإخفاق في خططه ومهامه العسكرية الميدانية، بكل ما ستعكسها على المنظومة السياسية في الكيان الصهيوني.

شارك المقال