قصف عنيف على جنوب غزة وتحذير دولي من خطر المجاعة

لبنان الكبير

تعرّضت مناطق في جنوب قطاع غزة اليوم الثلاثاء لقصف عنيف بعد إعلان إسرائيل أن مرحلة العمليات “المكثفة” في الجنوب “ستنتهي قريباً”، وسط تواصل التصعيد في المنطقة.

وقصف الطيران الاسرائيلي خلال الليل منطقة خان يونس، كبرى مدن جنوب القطاع حيث تتركز العمليات البرية والغارات الجوية منذ أسابيع.

وأعلن مكتب الاعلام الحكومي التابع لـ “حماس” أن الضربات الاسرائيلية على مجمل القطاع مساء الاثنين وخلال الليل أسفرت عن سقوط 78 قتيلاً والعديد من الجرحى.

وصرّح وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت “أننا أوضحنا عند اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قبل أكثر من مئة يوم أن مرحلة العمليات المكثّفة ستستمر لنحو ثلاثة أشهر”.

أضاف: “هذه المرحلة تشارف على نهايتها في شمال قطاع غزة. في الجنوب، سنتوصل إلى ذلك وسينتهي الأمر قريباً. يقترب الوقت الذي سننتقل فيه إلى المرحلة التالية”، من دون تحديد إطار زمني.

وأشار غالانت الى أن “لواء خان يونس في حركة حماس يتفكّك كقوة مقاتلة”.

وتابع: “أعداؤنا كما أصدقاؤنا يتابعون الحرب في غزة وينظرون إلينا. مستقبل دولة إسرائيل… يتوقف على نتيجة هذه الحرب”، بعدما صادقت الحكومة على ميزانية معدّلة للعام 2024 تتضمّن نفقات إضافية بقيمة 15 مليار دولار لتغطية كلفة الحرب.

وأعلنت “كتائب القسام” الاثنين مقتل اثنين من الرهائن الاسرائيليين الذين تحتجزهم. ونشرت شريط فيديو لا يتضمن أي مؤشر إلى تاريخ تصويره، تظهر فيه امرأة هي أيضاً رهينة تقول، وقد بدت تحت ضغط ظاهر، إن رجلين كانا محتجزين معها قتلا في قصف إسرائيلي.

“خطر مجاعة”

وفي غياب أيّ إشارة إلى وقف التصعيد، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجدداً الاثنين الى “وقف إطلاق نار إنساني فوري” في غزة، مشدداً على أن ذلك ضروري “لوصول المساعدات إلى المحتاجين إليها” في القطاع وكذلك “لتيسير الإفراج عن الرهائن”.

وقال متحدثاً إلى الصحافيين في نيويورك: “ما زلنا نطالب بوصول إنساني سريع وآمن وبلا عقبات وموسع ومتواصل إلى قطاع غزة وعبره”، مؤكداً أن “لا شيء يمكن أن يبرّر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.

وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” ومنظمة الصحة العالمية وبرنامج الأغذية العالمي في بيان مشترك الاثنين من “خطر مجاعة” و”تفشي أمراض فتاكة” في القطاع، لا سيما في فصل الشتاء.

وقالت ريدا عوض التي نزحت مع زوجها نبيل وأولادهما من شمال القطاع إلى رفح قرب الحدود المصرية: “الأطفال مرضى باستمرار… ملابسهم غير كافية لتدفئتهم”.

العراق ولبنان واليمن

ويسود التوتر في مناطق عدة في المنطقة على خلفية حرب غزة. فقد قُتلت الاثنين امرأة وأصيب 17 شخصاً آخرين بجروح في عملية دهس في مدينة رعنانا في وسط إسرائيل نفذها فلسطينيان ألقي القبض عليهما، وفق السلطات الاسرائيلية. وبين الجرحى فرنسيان، بحسب باريس.

على الحدود مع لبنان، أعلن الجيش الاسرائيلي خلال الليل تنفيذ غارات جديدة على “مواقع” لـ “حزب الله” في بلدة مارون الراس.

من جهة أخرى، أصيبت سفينة حاويات أميركية الاثنين قبالة سواحل اليمن بصاروخ أطلقه الحوثيون المدعومون من إيران. كما أفادت وكالة الأمن البحري البريطانية فجر الثلاثاء عن “حادث” جديد في البحر الأحمر، موضحة أن طائرة صغيرة حلقت فوق سفينة من دون التسبب بأضرار.

ويشنّ الحوثيون اليمنيون منذ أسابيع، هجمات قرب مضيق باب المندب وفي البحر الأحمر، تستهدف سفناً مرتبطة بإسرائيل أو متجهة إليها، وفق ما يقولون، دعماً للفلسطينيين.

ونفذت القوات الأميركية والبريطانية في نهاية الأسبوع الماضي عشرات الغارات على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في صنعاء ومحافظات الحديدة وتعز وحجة وصعدة، ردّاً على استهداف سفن في الممرات البحرية قبالة اليمن.

وفي تطور جديد، أعلن الحرس الثوري الايراني أنه قصف بصواريخ باليستية ليل الاثنين الثلاثاء أهدافاً “إرهابية” في كلّ من سوريا وإقليم كردستان العراق، مؤكداً أنه “دمّر مقرّ تجسّس” و”تجمّعاً لمجموعات إرهابية معادية لإيران” في أربيل، عاصمة الاقليم.

وأشار الحرس الى أن الضربات في العراق استهدفت مركزاً للموساد الاسرائيلي، وأنها رد على استهداف قادة “محور المقاومة”، في إشارة الى مقتل قيادي في الحرس الثوري قبل أسابيع في غارة إسرائيلية في سوريا، ومقتل قيادي في “حماس” وآخر في “حزب الله” في غارات نسبت أيضاً الى إسرائيل.

شارك المقال