أمل شعبان بريئة… قضيتها أعادتنا إلى زمن الوصاية

حسين زياد منصور

خرجت أمل شعبان، أو أفرج عن أمل شعبان. هذه المرة الهيئة الاتهامية هي من صادقت على قرار تخلية السبيل. فللمرة الثانية قرر قاضي التحقيق في بيروت القاضي أسعد بيرم إخلاء سبيل رئيسة دائرة الامتحانات وأمانة سر لجنة المعادلات للتعليم ما قبل الجامعي أمل شعبان منذ يومين، وذلك بكفالة مالية مماثلة للقرار السابق.

إذاً، مرة أخرى انتصرت نزاهة القضاء اللبناني بأن أخذت الأمور مجراها التام في الاعتراض على اخلاء السبيل الأول ثم الاعتراض على اخلاء السبيل الثاني كي يكون القرار من الهيئة الاتهامية بالاخلاء.

قرار اخلاء السبيل الذي اتخذه القاضي بيرم جاء بعد سلسلة استجوابات ومواجهة بين شعبان وعدد من المدعى عليهم. وكانت النتيجة واضحة، شعبان بريئة ولا علاقة لها بكل ما كان يجري.

كل ما يحصل هو مجرد استهداف لشعبان لـ “قبعها” من مركزها، وتمرير المعادلات للطلاب العراقيين من دون التدقيق وطرح أسئلة، أي التنفيذ فقط. وهذا الضغط يأتي من العراقيين وأشخاص نافذين لديهم مصالح في العراق.

هذا الاتهام والضغط لتخليص معاملات العراقيين، سببهما أن الدولة العراقية تعطي 40٪ زيادة على الراتب كل من هو في السلك العسكري أو الديبلوماسي أو في الإدارة العامة ويحصل على شهادة الدكتوراة. لذلك يسعون الى التعجيل في معاملاتهم هنا، خصوصاً وأن هناك العديد من الجامعات في لبنان يعطي هذه الشهادات لدى الدفع لها. وشعبان ضحية كل ذلك، لإرضاء بعض العراقيين الذي تطاول على الادارة والموظف اللبناني المستقيم لكي يسير أعماله، مستغلاً أمواله.

اتهام شعبان بالحصول على اكراميات ورشاوى أمر غير منطقي ولا يصدق، وهذا ما تبين بعد سلسلة التحقيقات والاستجوابات والمواجهات. وكانت النتيجة الكثير من التناقضات في الافادات، والتي أصلاً لا تدين شعبان.

المجرمون واللصوص الكبار، معروفون الى أي جهة ينتمون، ودائماً تقدم أسباب وأعذار لهم، في المقابل “الحق بصير على القضاء”، في الوقت الذي يتم إيجاد مخارج لهؤلاء اللصوص والسماسرة المحميون. كل ذلك يؤكد وجود من يضع يده على مفاصل البلد ويعتدي على كرامات الناس بشتى الأنواع ودائماً بحجة القانون وتطبيق الدستور.

ما حصل مع أمل شعبان يذكرنا بحادثة الممثل الشهير زياد عيتاني، الذي قبع في السجن وتعرض للتعذيب والاهانات والتعرض للكرامات وضياع الحقوق، مع العلم أنه شخصية معروفة وناجحة ومحبوبة ومن أكبر العائلات البيروتية.

حادثة زياد تكررت مع أمل، وان كان بهالة أو حجم أصغر، من دون دليل أيضاً.

“المعتدون” استهدفوا أمل شعبان المنتمية الى تيار “المستقبل”، وعمها جورج شعبان رجل روسيا الأول في لبنان الذي يقف في استقبال ومساعدة الكثير من السياسيين ورجال الأعمال اللبنانيين في رحلتهم الى روسيا، مستغلاً شبكة علاقاته ومعارفه لإفادة لبنان واللبنانيين.

وعلى الرغم من كل ذلك حصل الاعتداء.

انطلاقاً من ذلك لا يجب أن تمر الأمور على هذا النحو، أو أن يكون السكوت عن ذلك سيد الموقف في حين أن من يقف وراء هذه الحملة حر طليق، وهو نفسه الضالع في ملفات الفساد هذه.

لذا، اما تسمية هذه الجهات ووضع حد لها أو…

شارك المقال