انهيار حكومة نتنياهو… نهاية “الليكود”

زاهر أبو حمدة

أصبح الانقسام مكشوفاً في قيادة الحرب عند الاحتلال. الأسباب كثيرة وأهمها من يتحمل مسؤولية الفشل؟ وما هو مستقبل الخريطة السياسية للحكومة والكنيست؟ وكيف يمكن الخروج من مستنقع غزة بأقل الخسائر؟ وبين من يؤيد عقد صفقة تبادل أسرى، يرفض بنيامين نتنياهو أي خطوة يمكن أن توقف العدوان على غزة. ويبدو أن إطالة عمر الحرب لمصلحته على الرغم من ضغوط تظاهرات أهالي الأسرى الاسرائيليين واستطلاعات الرأي الكثيرة التي تشير إلى أن المزاج الاسرائيلي بدأ يتغير نحو صفقة تبادل شاملة.

وانضم غادي آيزنكوت، إلى يائير لابيد وأفيغدور ليبرمان في المطالبة بانتخابات مبكرة للكنيست، وأضاف: “يجب أن نقول بشجاعة إن من المستحيل إعادة الرهائن أحياء في المستقبل القريب من دون اتفاق. على إسرائيل أن تفكر في وقف القتال لفترة طويلة كجزء من أي اتفاق من هذا القبيل”. في المقابل، أكد نتنياهو في مؤتمره الصحافي الأخير أنه “سيواصل القتال بكل قوة” حتى “النصر الكامل على حماس”.

وأضيف إلى الخلاف العام، دخول الشقاق إلى حزب “اللكيود” بزعامة نتنياهو، الذي لا يتحدث مع وزير أمنه يؤآف غالانت وفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية، وهناك خشية من أن ينضم غالانت الى آيزنكوت وبيني غانتس. وإذا حصل هذا يعني أن مجلس الحرب ينهار فوراً.

وما يزيد الضغط على نتنياهو هو الموقف الأميركي، فبعد اجتماع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مع نتنياهو في تل أبيب الأسبوع الماضي، رفض بلينكن الادلاء بأي تصريح عن علاقة الطرفين، إلا أن الصحف الأميركية والاسرائيلية كتبت في اليوم التالي أن الخلاف في الرؤية وصل إلى مرحلة لا يمكن الاتفاق فيها. بعد ذلك، بدأ بلينكن، يشير إلى أنه يمكن التوصل إلى اتفاق سلام للمنطقة بوساطة أميركية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي أو من غيره، وفقاً لخطابه في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس. تحول نتنياهو إلى حجر عثرة في أي اتفاق أو تسوية، بحيث يعتقد بلينكن الآن بوضوح أن “هناك صفقة يجب إنجازها وهي صفقة تدعمها ليس السلطة الفلسطينية وحسب، بل أيضاً السعودية والدول المجاورة الأخرى”. وكان لافتاً أن بلينكن حدد تل أبيب في جولته الأخيرة، ليقول لنتنياهو: “إني أحمل تأييداً عربياً”. لكن نتنياهو يرفض أي تسوية أو اتفاق تكون فيه دولة فلسطينية مستقلة، وهو من تفاخر بأنه “منع إقامة دولة فلسطينية، ولا نريد فتحستان أو حماستان”.

ومن هنا يمكن القول إن عزل نتنياهو أصبح ضرورة أميركية أيضاً، وسيحاول الأميركيون تقليب أعضاء الحكومة على نتنياهو وحلفائه ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، ومن هذه الزاوية يمكن فهم لماذا اختلف غالانت مع نتنياهو معلناً أن “وجود سلطة فلسطينية قوية هو في أفضل المصالح الأمنية لاسرائيل”. ويمكن التأكيد أيضاً أن مسألة الاستنزاف في غزة تضر بجيش الاحتلال، وهذا ما يقبله قادة الجيش ويمكن أن يضغطوا أكثر على غالانت وجنرالات مجلس الحرب. وبالتالي، سيجد نتنياهو نفسه أمام استقالات جماعية تبدأ بغانتس وآيزنكوت، والأخطر بالنسبة اليه أن ينقلب عليه حزبه، ولذلك تؤكد “يديعوت أحرنوت” أن “نتنياهو يبحث عن مرشح لتأسيس حزب يستجيب للناخبين الذين يعرفون أنفسهم بأنهم يمينيون لكنهم لا يريدونه في القيادة، ويشارك يعقوب باردوغو في المشروع الحالي”. وإذا لم يتغير المشهد السياسي في إسرائيل يعني أن الدولة كلها في مهب التفكك، أو أن الثعلب نتنياهو سيرضخ للضغوط الأميركية والسياسية وللشارع، لكن في كل المقاييس نتنياهو انتهى في المستقبل البعيد، وربما يكون “الليكود” أحد ضحاياه أيضاً.

شارك المقال