“تلّة الحمامص”… موقع استراتيجي يسرق الأضواء في حرب الحدود

فاطمة البسام

كل من تابع مجريات الحرب في الجنوب، لا بد من أن يكون اسم “تلة الحمامص” وقع تحت نظره، أو مرّ على مسمعه. إذ أصبحت هذه التلة تحت أضواء الشهرة، منذ إندلاع العدوان الاسرائيلي على الحدود ونيلها الحصّة الأكبر من القذائف والصواريخ.

“الحمامص” اسم يبدو للوهلة الأولى طريفاً وغير مألوف، كأنها تقع خارج النطاق الجغرافي للبنان، فإذا بحثت عنها في محرّك “غوغل” لن تجد سوى أخبار تتحدث عن استهدافها بصورة يومية، وكتب بعض المعلّقين “حمامص، صارت كل حبة حمص لحال”، أو “تلة الحمامص، صارت سهل”.

تقع التلة المشهورة جنوب منطقة الخيام في بلدة حدودية اسمها سردا، قضاء مرجعيون، وهي قرية صغيرة جداً، تابعة للقليعة، تحتوي على ثمانية بيوت كحد أقصى، والكثير من المساحات المزروعة بالعنب، الخوخ، الدراق وحتى القمح.

يشير ابن قرية سردا، جرجس جبور، لموقع “لبنان الكبير”، الى أن سردا عبارة عن مزرعة صغيرة، وهي أرض وقف للطائفة المارونية والكاثوليكية. ويعيشون فيها “أهلية بمحلية”. يعمل جبّور في حراثة الأرض، إلا أن عمله توقف في الوقت الحالي بسبب الحرب، ويؤكد بنبرته الهادئة أنه لن يترك قريته ولو بقيت الحرب أربع سنوات.

وبحسب جبور، فقد توقفوا عن شراء حاجياتهم من الخيام بسبب القصف العنيف على البلدة، وباتوا يشترون أغراضهم اليومية من القليعة.

أمّا “الحمامص” فهي عبارة عن جبل يقع خلف سردا، ويرتفع عنها حوالي 500 متر، يقول جبّور، وهي تحتوي على مركز للجيش اللبناني، وكسارة لأحد أبناء البلدة.

موقع “لبنان الكبير” تواصل مع صاحب الكسارة الذي فضّل عدم ذكر اسمه، وأخبرنا أن مصلحته تضم 400 موظف، وهي متوقفة منذ 4 أشهر، وبالتالي لا يعلم كيف هو حال المعمل اليوم، خصوصاً أن التلة تقصف يومياً منذ إندلاع الحرب.

وإلى جانب الكسارات، يشير إلى وجود آلات ثمينة جداً مثل “مجبل باطون، مجبل زفت، خزانات فيول، وغيرها”، موضحاً أن المصلحة عمرها 25 سنة، وليست وليدة البارحة، وعلى الرغم من ذلك، فكل موظفوه من دون عمل، ولا أحد من المعنيين سأل عن أحوالهم.

أمّا الأهمية الاستراتيجية للتلة، بحسب مصدر مطلع على أجواء “حزب الله” فهي أن “تلة الحمامص” تطل مباشرة على مستوطنة المطلّة، بمعنى آخر أنها “تكشفها”، لذلك يتعمد العدو الاسرائيلي استهدافها استباقاً لأي عمل عسكري قد يطال المستوطنة. وهذا الأسلوب يطبقه مع كل التلال والجبال التي تطل على مستوطناته. وبسبب موقع التلة أيضاً، يتخوّف من تحركات للمقاومين في المنطقة التي تغطيها بعض الأشجار، فتشكل غطاء لأي تحرّك.

وخلف “تلة الحمامص” تقع “تلة المطران”، التي تربطها ببلدة الخيام.

وقبل عامين، كشفت قناة “كان” الاسرائيلية عن مشروع مرتبط بالمياه على “تلة الحمامص” بالقرب من الحدود مع فلسطين المحتلة، وأبدت تخوفاً من أن “يلحق أضراراً بكمية المياه التي تتدفق الى إسرائيل”.

وبحسب القناة، قال رئيس بلدية المطلة: “إن هذا الأمر يقلقنا جداً، ومدلول ذلك هو وصول كميات أقل الى بحيرة طبريا”.

شارك المقال