الايراني في خيمة السدو السعودية… وقهوة عربية بصحة أمن لبنان واستقراره

آية المصري
آية المصري

انه اللقاء الثاني بين الرجلين. لكن سجل السفير السعودي وليد بخاري في لبنان الدخول الأول لشخصية رسمية ايرانية الى دارته راسماً المشهد بصورة داخل خيمة السدو العربية ومحتوياتها ليقولها للسفير الايراني مجتبى أماني “حياكم الله”، فأتت بعدها القهوة العربية لتكون انطلاقة تثبيت وارساء مضامين الاتفاق الايراني – السعودي برعاية التنين الصيني.

من يلتقي السفير السعودي وليد بخاري يسمع نظرية “ريغن” الشهيرة التي اعتمدها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان القائمة على نقل المراحل من الصراع الى ادارة الصراع.

ويبدو أن العلاقة بين السعودية وايران تجاوزت “ريغن” بأشواط جراء حرص الطرفين على احترام الاتفاق ومضامينه الانسانية بعيداً من خطابات الكراهية والتوقعات الطائفية، فللسعودية سياسة في التعاطي مع الجميع واحترام كل المكونات، وها هي رسالة واضحة للطائفة الشيعية بحسن علاقتها معها ليبقى الموقف السياسي من “حزب الله” ثابتاً ضمن جدول المملكة تحت عنوان “منظمة إرهابية”. تبادل الطرفان الحديث وبات أكيداً أن اللقاء لن يكون يتيماً وستستتبعه لقاءات أخرى ولم يعد غريباً على المتابعين رؤية السفير السعودي في السفارة الايرانية أو دارة السفير أو في نشاط ايراني وحينها سيلاقيه أماني بـ “خوش أماديد”.

“من يتابع هذا اللقاء يتبادر الى الأذهان أن لبنان يؤثر عليه لقاء دولتين تؤثران في الحياة السياسية فيه، والأمر الجيد أن ايران تقول انها تبحث شأناً لبنانياً مع السعودية، وعندما كان يأتي وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان الى لبنان ويسأل والسفير الايراني عن الملف الرئاسي يكون الجواب بأنهما لا يتدخلان في الشؤون الداخلية اللبنانية واليوم بات هناك إشهار لهذا التدخل والاهتمام بالشؤون الداخلية اللبنانية”، بحسب ما قالت الصحافية سناء الجاك، معتبرةً “أننا لا يمكن أن ننسى وجود حركة ديبلوماسية مكثفة تدور في شأن لبنان، بالأمس وصل الموفد القطري جاسم آل ثاني وسيعقد لقاءات، والانطباع الاجمالي يقودنا الى القول ان هناك أموراً يتم التفاوض بها، وحتى يأتي السفير الايراني الى السفير السعودي يعني أن هناك رسالة يحب أن يبلغها وهو من يسعى الى ايصال رسالته أو رسالة دولته وليس العكس، ويريد أن يعرف من السفير السعودي معلومات متعلقة بالخماسية، وهو يسعى الى معلومات والى ايصال معلومات”.

ورأت الجاك أن “حركة سفراء الخماسية وتحديداً السفيران السعودي والمصري تدل على أن هناك ما يبحث بشأن التوافق حوله، ومن ثم اجتماع سفراء الخماسية ولقاؤهم المسؤولين اللبنانيين”.

اما حول الاجتماع في خيمة السدو، فعلقت الجاك بالقول في حديث عبر “لبنان الكبير”: “من كان يتحدث بخطاب الممانعة، أطلق على هذه الخيمة اسم خيمة العروبة اليوم، والهجوم على السعودية المتواصل من أذرع الممانعة في حين أن رأس الممانعة غير سياسيته منذ الاتفاق السعودي – الايراني برعاية صينية، ودائماً المصلحة العليا لرأس الممانعة تتغلب على ما تقوم به أذرعه بناء على توجيهات كي يقوموا بحالة شعبوية”.

أضافت: “على سبيل المثال ما يحصل في غزة واتهامهم المتواصل للدول العربية في حين على ما يبدو هناك قطع طريق للدول العربية وتحديداً السعودية لايجاد حل، وهذا السلوك غير مستغرب من أذرع ايران في لبنان أو من يدور في هذا الفلك لأنهم يكشفون ما في سريرة السياسة الايرانية، لأن ايران لا تريد أن تنتهي الحرب على غزة بحل عادل فبذلك تخسر الحجج التي تستثمر فيها في المنطقة. ومصلحة ايران اليوم في التوافق مع السعودية وحكمة المملكة تقتضي عدم توتير الأجواء مع ايران”.

في المقابل، وصف الكاتب قاسم قصير اللقاء بـ “الحدث المهم جداً على صعيد العلاقات السعودية – الايرانية في هذه المرحلة”، معتبراً أن “هذه الزيارة تؤكد أن هناك تنسيقاً بين بعض أعضاء الدول الخماسية وايران في مواكبة التطورات الداخلية والخارجية، وهذه تحمل شيئاً من الايجابية أن العلاقات الايرانية – السعودية تتجه في الاتجاه الصحيح ويمكن أن تنعكس ايجاباً على لبنان لأن البلدين لديهما علاقات جيدة مع الأطراف اللبنانية”.

وحول انعكاس هذا اللقاء على جنوب لبنان المشتعل، رأى قصير أن “لا علاقة لهذه الزيارة بجنوب لبنان، والعلاقات الايرانية – السعودية ليست لها علاقة بالجنوب، وما ينعكس على لبنان هو الوضع في غزة والاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب، وهناك تنسيق بين البلدين لمتابعة ملفات في المنطقة ككل، وبالنسبة الى جبهة جنوب لبنان طالما هناك حرب في غزة، هذه الجبهة ستبقى مستمرة”، مشيراً الى أن “زيارة السفير الايراني هي حرص من ايران على تعزيز العلاقة مع المملكة في هذه الظروف الصعبة، وفي الوقت عينه هي مؤثر ايجابي أن البلدين يمكن أن يتعاونا لدعم اللبنانيين للوصول الى حلول لأزماتهم الداخلية، ويتركان لهم اختيار رئيسهم، لكن العلاقة الايرانية – السعودية اذا تحسنت فبتقديري الشخصي يمكن أن تنعكس ايجاباً على كل الملفات ومنها الملف الرئاسي اللبناني، وليس بالضرورة أن تنعكس على اسم معين طالما أن البلدين لديهما علاقات جيدة مع الأطراف اللبنانية يمكن أن يتعاونا للوصول الى حلول، ولكن لا علم لدي بالصيغة، وتقديري أن الصورة الايجابية في هذا الحدث تبعث رسالة ايجابية الى الداخل اللبناني أن البلدين اذا كانا مختلفين واتفقا فعلى اللبنانيين ان يتفاهموا”.

اما بالنسبة الى مشهدية السفير أماني داخل الخيمة بعدما كانت هناك تعليقات من الفئة نفسها على هذه الخيمة، فقال قصير: “موضوع ما يسمى البداوة ليست أمراً سلبياً في المشهد العربي أو الاسلامي، وأخلاق البدو معروفة، والسفير السعودي يستقبل بعض ضيوفه في السفارة والاستقبال كان حرصاً من البلدين على رسالة ايجابية. وانا أرى الحدث والصورة مشهداً ايجابياً وكأنهما رسالة للبنانيين أن هذين البلدين يتفقان ويتابعان الوضع وعدم الرهان على الخلاف بينهما”.

شارك المقال