إعلام عبري: لا يمكن تجنب الحرب في لبنان

حسناء بو حرفوش

حذر تحليل في موقع صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية من “أن لا أحد يستطيع وقف الحرب في لبنان في الوضع الراهن”، مع التركيز على “الأزمة التي تعيشها البلاد نتيجة عدم القدرة حتى على انتخاب رئيس”.

ووفقاً للمقال، “ليس هناك حل فعلي بمتناول اليد على الرغم من إبداء البعض استعداده للبحث عن مسار ديبلوماسي يسمح بتجنب حرب شاملة عبر الحدود. وكان آموس هوكشتاين، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن، قد أوضح في زيارته الأخيرة إلى لبنان، أن الوضع في البلاد صعب، الأمر الذي يستدعي مناقشة حل يسمح لسكان المناطق الحدودية من الجانبين، أي في إسرائيل ولبنان، بالعيش بأمان والتركيز على مستقبل أفضل. وتحاول الولايات المتحدة إبعاد حزب الله عن القتال، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، على اعتبار أن الصراع يدور بين طرفين: حماس وإسرائيل، ويجب أن يبقى محصوراً بهذا السياق”.

ويسطر المقال الجهود المبذولة لمنع توسع رقعة الحرب، ويكرر “أن الأمر لا يقتصر على هوكشتاين فحسب، بل سعى ممثلون عن الدول الغربية والعربية أيضاً بلا كلل في الأشهر الأخيرة الى منع توسع الصراع في غزة. وبالتوازي، أكدت إسرائيل مراراً وتكراراً أنها تفضل إنهاء الصراع في الشمال بالاتفاق. لكن النشاط الديبلوماسي كله يجري في وقت ما زال فيه لبنان بلا رئيس منذ أكثر من عام. ويرأس رئيس الوزراء نجيب ميقاتي حكومة مؤقتة وهناك مشكلات مع القيادة العسكرية. وتطرح هذه المشكلات السؤال: هل هناك من تستطيع إسرائيل التفاوض معه حول التهديدات على الحدود الشمالية؟”.

يستند التحليل للإجابة عن هذا السؤال الى “تقارير تؤكد إدراك الأميركيين لحجم الأزمة في لبنان والتحدي المتمثل في التوصل إلى حل ديبلوماسي يحول دون مواجهة عسكرية خطيرة. وكان هوكشتاين قد شدد على ضرورة تحقيق الاستقرار في لبنان وانتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة ودائمة بصلاحيات كاملة وحل القضايا الداخلية. وفي الوقت نفسه، لا حل حقيقي للاسرائيليين الذين أجبروا على إخلاء المنازل في الشمال. ويواجه لبنان، بعيداً عن الأزمة السياسية والعسكرية والأمنية في الوقت الراهن، أزمة اقتصادية خانقة منذ عدة سنوات، فضلاً عن أزمة سكانية أخرى إثر النزوح السوري. وقد حاولت لجنة مكونة من ممثلين عن خمس دول: الولايات المتحدة وفرنسا وقطر والمملكة العربية السعودية ومصر حل هذه القضايا، قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول. وواصلت هذه اللجنة عملها في الأشهر الأخيرة، في ظل الحرب، كما أخذت كل دولة على عاتقها جانباً من جوانب الأزمة. بالاضافة إلى ذلك، تردد أن هوكشتاين سيتولى مسؤولية مناقشة تفاصيل القرار 1701 كافية وآليات تنفيذه وحل نقاط الخلاف.

وكان السفير المصري قد كرر أن ما يحدث في المنطقة والتحديات التي يواجهها لبنان تتطلب الاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية. كما نقل عن مسؤول ديبلوماسي في السفارة الفرنسية في بيروت قوله: إن المهم اليوم هو منع اتساع نطاق الحرب في لبنان لأن الاستقرار المنتظر يحتاج إلى استقرار سياسي، لكن مصادر أخرى توقعت استمرار الفراغ الرئاسي بسبب عدم القدرة على التوصل الى تسوية في ظل محاولات حزب الله فرض مرشحه”.

وكان قائد الجيش الاسرائيلي قال الأربعاء الماضي إن احتمال نشوب حرب مع لبنان أصبح “أعلى بكثير” من أي وقت مضى، متوقعاً نشوبها في الأشهر القليلة المقبلة. وأتت تصريحاته ضمن سلسلة تحذيرات على لسان مسؤولين إسرائيليين “من أن الجيش الاسرائيلي سيرد بقوة ما لم يتم تأمين المنطقة ويتوقف مقاتلو حزب الله عن قصف المواقع عبر الحدود”.

شارك المقال