“الخماسية” لا تسمّي ولا تسحب… وموسى لـ”لبنان الكبير”: وصلتنا اشارات مشجعة

ليندا مشلب
ليندا مشلب

بينما كان المجلس النيابي منشغلاً بمناقشة موازنة العام ٢٠٢٤، وبالعراضات السياسية من على منبره، كان سفراء الدول الخمس المعنيين بمساعدة لبنان في الخروج من أزمة الشغور الرئاسي، يتحركون ثنائياً وثلاثياً ويعقدون اجتماعات كان اَخرها الاجتماع الخماسي في اليرزة.

هل بدأ العد العكسي لانتخاب رئيس؟

سؤال عاد الى سلم الاهتمامات بعد الحركة الديبلوماسية الناشطة جداً باتجاه لبنان ان من الموفدين الأجانب، أو من سفراء الدول الخمس، الأولوية لعدم التصعيد وضبط جبهة الجنوب ومنع الانزلاق الى الاسوأ. فماذا عن الرئاسة؟ لا جواب حتى الاَن، لكن المعلومات تتقاطع عند مساع جدية أكثر من أي وقت مضى لقرب انهاء الشغور تزامناً مع الاعداد لتسوية لم تتضح معالمها بعد.

واذا كانت الأجواء التي رشحت عن اجتماع السفراء الخمسة في دارة السفير السعودي وليد بخاري في اليرزة هي أجواء جيدة عكست دينامية عالية باتجاه تحريك الملف الرئاسي، الا أن القاصي والداني يعلم أن في التركيبة الحالية وبغياب ناظم (وكيل مكلف) للملف اللبناني، كل الايجابيات والاتفاقات تتكسر عند التعنت السياسي والاصطفافات الداخلية. فعلى ماذا بنت “الخماسية” لاعادة بث الروح في مسعاها؟

يقول السفير المصري في لبنان علاء موسى لموقع “لبنان الكبير”: “ان الاجتماع في اليرزة كان له أكثر من هدف، الأول: البحث في تطوارت الشغور الرئاسي، ‏ورسالة بأن الخماسية موقفها واحد. والثاني: البحث في الخطوات اللاحقة وبرنامج عمل للمرحلة المقبلة للتعاطي مع الملف اللبناني في المستقبل”.

‏ويضيف: “نحن نحضّر لاجتماع الخماسية المقبل الذي سيحصل اما في القاهرة واما في الرياض، وهذا الاجتماع سيناقش محصلة اتصالاتنا ولقاءاتنا مع مختلف القوى السياسية، وعدد من هذه اللقاءات سيتم تباعاً خلال الأيام المقبلة وسنضعها على طاولة البحث في اجتماع الخماسية، تمهيداً للخروج بموقف موحد مبني على أساس أن هذا الاستحقاق هو لبناني، خصوصاً بعدما سمعنا في الفترة الأخيرة أن هناك إرادة ورغبة من مختلف القوى السياسية في انهاء ملف الشغور الرئاسي، وأن لديها قناعة بأن المرحلة مليئة بالتحديات، ومن أولى الخطوات التي يجب الانتهاء منها سريعاً هي انتخاب رئيس الجمهورية”. وأكدنا أيضاً، يقول موسى، أن هذا الاستحقاق هو استحقاق لبناني بامتياز وكل ما يطرح يجب أن يأتي من داخل لبنان اولاً، ثم ما على “الخماسية” إلا أن تقدم تسهيلات للوصول إلى ما يتفق عليه الجميع، وهذا ما سنعمل عليه في الفترة المقبلة.‏ويجزم السفير المصري بأن “طرح الأسماء تعود ملكيته بصورة كاملة للأطراف السياسية اللبنانية وليس من دور الخماسية، ولن يكون لديها دور مستقبلاً في موضوع طرح الأسماء، ونحن ننتظر فقط أن يكون هناك طرح جدي لبناني نقدم له كل التسهيلات أو الدعم أو ما شابه وتتحرك الخماسية في هذا الاتجاه”.

‏ويكشف موسى أن موضوع الأسماء لم يطرح خلال الاجتماع “لأن ليس من دورنا التحدث في الأسماء، نحن سننتظر من القوى السياسية أن تقدم هي نتائج مشاوراتها واتصالاتها وتقول لنا نحن وصلنا إلى هذه المرحلة ونريد مساعدة الخماسية لتقديم بعض التسهيلات. نحن لا نقدم ولا نحذف أسماء، ترشيح الأسماء والتسمية يأتيان من الجانب اللبناني فقط”.

‏وحول السبب الذي دفع “الخماسية” الى تجديد حراكها، يوضح موسى أن “اشارات مشجعة وصلتنا في اتصالاتنا الأخيرة واجتماعاتنا الثنائية على مستوى السفراء، على أن هناك رغبة في التحرك بالملف، وهذا ما بنت عليه اللجنة الخماسية وقمنا بالاتصالات اللازمة مع القوى السياسية لتأكيد هذا التوجه قبل أن نذهب إلى اجتماع الخماسية، ويتوقع أن يقوم الموفد الفرنسي جان ايف لودريان بزيارة إلى لبنان، عندها ستتضح الأمور بصورة أفضل. اما الاَن، ‏فهناك ترتيبات لأن نجري في الفترة المقبلة لقاءات مع مختلف القوى السياسية على أكثر من مستوى ‏قبل اجتماع الخماسية في القاهرة أو في الرياض وبالتزامن معه، ومن بعدها نستأنف مرة أخرى هذه الاجتماعات لأننا نكون قد بلورنا موقفاً بالتعاون مع مختلف الفرقاء السياسيين، نبني عليه للتقدم خطوات باتجاه الأمام، وهذا هو الهدف الأساسي الذي نسعى إليه، وبتقديري الشخصي على الأقل أن هناك مؤشرات ايجابية يمكن أن توصلنا إلى هذا الهدف‏. نحن نرفع تقارير الى عواصمنا وننسق هذا الأمر، وبناء على هذه التقارير التي تتضمن محصلة لقاءاتنا سنرسم خريطة المستقبل بدءاً من تحديد توقيت اللجنة ومكانها والذي سيكون في وقت قريب جداً”.

وحول الدور المصري الناشط، يؤكد موسى أنه ثابت وواضح منذ فترات طويلة، وحتى منذ ما قبل حرب غزة، قائلاً: “أنا كنت أشارك دائماً في اجتماعات الخماسية قبل أن أتسلم مهمتي في بيروت، ومسألة حرب غزة فرضت علينا جميعا أن نركز الانتباه على ما يحدث في الاقليم على حساب موضوعات أخرى داخلية، لكن الآن وبعد مرور هذا الوقت ‏بدأنا مرة أخرى نعيد النظر في موضوعات داخلية ومنها ملف الشغور الرئاسي الذي هو على قدر كبير من الأهمية، وتقديري أنا ما يحدث في المنطقة والاقليم قد يكون دافعاً أكبر لأن ننتهي من هذا الملف بأسرع وقت ممكن. لا داعي للربط بين ما يحدث في غزة وملف الشغور، وفي هذه الظروف الاستثنائية والحرجة، وجود رئيس في لبنان هو أمر مهم وملح ويعد الخطوة الأولى من الحل والتي سيليها تشكيل حكومة واطلاق دولاب العمل في لبنان بصورة طبيعية لمواجهة ما هو قادم من تحديات”.

وبانتظار أن تنتج هذه الحركة “طحيناً” ولا تقع مرة جديدة في “الجعجعة”، لا يزال هناك من يؤكد أن كل هذا الكلام سابق لأوانه لأن الأولوية الاَن هي لوقف الحرب وانتاج التسوية التي سيكون لبنان جزءاً كبيراً منها. وميزان القوى سيحدد هوية الرئيس، فلن يقدم أي طرف حالياً هدية مجانية الى الاَخر، والى حينه لا بأس بأي مسعى يضيف أجواء تواصل وحوار وتهدئة… “ليجي الصبي منصلي عالنبي”.

شارك المقال