إدارة بايدن وربط الأحداث في غزة واليمن

حسناء بو حرفوش

“لا تصدقوا إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن!”.. بهذه العبارة، حذر مقال في موقع “نيوز ويك” من تداعيات الموقف الأميركي مما يحصل في غزة وعلاقته بالتصعيد في اليمن. وحسب المقال، “يعمل الديبلوماسيون الأميركيون، مع دخول حرب غزة شهرها الرابع، جاهدين للتوصل إلى هدنة تسرّع عملية إطلاق سراح الرهائن وتوفر بعض الأمان لأكثر من مليوني فلسطيني في القطاع.

ويقوم بريت ماكغورك، كبير مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن لشؤون الشرق الأوسط هذا الأسبوع بجولة في قطر ومصر والأردن والامارات العربية المتحدة، على أمل استئناف محادثات الهدنة مرة أخرى بعد توقف دام قرابة شهرين. كما أن هناك عدة مشاريع اتفاقيات مطروحة على الطاولة. وحسب ما ورد، عرض الاسرائيليون على حماس تجميد القتال لمدة شهرين مقابل إعادة الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لديها. وهناك اقتراح آخر، تقوده الدول ذات الأغلبية العربية، وهو أكثر مثالية بكثير لأنه يسعى الى وقف دائم لإطلاق النار ولبدء عملية تفاوض جادة بشأن السلام الشامل وإقامة الدولة الفلسطينية.

وفي حين أن نتنياهو لا يهتم بشيء بقدر إحياء مستقبله السياسي الكئيب، لا يعتقد أن فوائد مثل هذا الاتفاق الديبلوماسي الرائد ستفوق تكاليف الدولة الفلسطينية. ويشير كل ما فعله نتنياهو وقاله على مدى الأشهر الثلاثة والنصف الماضية، ومسيرته السياسية بأكملها، إلى أن الدولة الفلسطينية حلم بعيد المنال طالما أنه في السلطة (وبالنظر إلى انخفاض الدعم بين الجمهور الاسرائيلي لرئاسته) وإلى أن حل الدولة، قد لا يكون ممكناً بعد ترك منصبه أيضاً. وعلى الرغم من موقف إدارة بايدن، لطالما وقف نتنياهو ضد اتفاق أوسلو وهو الرجل الوحيد الذي يقف في طريق الدولة الفلسطينية. وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي الأسبوع الماضي: إن إسرائيل تحتاج في أي ترتيب مستقبلي إلى السيطرة الأمنية على كل الأراضي الواقعة غرب نهر الأردن. وهذا يتعارض مع فكرة السيادة.

وطالما أن نتنياهو يصر على عناده، ستبقى الجهود الديبلوماسية التي تبذلها واشنطن عالقة. قد يتمكن الديبلوماسيون الأميركيون من تعزيز هدنة إنسانية أخرى بين إسرائيل وحماس، وقد تكون الهدنة المستقبلية أطول من الترتيب الأولي الذي وقع عليه الطرفان لمدة أسبوع في أواخر تشرين الثاني. ولكن ما لم تغير الحكومة الاسرائيلية الحالية مواقفها وتنهي حربها في غزة، سيكون لزاماً على الولايات المتحدة التعامل مع بؤر التوتر العديدة في الشرق الأوسط، بغياب آفاق أي تهدئة قريبة.

ويرفض قادة الولايات المتحدة والمملكة المتحدة ربط الأحداث التي تجري في اليمن والعراق بالحرب في غزة. ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مات ميللر أمام الصحافيين ربط الساحتين بالأمر السخيف بعض الشيء. وكان رئيس وزراء المملكة المتحدة ريشي سوناك، الذي أمر القوات البريطانية بالمشاركة في جولتين من الضربات ضد الحوثيين حتى الآن، قد بعث برسالة مماثلة في مجلس العموم هذا الأسبوع.

ومع ذلك، في المخطط الكبير، لا يهم فعلاً ما إذا كانت واشنطن ولندن تقبلان هذه الفرضية أم لا. فقد ربط الحوثيون في الحقيقة ومنذ أكتوبر/تشرين الأول، الهجمات في البحر الأحمر واستمرارها باستمرار الحرب في غزة. وفي حين أن الميليشيات العراقية تمتلك أجنداتها الخاصة (وتريد أن تغادر القوات الأميركية العراق بغض النظر عما يحدث في غزة)، من الصعب تصور انتهاء الهجمات ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا في ظل استمرار الحرب بين إسرائيل وحماس. وتستمر إدارة بايدن في تجاهل هذا الرابط مع أنه يشكل خطراً عليها”.

شارك المقال