مخاوف غربية من حرب مع إيران

حسناء بو حرفوش

أثارت الضربة التي استهدفت قاعدة أميركية في الأردن، مخاوف من تصعيد الغرب وتورطه رسمياً في الخلاف في الشرق الأوسط، حسب مقال في موقع Huffington post الالكتروني البريطاني. وذلك، في ظل تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن من أن الرد الأميركي ضروري وفي المكان والزمان المناسبين للولايات المتحدة.

ووفقاً للمقال، “على الرغم من نفي إيران أي تورط لها في هجوم الأحد، تصاعدت التوترات الاقليمية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول وحرب غزة التي تلتها. ومع تزايد التكهنات حول رد فعل الولايات المتحدة، يجدر التذكير بأن هذه ليست المرة الأولى التي يقتل فيها جنود أميركيون في هجوم بمسيرة، فقد تعرضت القواعد العسكرية الأميركية في العراق وسوريا للاستهداف بصورة متكررة في الأشهر القليلة الماضية. كما استهدف المتمردون الحوثيون في اليمن السفن التجارية الأميركية التي تمر عبر البحر الأحمر.

وردت الولايات المتحدة بضرب أهداف في سوريا والعراق، واستهدفت قواعد الحوثيين العسكرية في اليمن. وعلى الرغم من النفي الايراني، أعلنت المقاومة الاسلامية في العراق (مصطلح شامل للتحالف الفضفاض للمسلحين الذين تدعمهم إيران) مسؤوليتها عن ثلاث هجمات في سوريا، بما في ذلك هجوم على الحدود الأردنية – السورية.

وفقاً للمجلس الأطلسي، بقيت عضوية المقاومة الاسلامية غامضة بصورة مقصودة بحيث يكون لدى كل مجموعة إمكان إنكار معقول. كما قال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري لوكالة رويترز إن الغارة مرتبطة بالحرب المستمرة بين إسرائيل وحماس. واعتبر أن مقتل ثلاثة جنود أميركيين هو رسالة للادارة الأميركية مفادها أنه إذا لم يتوقف قتل الأبرياء في غزة، فيجب مواجهة الأمة بأكملها. وأضاف أن العدوان المستمر على غزة قادر على تفجير الوضع في المنطقة.

كيف قد يأتي الرد الأميركي؟

التوترات بين الولايات المتحدة وإيران موجودة بالفعل قبل هذه الضربة. فإيران من المؤيدين المعروفين لحماس، في حين أن الولايات المتحدة هي أقوى حليف لاسرائيل. ومن المتوقع أن ينتقم بايدن، خصوصاً مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأميركية في وقت لاحق من هذا العام. وسارع دونالد ترامب، (يتوقع على نطاق واسع أن يكون المرشح الجمهوري الذي يتنافس مع بايدن على منصب الرئاسة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل)، الى الدعوة لاتخاذ إجراء أميركي فوري.

وأضاف الرئيس السابق أن الهجوم ما كان ليحدث لو أنه في السلطة. كما يستخدم منتقدو إدارة بايدن من اليمينيين ما حدث لاتهام الرئيس بتعاطيه بلين شديد مع إيران. ومع ذلك، يجدر التذكير بأن التوترات كانت مرتفعة أيضاً خلال إدارة ترامب، وتم استهداف القوات الأميركية في سوريا بصورة متكررة. لكن السفير الأميركي السابق لدى اليمن، جيرالد فيرستين، قال إن الولايات المتحدة وإيران لا تريدان المزيد من التصعيد. وأعلن في مقابلة إذاعية أن الولايات المتحدة ستتعرض لضغوط كبيرة وللدفع باتجاه تكثيف عملياتها، لكنه أشار إلى أن بايدن ربما لن يرغب في توجيه ضربة مباشرة ضد إيران. وحتى الآن نفت الولايات المتحدة رسمياً نيتها خوض حرب في الشرق الأوسط”.

شارك المقال