دينامية جديدة لـ “الخماسية”… نجاحها أو فشلها رهن تجاوب اللبنانيين

محمد شمس الدين

أعادت السعودية الحرارة الى عمل “الخماسية الدولية” مع بداية العام، جولات ولقاءات لسفيرها في لبنان وليد بخاري، تنوعت من القوى السياسية المحلية إلى الديبلوماسيين، وذلك في سبيل تحريك الملف الرئاسي. وفيما كان هناك تباين في وجهات النظر بين أركان “الخماسية” سابقاً استطاعت السعودية توحيد الدول على موقف واحد، وهذا ما أكده رئيس مجلس النواب نبيه بري إثر لقائه سفراءها أمس. وأفادت معلومات “لبنان الكبير” بأن السفراء شددوا لبري على ضرورة القيام بمشاورات ثنائية أو ثلاثية شرط أن لا تكون “طاولة حوار”، معربين عن استعدادهم لدعم مشاورات كهذه، ولعب دور الوساطة بين القوى السياسية لإنجاحها.

وتعوّل القوى السياسية بصورة كبيرة على حراك الديبلوماسية، ولكن ماذا لو فشلت في إنتاج رئيس للجمهورية؟ كيف سيكون المشهد في لبنان حينها؟

عضو كتلة “اللقاء الديموقراطي” النائب فيصل الصايغ قال في حديث لموقع “لبنان الكبير”: “مع عدم حسم نجاح اللجنة الخماسية ولكن علينا مسؤولية لمواكبة عملها، كون ذلك فيه مصلحة للبنان أكثر من الدول الخمس، ويجب أن نصل إلى نتيجة، والجديد في حركة الخماسية اليوم هو وحدة الموقف، التي لم تكن موجودة في السابق، بحيث كان هناك تباين في مواقف الدول، إن كان في طرح أسماء أو مواصفات، ولكن هذه المرة هم يؤكدون وحدة الموقف، وكذلك يتحدثون عن فصل الاستحقاق الرئاسي عن الحرب في غزة أو التصعيد في الجنوب اللبناني، وهاتان خطوتان مهمتان جداً، يمكنهما أن تساهما في زيادة نسبة نجاح مساعي الخماسية، ولكن يبقى على اللبنانيين أن يكونوا متجاوبين، ويتنازلوا قليلاً كي يتحدثوا مع بعض بصورة إيجابية أكثر، توصلاً إلى نتيجة”.

ورأى الصايغ أن “هناك دينامية جديدة، ودور سعودي متقدم، وريادي في حركة الخماسية، ليس في لبنان وحسب، بل إلى ما بعد الحرب، بحيث من المتوقع أن يكون للسعودية دور أكبر في فلسطين، وهذا أمر مطمئن، ويجب علينا كلبنانيين أن نوحد مواقفنا ونتنازل لبعضنا البعض من أجل مصلحة البلد”.

أما عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين فاعتبر أن “لا فرق سواء خماسية أو سداسية، فإذا كانت تقارب الملف بموضوعية وقادرة على مساعدة لبنان للخروج من أزمة الاستحقاق الدستوري وانتخاب رئيس سيكون مرحباً بها، أما في حال كانت تسعى الى فرض مرشح لا نعرف مواصفاته فهذا أمر آخر، ونحن لم نعرف على ماذا اتفقت الخماسية، والسؤال هو إذا توافقت من دون توافق لبناني داخلي فهل تستطيع تحقيق أي شيء فعلياً؟”.

وذكر عز الدين بأن الخماسية تحركت سابقاً، “فالمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان أتى وجال على القوى السياسية وعقد الاجتماعات مع الكتل، ورحل ولم يتحقق شيء، فإذا لم يحصل اختراق على مستوى الكتل وتموضعها، واختصار الطريق عبر الحوار والتفاهم، لن نصل إلى رئيس. بقينا 15 سنة نقتل بعضنا في حرب أهلية وفي النهاية تم الاتفاق في الطائف برغبة داخلية ودعم خارجي، ولذلك لا يعرّض أحد أكتافه كثيراً، الجميع ملزم بالجلوس والحوار بموضوعية، ويتم تحديد المعايير والمواصفات التي تنال العلامة الأكثر في التوافق بين المكونات، ففي نهاية المطاف مجلس النواب هو من سينتخب الرئيس، وطالما هو بهذه التموضعات، لن يسير أي شيء، وهذا ما دعونا إليه منذ البداية نحن والرئيس نبيه بري، فيما راهن البعض على أمور أخرى لم تنجح معه”.

أوساط “التيار الوطني الحر” من جهتها رأت أن لا رئيس في المدى المنظور، ولفتت إلى أن “الخماسية” لن تستطيع إنتاج رئيس، ويبدو أن الحل ليس بقريب، طالما المواقف على حالها، بل ان الحل قد لا يأتي إلا عبر انتخابات نيابية مبكرة، ولكن حتى هذا الأمر “دونه عقبات”. وأعربت عن تشاؤمها في ملف الاستحقاق الرئاسي، معتبرة أنه “بعيد جداً” في هذه المرحلة.

وعلقت أوساط “القوات اللبنانية” ببيت شعر قائلة: “وصارت اذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصال”. وتساءلت “ماذا سيتغير مع الخماسية أو من دونها؟”، معتبرة أن “كل هذا الحراك إن لم يقترن بإلزام محور الممانعة بفتح مجلس النواب والتخلي عن مرشحه لن يؤدي الى نتيجة، وكلام حزب الله اليوم خطير، بحيث يقول: حلوا عنا ما تحكونا بالرئاسة هلأ، نحن في غير مكان. وبالتالي أصبحت الرئاسة تفصيلاً على ورقة من أوراق الحزب لتحسين شروطه، بغية الخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه ووضعنا نحن في حرب الجنوب”.

وشددت الأوساط على أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يستفد من الزخم في ملف التمديد لقائد الجيش جوزيف عون، وطرح مبادرة لأن القرار ليس لديه فعلياً، وهو لم يعد لديه هامش التحرك في الملف الرئاسي كالحال قبل حرب غزة، التي جعلت الحزب أكثر شراسة في الملفات الداخلية، ويريد ضبط الساحة الداخلية كي لا تنفجر في وجهه من أجل مصالحه الخالصة وتحسين شروطه بالمفاوضات”.

في المقابل، أكد عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب أشرف بيضون أن “الحل دوماً لبناني 100%، والخماسية دورها مساعد وليس فرض مرشح على حساب آخر، وهي تسعى الى تقريب وجهات النظر، لا الانحياز الى فريق على حساب الآخر، ولكن الحل دوماً لبناني”.

شارك المقال