زيارة دياب إلى العراق: ضيف بلا دعوة

علي البغدادي

مازالت قضية إلغاء زيارة رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية حسان دياب إلى العراق تثير الجدل بشأن الإحراج الذي ساد العلاقات بين البلدين.

فالزيارة المفترضة لدياب، التي أعلنت بيروت عن تأجيلها لأسباب قالت إنها “عراقية داخلية”، كانت اندفاعة لبنانية متسرعة ومتفائلة أكثر من اللازم، انسجاماً مع التقارب الكبير في العلاقات في ظل النتائج الإيجابية لزيارة وفد عراقي رسمي الأسبوع الماضي لبنان والاتفاق على توريد النفط إليه والاستفادة من الخبرات اللبنانية في المجال الصحي… لكن جرت الرياح بما لا تشتهي السفن.

فما بين إلغاء وتأجيل، شهد خط بيروت – بغداد اتصالات على مستوى عالٍ بين مسؤولي رئاستي الحكومتين، أو عبر البوابات الخلفية لأحزاب نافذة تملك صلات مع دوائر صنع القرار العراقي، لإعادة ترتيب أجندة الزيارة وتجاوز حالة الخلل الذي عكر صفو العلاقات.

 ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن “عدم تنسيق الجهات اللبنانية بشأن الزيارة والملفات المراد بحثها مع العراقيين، وعدم الرجوع إليهم بشأن تحديد موعد زيارة الرئيس دياب، أثارت انزعاجاً في أوساط الحكومة العراقية، التي تريد أن يكون ترتيب الزيارة متلائماً مع الوضع في العراق وإخراجها بالشكل الأمثل”، مشيرة إلى أن “جدول أعمال رئيس الوزراء العراقي مزدحم بالنشاطات، وبالأخص ما يتعلق بالقمة الثلاثية مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والتي تأجلت لمرتين، وربما قد تتزامن مع الموعد المقترح من اللبنانيين لزيارة دياب”.

وقالت المصادر إن “وصول الشيخ محمد كوثراني مسؤول ملف العراق في “حزب الله” إلى بغداد قبل نحو 3 أيام، قد يكون مرتبطاً بمحاولات ترتيب الزيارة مجدداً، على الرغم من أن الشيخ كوثراني دائم التواجد في بغداد، لكنه قد يستثمر ذلك بالسعي لإعادة الأمور إلى نصابها، خصوصاً أن حجم التعاون اللبناني – العراقي كبير”.

ولم تستبعد المصادر وجود ضغوط من واشنطن على بغداد لتأجيل أو إلغاء الزيارة، نظراً إلى أن الولايات المتحدة لا تريد منح حكومة تصريف الأعمال اللبنانية طوق نجاة، أو توفير فرص تساعدها على الخروج من الأزمات التي أدخلت لبنان فيها، كونها خاضعة لتأثير “حزب الله”.

ومع أن أغلب الساسة العراقيين التزموا جانب الصمت أو اختاروا عدم التعليق إزاء إلغاء زيارة دياب، إلا أن السياسي والمفكّر العراقي الكبير حسن العلوي أبدى ترحيبه الكبير بخطوة إلغاء الزيارة، رابطاً إياها بما يدور من امتعاض في الصالونات السياسية العراقية من طريقة تعامل السلطات اللبنانية مع المسافرين العراقيين وعدم منح تسهيلات في ملفات عدة.

ووجه العلوي عبر حسابه على “تويتر” رسالة صريحة إلى رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي قال فيها إنه يبارك” إلغاء زيارة المسؤولين اللبنانيين إلى بغداد،لأن العراق لم يعد بقرة حلوباً لأكبر ولأصغر الدول التي لاتحترم العراقي في مطاراتها”. مشيراً إلى أنها “خطوة وطنية مباركة، وإن التعامل بالمثل هو أرقى ما توصلت إليه البشرية من قوانين التكافؤ البشري”.

ويبدو أن بغداد لا تريد إحراج دياب، فهي منفتحة لاختيار موعد رسمي للزيارة وجدول أعمال متفق عليه للخروج بنتائج إيجابية تسهم في تعزيز وتطوير العلاقات بين البلدين.

شارك المقال
ترك تعليق

اترك تعليقاً