عودة “حماس” بعد خروج الاسرائيليين من غزة

حسناء بو حرفوش

إسرائيل لم تنجح قط في تحقيق هدفها المعلن بسحق “حماس” وهذا ما تبينه بوادر عودة عناصر الحركة في المناطق التي خرج منها الاسرائيليون. هذه هي خلاصة مقال في موقع “واشنطن تايمز” ركز على “بوادر ظهور بعض قوات الحركة ونشر قوات الشرطة ودفع رواتب جزئية لبعض موظفي القطاع العام في غزة في الأيام الأخيرة، وتحديداً في المناطق التي سحبت إسرائيل الجزء الأكبر من قواتها منها قبل شهر”.

وحسب التحليل، “تؤكد العلامات التي تشير إلى عودة حماس الى أكبر مدينة في القطاع مدى قدرة أفرادها على الصمود على الرغم من الحملة الجوية والبرية الشرسة التي شنتها إسرائيل خلال الأشهر الأربعة الماضية. وكانت إسرائيل قد توعدت بسحق حماس عسكرياً ومنعها من العودة إلى السلطة. ومؤخراً، جددت القوات الاسرائيلية ضرباتها في الأجزاء الغربية والشمالية الغربية من مدينة غزة، بما في ذلك المناطق التي قيل ان بعض الأموال وزعت فيها”.

ولفت المقال الى “انتشار ضباط شرطة يرتدون الزي الرسمي وملابس مدنية بالقرب من مقر الشرطة ومكاتب حكومية أخرى، بما في ذلك بالقرب من مستشفى الشفاء، الأكبر في القطاع. وقال السكان إنهم لحظوا عودة موظفين في القطاع العام تلتها غارات جوية إسرائيلية بالقرب من المكاتب المؤقتة. وتمثل عودة الشرطة محاولة لاستعادة النظام بعد أن سحبت إسرائيل عدداً كبيراً من قواتها من شمال غزة الشهر الماضي، حسبما قال مسؤول في حماس لوكالة أسوشييتد برس، شريطة عدم الكشف عن هويته. وأكد المسؤول أن قادة المجموعة أعطوا توجيهات لاعادة فرض النظام في أجزاء من الشمال بعد انسحاب القوات الاسرائيلية، بما في ذلك المساعدة في منع نهب المتاجر والمنازل التي تركها السكان عقب أوامر الإخلاء الاسرائيلية المتكررة، متوجهين إلى النصف الجنوبي من غزة. وكان الكثير من المنازل والمباني قد ترك أو تحول إلى أكوام من الأنقاض خلال الهجوم البري الاسرائيلي. وقدر أحد السكان الأموال التي صرفتها حماس بنحو 200 دولار لكل من الموظفين الحكوميين، بما في ذلك ضباط الشرطة وعمال البلدية”.

ويشير دفع الرواتب الجزئية لبعض الموظفين الحكوميين على الأقل إلى أن إسرائيل لم توجه ضربة قاضية الى حماس، حتى مع زعمها أنها قتلت أكثر من 9000 من مقاتلي الحركة. وقصفت الطائرات الحربية الاسرائيلية المنطقة التي يقع فيها المكتب المؤقت لحماس عدة مرات في وقت سابق من هذا الأسبوع، بما في ذلك صباح السبت. وتأتي هذه الضربات بعد شهر تقريباً من إعلان القادة العسكريين الاسرائيليين تفكيكهم هيكل قيادة كتائب حماس في الشمال، لكن المقاتلين الأفراد يواصلون تنفيذ هجمات في سياق حرب العصابات”.

وقالت وزارة الصحة في غزة السبت، إن 107 أشخاص استشهدوا في الساعات الـ24 الماضية، وبذلك يرتفع إجمالي عدد الضحايا إلى 27238. ولجأ أكثر من نصف سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى رفح والمناطق المحيطة بها بينما شبّه مسؤول في الأمم المتحدة رفح بـ”طنجرة ضغط من اليأس”.

وحذر وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت في وقت سابق من هذا الأسبوع من توسيع إسرائيل نطاق قتالها ليشمل رفح بعد التركيز خلال الأسابيع القليلة الماضية على خان يونس، أكبر مدينة في جنوب قطاع غزة. وفي حين أثار هذا البيان قلق مسؤولي الاغاثة والديبلوماسيين الدوليين، قد تخاطر إسرائيل بتعطيل العلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة ومصر بصورة كبيرة إذا أرسلت قوات إلى رفح. وأعلن مركز الأمم المتحدة للأقمار الصناعية الجمعة أن أحدث تحليل له للصور المتاحة يشير إلى أن أكثر من 69 ألف مبنى في غزة (زهاء ثلث جميع المباني في القطاع) تعرضت لأضرار متوسطة على الأقل خلال ما يقرب من أربعة أشهر من القتال.

ويواصل الوسطاء الدوليون العمل على سد الفجوة بين إسرائيل وحماس بشأن اتفاق وقف إطلاق النار المقترح الذي طرح هذا الأسبوع، بحيث لا تزال “حماس” تحتجز عشرات الأسرى بعد إطلاق سراح أكثر من 100 منهم خلال هدنة استمرت أسبوعاً في تشرين الثاني، مقابل 240 أسيراً فلسطينياً.

وتسببت الحرب في تسوية مساحات شاسعة من الجيب الساحلي الصغير بالأرض، وتشريد 85% من سكانه ودفع ربع السكان إلى المجاعة. وبالتوازي، ارتفعت حدة التوترات في العراق وسوريا حيث شنت الولايات المتحدة مؤخراً هجوماً جوياً استهدف عشرات المواقع بحجة أنها تابعة لوكلاء إيران والحرس الثوري الإيراني، رداً على مقتل ثلاثة جنود أميركيين في الأردن نهاية الأسبوع الماضي.

شارك المقال