زيارة “حتمية” لباسيل إلى طرابلس وانتقاد شعبيّ لمفتي الشمال!

إسراء ديب
إسراء ديب

يعتزم رئيس “التيّار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل زيارة مدينة طرابلس قريباً من جديد، وفي وقتٍ لفتت فيه بعض المعطيات السياسية إلى أنّ الزيارة كانت حُدّدت يوم الخميس المقبل، أشارت معطيات أخرى إلى أنّها لا تزال غير مؤكّدة (إلى الآن) وقد يتمّ إلغاؤها وتأجيلها في أيّ لحظة إلى وقتٍ يُحدّد لاحقاً، وذلك حسب المستجدّات التي تسمح أو تعوق إتمام هذه الجولة التي اصطدمت بعملية رفض شعبية طرابلسية واسعة.

الاعلان عن الزيارة الذي رافقه صمت سياسيّ غير معتاد شمالاً وخصوصاً مع هذه الشخصية التي تُعدّ “صيداً ثميناً” للانتقاد في الكثير من الأحيان لا سيما في طرابلس، كان قد أثار سخط الكثير من المواطنين الذين لم ينتقدوا باسيل بقدر ما انتقدوا مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمّد إمام الذي قيل انّه سيستقبل النائب “البرتقالي” في دار الفتوى، لذلك وبدءاً من هذه اللحظة وصولاً إلى لحظة دخول باسيل إلى المدينة، تتركز الأنظار على هذه الزيارة التي كان يُراهن أهالي المدينة على رفض مفتيها استقباله.

من هنا، حاول “لبنان الكبير” التواصل مع المفتي إمام للاطّلاع على وجهة نظره بعد انتقادات شعبية مختلفة طالته لا سيما على المستوى الالكتروني، لكنّه لم يُجب على هاتفه، كما لم يردّ أحد من المقرّبين منه ومن أجوائه على التساؤلات المطروحة لتوضيح ما يحدث.

ويُفسّر مصدر دينيّ لـ “لبنان الكبير” خطوة عدم التجاوب أو احتمال عدم الادلاء بأيّة تصريحات للاعلام وغيره، بالقول: “لا يتبنّى رجال الدّين أيّ رأيّ أو موقف سياسيّ ولا يُفترض بهم القيام بذلك، وبناءً على توجيهات مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، فإنّه يُمنع منعاً باتاً إعطاء مواقف أو تسجيل آراء مرتبطة بالشؤون السياسية على جميع الموظفين أو العاملين في المؤسسات أو الادارات التابعة لدار الفتوى أو الجهاز الدينيّ من دون موافقة سابقة خطّياً من الأوقاف الاسلامية والمعنيين”. ويعتبر أنّ دار الفتوى “تستقبل الشخصيات كافّة بلا تفرقة أو تمييز”.

وتأتي الجولة الجديدة بعد مرور أقلّ من شهرين على زيارة قام بها باسيل خلال كانون الأوّل الفائت، بحيث تُؤكّد مصادر مقرّبة من التيّار في تصريحٍ لـ “لبنان الكبير” أنّ “باسيل يُبدي اهتماماً بإنماء المدينة وبتحسين ظروفها، وهو ما دفعه في الزيارة الأخيرة إلى القيام بجولة على عددٍ من السياسيين تأكيداً لهذه الغاية، لتدخل الزيارة الجديدة في الاطار عينه، لكن هذه المرّة من بوابة رجال الدّين، بحيث ستكون على لائحة جولته، زيارات يُجريها على رجال دين في طرابلس، ليستهدف تعزيز علاقة النائب البتروني بمدينة طرابلس في ظلّ جمودٍ سياسيّ لم يتمكّن سياسيو الفيحاء من اختراقه لا سيما في الفترة الأخيرة”، مشدّدة على أنّ “البلبلة التي حدثت في الساعات الأخيرة، يُمكن أنْ تُؤدّي إلى التأجيل بنسبة مرتفعة، لكنّ الزيارة حتمية وستحدث قريباً، وإنْ حدثت الخميس كما كان متفقاً عليه، فلن تضرّ أحداً”.

وبانتظار حلول هذه الزيارة، تُخفي المصادر السبب المباشر للقيام بها، إذْ لم يُحدّد سببها كما في الزيارة السابقة والتي كانت تستهدف افتتاح شارع مينو- الميناء بصورة رئيسة ضمن جولة لملاقاة عددٍ من السياسيين، لكنّها تُؤكّد في الوقت عينه أنّ “سبب الزيارة أو انعكاسها قد يصبّ في مصلحة المدينة الانمائية”.

إلى ذلك، يقلق الطرابلسيون من ربط زيارة باسيل بتنمية المدينة بصورة متواصلة ومتكرّرة ليعتاد أبناؤها على المشهد، لذلك نشر متابعون على مواقع التواصل الاجتماعي منشورات تُؤكّد رفضهم الزيارة، مستذكرين مواقف عدّة له، منها ما كان مرتبطاً بعرقلة باسيل لمشاريع طرابلسية أو محلّية، ومنها ما يتعلّق بفكرة “السلام” مع العدو.

ويستذكر أحد الناشطين بعضاً من هذه المواقف، قائلاً لـ “لبنان الكبير”: “عرقلته ومحاربته موضوع المنطقة الاقتصادية الخاصّة بطرابلس بمعادلة مناطقية وطائفية يفرض فيها تمرير مشروعنا مقابل إنشاء منطقة لهم في البترون، توظيفه لمناصريه أو للقسم الأكبر منهم في شركة قاديشا ومرفأ المدينة كما توظيف القاضي رمزي نهرا على رأسهم، إضافة إلى أنّه لا يزال حليفاً لمن دمّر لبنان وسوريا بسياسة تمنع الوصول إلى انتخاب الرئيس وتهدّ الاقتصاد المحلّي هداً، كما لا ننسى أنّه أغلق المصفاة في المدينة وحقّق هدراً في وازرة الطاقة وحرم اللبنانيين من لذة الكهرباء في وقتٍ أنشأ فيه سدوداً كلّفت أموالاً طائلة بلا فائدة”.

كما انتقد القسم الأكبر من هذه المنشورات، تحدّث باسيل عن فكرة السلام مع إسرائيل منذ العام 2022، مثل قوله: “أحبّ أنْ نتوصل إلى سلام مع إسرائيل لكنْ بشروط”، أو أنّ السلام مع “إسرائيل” يتطلّب منها وقف سياساتها العدوانية وغيرها من الأقاويل التي استشهد فيها المتابعون، لانتقاد هذه الشخصية وليعتبوا أيضاً على مفتي الشمال لقبوله استقبال “شخصية تُناصر السلام مع العدو”، مع العلم أنّه عاد ليؤكّد في تصريح “معاكس” منذ ساعات خلال ندوة نظمها التيّار حول “وثيقة الأخوّة الانسانية بين النظرية والتطبيق”، أنّ “لا سبيل إلى السلام مع من يغتصب الحقوق ويقتل شعباً ويهجّره ويحرمه من أرضه ومن دولته…”، الأمر الذي يصفه المتابعون بأنّه “مستغرب” ولا يُمكن البناء عليه.

شارك المقال