بلينكن يبحث مع قادة إسرائيل هدنة جديدة وسط تصعيد القتال 

لبنان الكبير

مع دخول الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” شهرها الخامس، يلتقي وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن القادة الاسرائيليين اليوم الأربعاء لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة تشمل إطلاق سراح رهائن، في وقت استمر القصف والقتال في مدينتي خان يونس ورفح المجاورة، التي لجأ إليها مئات الآلاف من النازحين الذين باتوا يخشون من تنفيذ هجوم بري في المنطقة.

وذكرت وزارة الصحة التابعة لحركة “حماس” أنّ مئة شخص قُتلوا منذ مساء الثلاثاء في مختلف أنحاء قطاع غزة، مشيرة الى أنّ “الاحتلال يواصل جريمة حصار واستهداف مستشفى ناصر ومنع إدخال الأدوية والمياه والطعام ويستهدف محيط المستشفى، ويقوم بتخريب… واحتجاز واعتقال كوادر طبية ومصابين ومرضى ومرافقيهم في مستشفى الأمل”.

ومدينة رفح قد تكون الهدف التالي لاسرائيل، التي حذّر وزير دفاعها يوآف غالانت مساء الاثنين من أنّ الجيش “سيصل إلى أماكن لم يقاتل فيها بعد (…) حتى آخر معقل لحماس، أي رفح”.

وحذر الناطق باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (أوتشا) ينس لايركه من أن “تصعيداً للقتال في رفح قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في أرواح المدنيين. علينا أن نفعل كل ما في وسعنا لتجنب ذلك”.

وقالت دانة أحمد (40 عاماً) وهي نازحة من مدينة غزة مع أطفالها الثلاثة وعدد آخر من أفراد عائلتها في خيمة غرب مدينة رفح: “لم ننم طيلة الليل. صوت الطائرات لم يتوقف، القصف أصبح قريباً وعنيفاً في رفح، أشعر بالرعب من أنّ إسرائيل ستبدأ عملية برية فيها”.

“فيلم رعب”

وأضافت: “هم (الجيش الاسرائيلي) من طلبوا من الناس التوجّه إلى رفح، أين سنذهب؟ الوضع كارثي. أشعر أنّي أعيش فيلم رعب لا ينتهي”.

يأتي ذلك فيما يقوم بلينكن بالجولة الخامسة في الشرق الأوسط، حيث زار الثلاثاء مصر وقطر اللتين تؤديان دوراً رئيساً في جهود الوساطة، قبل أن يصل ليل الثلاثاء – الأربعاء إلى تل أبيب.

وأكدت “حماس” الثلاثاء أنها قدّمت ردها إلى الوسطاء المصريين والقطريين على اقتراح الهدنة الذي طرحه مسؤولون أميركيون وقطريون ومصريون نهاية كانون الثاني في باريس، من دون الخوض في التفاصيل.

وأفاد مسؤول أميركي طلب عدم كشف اسمه أن أمير قطر أبلغ بلينكن الثلاثاء برد “حماس” مع بداية اجتماعهما في الدوحة.

وأوضح مصدر في الحركة الأسبوع الماضي أن الاقتراح يشمل ثلاث مراحل وينصّ في المرحلة الأولى على هدنة تمتدّ على ستة أسابيع تطلق خلالها إسرائيل سراح ما بين 200 إلى 300 أسير فلسطيني، في مقابل الإفراج عن 35 إلى 40 رهينة محتجزين في غزة، على أن يتسنّى دخول ما بين 200 إلى 300 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة.

وكان رئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أعلن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع بلينكن في الدوحة “تلقّي ردّ من حركة حماس بشأن اتفاق الاطار يتضمن ملاحظات، وهو في مجمله إيجابي”. وقال إنه “متفائل”، لكنّه رفض مناقشة ردّ “حماس” بالتفصيل نظرا إلى “الظروف الحسّاسة”.

ولاحقاً، أعلن مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أنّ جهاز الاستخبارات “الموساد” يدرس ردّ “حماس” على مقترح التهدئة. وقال في بيان: “ان الوسيط القطري أبلغ الموساد برد حماس. يجري المسؤولون المعنيون بالمفاوضات تقويماً لتفاصيل (هذا الرد) بتمعّن”.

ومن المقرر أن يلتقي بلينكن نتنياهو بعد أربعة أشهر بالتحديد من اليوم التالي لبدء الحرب.

“عمل كثير”

وفي الدوحة، قال بلينكن: “لا يزال هناك عمل كثير يتعيّن القيام به. لكننا ما زلنا نعتقد أن الاتفاق ممكن وضروري، وسنواصل العمل بلا كلل لتحقيقه”.

واعتبر أن المقترح الذي تم التوصل إليه خلال اجتماع في باريس نهاية كانون الثاني يفتح الأفق أمام “تهدئة طويلة الأمد” وأمام “الافراج عن رهائن وزيادة المساعدات” إلى غزة التي تواجه أزمة إنسانية “كارثية” وفق الأمم المتحدة، وقد شدد على أن هذا الأمر “سيكون مفيداً للجميع”.

إلا أن حركة “حماس” تطالب بوقف نار وليس هدنة جديدة، فيما تشدّد إسرائيل على أنها لن توقف نهائياً حربها على غزة إلا بعد “القضاء” على حركة “حماس” وتحرير كلّ الرهائن وتلقّي ضمانات بشأن الأمن في أراضيها.

ونقل بيان لمكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي الثلاثاء عن نتنياهو قوله: “نحن على مسار النصر الكامل ولن نتوقف. إنه موقف الغالبية الساحقة من الشعب”.

وخارج غزة، لا تزال التوترات تتصاعد في المنطقة بين إسرائيل وحلفائها من جهة، ومن جهة أخرى إيران و”محور المقاومة”.

ومساء الثلاثاء، أعلن الجيش الاسرائيلي أنه حصل على وثائق “تثبت” تحويلات بقيمة 154 مليون دولار من إيران لـ “حماس” في الفترة الممتدة من 2014 إلى 2020.

وخلال الليل، قتل ثمانية أشخاص على الأقل بينهم مدنيون في قصف جوي إسرائيلي استهدف منطقة حمص في وسط سوريا بحسب ما أعلن “المرصد السوري لحقوق الانسان”.

شارك المقال