لبنان ينتظر إشارات إيجابية من هوكشتاين لحل ديبلوماسي

زياد سامي عيتاني

نجحت الحركة الديبلوماسية حتى الآن في تخفيف التصعيد، من خلال تراجع العمليات العسكرية المتبادلة بين الجيش الاسرائيلي و”حزب الله”، في وقت تتواصل المساعي الديبلوماسية لتجنيب لبنان أتون الحرب الدائرة في غزة من خلال تنفيذ القرار الدولي ١٧٠١، بما في ذلك تعزيز وجود الجيش اللبناني وموارده في جنوب الليطاني. وتقود الولايات المتحدة الأميركية هذا الحراك الديبلوماسي عبر مستشار الرئيس لشؤون الأمن والطاقة آموس هوكشتاين الذي يسعى الى إبرام اتّفاق حول الحدود البرية مع لبنان، بعدما نجح في ترسيم الحدود البحرية بين البلدين.

وبحسب موقع “أكسيوس” الأميركي، تأمل الولايات المتحدة وأربعة من حلفائها الأوروبيين في الاعلان خلال الأسابيع القليلة المقبلة عن سلسلة من الالتزامات التي تعهدت بها إسرائيل و”حزب الله” لنزع فتيل التوتر وإعادة الهدوء إلى الحدود الاسرائيلية – اللبنانية. وتستند الالتزامات المقترحة إلى نموذج تفاهمات حرب تموز لعام 1996 بين إسرائيل والحزب التي أعلنتها الولايات المتحدة والقوى العالمية الأخرى لإنهاء العملية العسكرية الاسرائيلية في لبنان في ذلك الوقت.

ووفقاً لمعلومات مستقاة من مصادر عدة فإن المقترح الأساسي الذي يطرحه هوكشتاين لانهاء النزاع المُسَلح في الجنوب وقدّمه أيضاً وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون خلال زيارته الى بيروت الأسبوع الماضي، يتضمن وقف إطلاق النار من الطرفين، إسرائيل و”حزب الله”، وأن يسحب الحزب المظاهر العسكرية، لا سيما الثقيلة في جنوب الليطاني، ووقف نشاط جمعية “أخضر بلا حدود” في المنطقة، مقابل ضمان اسرائيل عدم القيام بأي خرق بري، بحري أو جوي للقرار ١٧٠١. وقالت المصادر إن التفاهمات الجديدة لن يتم توقيعها رسمياً من الأطراف، لكن الولايات المتحدة وأربعة حلفاء أوروبيون هم، المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا، سيصدرون بياناً يوضح بالتفصيل الالتزامات التي وافق كل جانب على تقديمها. وأشارت المصادر الى أن من غير المتوقع أن تتطلب التفاهمات من “حزب الله” تحريك جميع قواته شمال نهر الليطاني كما يتطلب القرار 1701، ولكن على بعد ثمانية إلى 10 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية فقط.

وفي المقابل، سيكون على إسرائيل أن تتخذ خطوات لنزع فتيل التوترات، بحيث قالت المصادر إن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل وقف التحليق الذي تقوم به طائراتها المقاتلة في الأجواء اللبنانية، إضافة إلى ذلك، ستلتزم تل أبيب بسحب بعض القوات (معظمها من جنود الاحتياط)، التي حشدتها على طول الحدود في الأشهر الأربعة الماضية. وفي الوقت نفسه، يرسل الجيش اللبناني ما بين 10 آلاف إلى 12 ألف جندي إلى المنطقة الواقعة على طول الحدود مع إسرائيل.

ووسط هذه الأجواء التفاؤلية التي ترافق الحركة الديبلوماسية أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أمس أن هوكشتاين “أعطى إشارات إيجابية لإمكان الوصول الى حلّ سياسي لتهدئة جبهة الجنوب اللبناني”.

إزاء كل التطمينات التي يحملها الموفدون الدوليون إلا أن القلق من انفلات الأوضاع الأمنية جنوباً لا يزال قائماً، لا سيما في ظل استمرار التهديدات الاسرائيلية، على الرغم من أن الأوضاع جنوباً لا تزال ضمن “قواعد الاشتباك” المقبولة. نجاح التسوية المتداولة رهن بعودة الموفد الأميركي إلى بيروت قريباً، وما سيحمله من طروح بعد زيارته تل ابيب.

شارك المقال