رفيق الحريري القامة الكبيرة

ندى الحوت
ندى الحوت

“ما حدا أكبر من بلدو”… هذه العبارة لا تزال عالقة في أذهان اللبنانيين بعدما رددها الرئيس الشهيد رفيق الحريري مراراً وتكراراً في كل محنة سياسية مرّ بها لبنان ليؤكد أن هذا البلد الصغير يستحق الرعاية ليبقى منارة الشرق. سعى الى تحقيق حلمه عبر بناء البشر قبل الحجر، فكان 33 ألف خريج من جميع الطوائف اللبنانية ثمرة أولى خطواته للنهوض بلبنان بعد حرب أهلية شرسة عصفت به، وتوالت بعدها خطط النهوض وإعادة إعمار بيروت والبلد.

دبوسي: الرئيس الشهيد رجل دولة إستثنائي 

يشير رئيس غرفة التجارة والصناعة في طرابلس توفيق دبوسي الى أن “حضور الرئيس الشهيد كان مهيباً لرجل دولة إستثنائي بكلّ المقاييس. في أيّ جلسة معه، لا يمكن الخروج خالي الوفاض: المشاريع والخطط الكبيرة الممزوجة بالحلم بوطن جميل لطالما كانت حاضرة في ذهنه وفي لقاءاته مع الهيئات الاقتصادية ورجال الأعمال”.

ويقول: “لا أخفي سرّاً أنّ مشروعنا الاستثماري الكبير الذي طرحته وتطرحه غرفة طرابلس الكبرى إنّما هو من وحي لقاءاتنا معه، ومن وحي طموحاته التي لا تعرف حدوداً لها. لم يعرف اليأس، وكان لديه لكلّ مشكلة مهما تعاظمت الحلّ المناسب”.

ويؤكد أن “الرئيس الشهيد رفيق الحريري مدرسة لا نزال ننهل الأمل والأفكار من منابعها. ونحن على خطاه سائرون، كيفما تقلّبت السياسة والأحوال. لروحه السلام، ولنا الفخر بأنّنا كنّا من معاصريه”.

البزري: ساهم في عودة الاستثمار الى لبنان

ويشدد رئيس غرفة التجارة الدولية وجيه البزري على أن “هاجس الرئيس الشهيد كان نهضة لبنان إقتصادياً وإنشاء نظام إقتصادي حر يواكب الاقتصاد الحر في العالم المتقدم”.

ويستذكر “أول اجتماع عقده مع الهيئات الاقتصادية وكان يتابع شخصياً تفاصيل الأزمة الاقتصادية للخروج بحلول، وفعلاً ناقش البنى الأساسية ليكون لبنان متطوراً اقتصادياً وحاول أن يفتح الآفاق الاقتصادية وفرص العمل لرجال أعمال لبنانيين في الخارج، وجذب المستثمرين العرب والأجانب الى لبنان عبر مؤتمرات اقتصادية لطرح فرص الاستثمار فيه وشجع على إنشاء غرف تجارة مشتركة مع مصر وتركيا ولبنان”.

“قمنا بإنشاء مجلس رجال الأعمال المتوسطي، يضيف البزري، وكان الاتفاق مع سوريا والأردن وتركيا لاقامة مجالس أعمال وتكافل إقتصادي بين هذه الدول، وأول خطوة تمت إلغاء التأشيرة بين البلدان المذكورة، وهناك الكثير من الاتفاقات حصلت مع دول كبرى وكانت لقاءاته مع الرؤساء تزيد الثقة بلبنان. ومع مرور 19 عاماً على إغتياله تبقى الذكرى وإنجازاته الوطنية في القلب والبال”.

تامر: أعاد لبنان الى الحضن العربي والدولي

ويلفت رجل الأعمال غابي تامر الى أن “الرئيس الشهيد عمل جاهداً على تعزيز التعاون مع البلدان العربية وأوروبا والبرازيل وغيرها من البلدان بهدف دفع العجلة الاقتصادية في لبنان وإفساح المجال أمام الشباب لتأمين فرص عمل. وكانت للوفود الاقتصادية والهيئات مواكبة لافتة لنشاطات الرئيس في جميع جولاته ولقاءاته مع الرؤساء بهدف تبادل الخبرات وتعزيز دور لبنان الاقتصادي والاجتماعي والسياسي”.

كان يحلم، بحسب تامر بلبنان المنفتح وعمل على تشجيع إبتكارات الشباب العلمية والتكنولوجية، وقبل إستشهاده بأيام كان من المفترض أن يلتقي طلاب مدرسة الجمهور للبحث معهم في شؤونهم وأحلامهم وطموحاتهم.

شارك المقال