السُنّة يجددون البيعة في مشهدية ١٤ شباط… الحريري مرجعيتنا!

راما الجراح

مشهدية الأمس عادت بنا بالذاكرة إلى العام ٢٠٠٩، عندما كان اللبنانيون يشاركون بكثافة في إحياء ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولكن المفارقة أن المشاركة هذه المرة كانت عفوية ومن كل لبنان. اجتمع عشرات الآلاف من اللبنانيين ليقولوا للرئيس سعد الحريري ان عودته إلى الساحة السياسية ضرورة، وان لبنان لا يمكن أن يقوم من جديد إلا بوجوده الوازن وسياسته المعتدلة.

منذ ساعات الصباح الأولى، بدأت الحشود بالتوجه إلى ساحة الشهداء من المناطق اللبنانية كافة، ما أدى إلى زحمة سير خانقة في العاصمة بسبب كثافة المشاركين، الذين وصلت أعدادهم إلى أضعاف ما كانت عليه في السنتين الماضيتين. الناس قالت كلمتها للرئيس الحريري، ونزلت إلى ساحة الشهداء من البقاع الغربي والأوسط والشمالي، وشكّل وجودها “طوفاناً” أمام الضريح. وكانت مشاركة الأهالي من عكار والضنية وطرابلس مفاجئة في عددها، وحتى من إقليم الخروب، وبيروت “ليرجع” الرئيس الحريري، الذي أكد لهم أنه إلى جانبهم و”كل شي بوقته حلو”.

من كل الفئات العمرية زحفوا للمشاركة في الوقفة أمام الضريح على الرغم من الطقس الماطر، شيباً وشباباً، شيوخاً، نساءً وأطفالاً تحت شعار “تعوا_ننزل_ليرجع”، وعبّروا عن حاجتهم الى الرئيس الحريري والى مرجعية للطائفة السنية. في الساحة، صادفنا المريض والمُقعد، وأناساً افترشوا الأرض بإنتظار إطلالة الحريري، كما رصدنا تجمعات للأهالي مع أطفالهم في زوايا الساحة يتناولون سندويشات “المرتديلا” والجبنة بسبب وصولهم المبكر إلى بيروت من دون “ترويقة”.

أمنياً وتنظيمياً، كانت القوى الأمنية منتشرة بين الناس وعلى مداخل الساحة، واستطاعت ضبط الأعداد الكبيرة من المشاركين، وسعت اللجنة التنظيمية من شباب “المستقبل” إلى تسيير دخول الناس إلى الضريح، وتسهيل حركة الخروج والدخول بصورة لائقة ومنظمة.

المشهد العام كان إيجابياً، والسُنّة جدّدوا البيعة للرئيس سعد الحريري، والثقة بأنه المنقذ الوحيد للبنان واللبنانيين من الأزمة الخانقة، والمرجعية الأولى والأخيرة… ووصلت الرسالة.

شارك المقال