هل تنتهي حرب غزة قبل رمضان؟

لينا دوغان
لينا دوغان

لا يعوّل كثيراً على اقتراب نهاية حرب غزة مع دخول شهر رمضان المبارك، فلا حركة “حماس” لديها النية في التقهقر أمام العدو الاسرائيلي، ولا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد انهاء الحرب قبل تحقيق أهدافه في غزة وداخل بيئته التي لا تريده ولكن تريد أولادها الأسرى.

أوصلت “حماس” غزة الى ما أوصلته، وأوصل نتنياهو حرب غزة الى حد التهديد بهجوم بري على رفح والى حد الحديث عن فتح الجبهة الشمالية مع لبنان.

إسرائيل تريد طرد مقاتلي حركة “حماس” من مخابئهم في رفح وتحرير الرهائن الاسرائيليين المحتجزين هناك، فيما النازحون جمعتهم مدينة رفح وهم اليوم يواجهون معضلة مواصلة الفرار، في حين قال بعضهم إنهم قد يختارون الموت في رفح في حال لم يكن لديهم مخرج.

وتؤكد وكالات الاغاثة أن العمليات العسكرية في رفح قد تؤدي إلى مذبحة في غزة، وقد تجعل أيضاً أي عملية إنسانية هشة وعلى عتبة الموت.

أما وقد انتهت آخر جولة للمحادثات بين الولايات المتحدة ومصر وإسرائيل وقطر بشأن هدنة في غزة من دون تحقيق أي انفراج يذكر، فإن إسرائيل مصممة على استمرار عمليات القتال في غزة، حتى لو كان ذلك يعني استمرار العمليات العسكرية خلال شهر رمضان، بمعادلة بسيطة: يستمر إطلاق النيران، إما أن نعيد رهائننا، أو نوسع القتال إلى رفح جنوب غزة، والتي نزح اليها حوالي مليون و٤٠٠ الف فلسطيني.

التهديد الاسرائيلي هذا موجه الى حركة “حماس” اذا لم تفرج عن الرهائن المحتجزين لديها بحلول شهر رمضان، وبما أن المحادثات لم تأتِ بجديد، فمن المحتمل أن يحمل الشهر الفضيل مأساةً فوق المآسي في قطاع غزة.

تتسابق الجهود على إمكان التوصل الى وساطة قبل بدء شهر رمضان ومؤخراً الوساطة المصرية التي أكد مصدر من خلالها، أن الوفد الاسرائيلي سرعان ما غادر مصر بعد أن وضع شروطه، ما يعني أن المباحثات التي حصلت في القاهرة كانت صعبة وكلا الطرفين متمسك بموقفه وشروطه، لكن محاولات التوصل الى اتفاق هدنة قبل رمضان لا يزال قائماً. كما أوضح المصدر المصري أن مصر والولايات المتحدة تضغطان معاً لتحقيق الاتفاق قبل شهر رمضان لا سيما أن طبيعة الشهر من شأنها تأجيج مشاعر المسلمين في الضفة والعالم الاسلامي، ما قد يؤثر بصورة كبيرة على استقرار المنطقة.

تعيش غزة أياماً صعبة تحمل في طياتها تهديداً باجتياح رفح حتى ولو كان في رمضان، أما باقي المدن الفلسطينية فهي في حالة غليان خصوصاً مع اقتراب الشهر الفضيل، وهذا ما يدفع الى اطلاق تحذيرات دولية من انفجار الوضع في الضفة.

ومع هذا كله نسمع مطالبة من وزير الأمن القومي الاسرائيلي إيتمار بن غفير، بمنع الفلسطينيين من الصلاة في المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، إذ بحسب رأيه، لا ينبغي السماح لسكان السلطة الفلسطينية بدخول الأراضي الاسرائيلية خلال عطلة المسلمين التي تستمر شهراً، أي بعد أقل من شهر، كما لا يمكن أن يكون النساء والأطفال رهائن في غزة، ونحن نسمح لـ”حماس” باحتفالات النصر في جبل الهيكل على حد تعبيره.

ومع اقتراب شهر رمضان، لا تبدو حرب غزة على وشك الانتهاء في ظل إصرار إسرائيل على اجتياح رفح برياً، وهي عملية يمكن أن تستغرق عدة أشهر كما قال نتنياهو.

أهالي قطاع غزة يعيشون منذ بدء العدوان صياماً بلا صوم، فهم بحسب برنامج الغذاء العالمي معرضون لخطر الموت جوعاً، ومن الطبيعي أن يزداد الوضع سوءاً مع دخول شهر رمضان المبارك، إذ إن الأوضاع المأساوية التي يعاني منها الفلسطينيون في قطاع غزة، نتيجة الحرب والحصار الاسرائيلي المطبق، والتضييق وضعف فرص العمل، أوجدت قاعدة واسعة من الأسر الفقيرة التي لا يمكنها تأمين قوت يومها، حتى وإن تحركت العديد من المبادرات مشكورة لإيصال الوجبات في الشهر الفضيل الى تلك الأسر.

مأساة غزة كبيرة جداً، لكن المشهد المتشدد إن كان من “حماس” وطبعاً من إسرائيل لا يعطي ذرة أمل للغزاويين بأن رمضان سيمر عليهم بخير.

شارك المقال