اللبنانيون والاتفاق السعودي الايراني… الانطلاق من كلام الحريري

حسين زياد منصور

منذ ما يقارب العام، في شهر آذار 2023، كان اعلان الاتفاق السعودي الايراني من قلب العاصمة الصينية بكين. هذا الاتفاق الذي كان ولا يزال يعوّل عليه لاستئصال الخلافات الدامية والأزمات المتتالية التي يعيشها الشرق الأوسط.

لبنان الغارق في المصائب، من المفترض أن يلمس نوعاً من الايجابية والانفراجات في مشكلاته التي أتعبت اللبنانيين جميعاً. ويجب على الفرقاء كافة مواصلة سعيهم وإيجاد الحلول والمخارج للمشكلات، مستغلين هذا الانفتاح والتقدم في العلاقات السعودية الايرانية.

الرئيس سعد الحريري، الذي يعلق عمله السياسي، بسبب تعنت الفرقاء والانجرار الى المحور الايراني الذي جلب الخراب للبلاد، قال في دردشة مع الصحافيين بعد مجيئه الى لبنان لإحياء ذكرى اغتيال والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه في 14 شباط، عندما سئل عن لبنان والاتفاق السعودي الايراني: “ليعمل اللبنانيون على ترجمة الاتفاق السعودي الايراني، فنحن من عليهم ترجمته. وعلى اللبنانيين أن يساعدوا أنفسهم فكل الدول منشغلة بمشكلاتها، والأمور لا تنتظم الا بعودة المؤسسات وأولها انتخاب رئيس للجمهورية”.

وأشار الى أن “التقارب السعودي الايراني ينفع المنطقة ونكون في سياسة تصفير المشكلات ويسمح باقتصاد قوي. وعندما اتخذت السعودية خيار تصفير المشكلات فلأجل الاستقرار وهو خيار لقيام الاقتصاد، وسياسة تصفير المشكلات هي الأساس في كل انماء وهي سياسة اتبعتها أنا سابقاً”.

المفتاح في انتخاب رئيس

تعليقاً على ذلك، ترى مصادر سياسية في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن كلام الرئيس الحريري، يجب أن يكون نقطة انطلاق جميع الأطراف المتنازعة في لبنان لإيجاد الحلول، واللحاق بما سينتج عن الاتفاق السعودي الايراني.

وتقول: “نعم الاتفاق سيفيدنا، وها هو سيصبح عمره عاماً خلال الأسابيع القليلة المقبلة، ولكن نتائجه لن تكون عاجلة، بل آجلة، ولن تكون هناك نتائج ما لم تتحرك القوى السياسية لانتخاب رئيس جمهورية مقبول من جميع الأطراف، ينال ثقة المجتمع الدولي”.

وتضيف: “سياسة المملكة العربية السعودية، سياسة تصفير المشكلات، والانفتاح الذي تعيشه الى جانب التطور، هي التي ستنقلنا مما نحن عليه الآن، الى مكان أفضل، وهذا ما أكده ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في احدى المنتديات، أن كل دول المنطقة ستستفيد وتنتعش من التطور الحاصل”.

وتؤكد المصادر أن الأهمية تكون بما سيقوم به اللبنانيون، فهم من سيترجمون الاتفاق في بلادهم، بعد ان يحلوا مشكلاتهم بأنفسهم، مشيرة الى أن “الاتفاق السعودي الإيراني خفف من التوترات بين الفرقاء، وكان من المفترض أن تستغله القوى السياسية للدفع باتجاه التوافق والحوار لإنهاء أزمة الشغور الرئاسي، لكن الى الآن لا نتيجة”.

الحراك الداخلي أساسي

في المقابل، تصف مصادر ديبلوماسية كلام الرئيس الحريري بأنه “إيجابي وموزون، ومنه يجب أن يكون الانطلاق”، لافتة الى أن “التقارب السعودي الإيراني لن يكون على حساب شعوب المنطقة ودولها بل لصالحها، وفي لبنان سيكون إيجابياً شرط التزام الفرقاء بأقل المعايير والمطالب الموضوعة لانتظام عمل الدولة”.

وتقول: “شهدنا خلال سنة ما حصل من تخفيف للتوترات في المنطقة، من سوريا الى اليمن والعراق، هذا كله بفضل الديبلوماسية السعودية، وسياسة تصفير المشكلات”. وتعتبر أن “كل ما هو مطلوب انتخاب رئيس جمهورية يراعي ما يمر به لبنان وقادر على التعاطي مع الأشقاء العرب، الى جانب الحفاظ على سيادة البلد واستقلاله، وقيام دولة قوية لها قرارها”.

وتجدد المصادر التذكير بأن “المفتاح الأساسي هو التوافق اللبناني، فالاتفاق السعودي الإيراني جيد، وديبلوماسياً جيد أيضاً، ومفاعيله بدأت بالظهور، لكن لبنان لن يتأثر به بصورة واضحة وعاجلة الا عند الاتفاق في الداخل، واحياء المبادرات وإعادة التوازن”.

وترى أن سياسة المملكة العربية السعودية ورؤيتها 2030 والتي قطعت أشواطا كبيرة في نجاحها ستنعكس أيضاً إيجاباً على لبنان واللبنانيين.

شارك المقال