توافق على الحوارات الثنائية… ومبادرة بري قبل رمضان؟

آية المصري
آية المصري

عادت الحياة السياسية الى روتينها المعتاد والى جمودها المسيطر منذ عام وأربعة أشهر، فلا جديد يحرّك الملف الرئاسي الا ما سرّب عن امكان دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى مبادرة متجددة من خلال التشاور مع كل الكتل النيابية قبل بدء شهر رمضان المبارك. وهذه المبادرة في حال دعا اليها الرئيس بري لن تكون الأولى من نوعها، اذ سبق ودعا القوى السياسية الى حوارات لكن المعارضة لم توافق عليها، معتبرةً أن الحوار هو اما على مرشح الثنائي الشيعي رئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية أو لا حوار، وهي ترفض هذا المنطق، لا سيما وأن تجربة الحوارات السابقة كانت فاشلة الى حد كبير. فهل ستتلقف القوى اليوم هذه المبادرة التي يتوقع أن تبدأ من عين التينة؟ وهل تبدلت الآراء حول مبدأ الحوار والتشاور؟

مصادر من تكتل “الجمهورية القوية” علقت بالقول: “لا ندرك مدى جدية هذا التحرك، لأن أي شيء لم يصدر بعد عن الرئيس بري والكلام لا يزال عبر الاعلام”. وذكرت في حديث عبر “لبنان الكبير” بأن “القوات اللبنانية قالت من الأساس ان أفضل طريقة للوصول الى نهايات سعيدة في الملف الرئاسي هي حدوث مفاوضات ثنائية – ثلاثية بين الكتل وصولاً الى تفاهمات أو تفاهم على خوض المعركة، وليس من الضروري الاتفاق على اسم واحد، بل ربما اسمين أو ثلاثة وتصبح هناك انتخابات ويفوز الأقوى. نحن ليس لدينا أي اشكال اذا كانت هناك مثل هذه المفاوضات ونحن من دعونا اليها أساساً”.

أما مصادر الحزب “التقدمي الاشتراكي” فرأت أن “أي تحرك باتجاه حوار وتذليل العقبات يوصلنا الى انتخاب رئيس للجمهورية نحن معه، ومن الأساس رحبنا بدعوة الحوار السابقة التي دعا اليها الرئيس بري وأي دعوات للحوار اضافية مستقبلية أو تشاور أو تنسيق لكي نخرج من هذا المستنقع نحن معه وليست لدينا أي اعتبارات أو شروط أو معايير”.

وحول امكان الوصول الى انتخاب رئيس في المرحلة المقبلة، اعتبرت المصادر أن ذلك غير واضح، “لأننا حكماً دخلنا في المعادلة الاقليمية الصعبة مع الحرب في فلسطين والابادة الجماعية الحاصلة، وبالتالي صار انتخاب الرئيس أصعب”.

وبالنسبة الى انهاء الشغور الرئاسي قبل شهر رمضان الكريم، قالت المصادر: “صرلنا سنة و4 شهور صايمين عن الانتخاب مش رح يتلبكوا بشهر رمضان”.

وفي حين لا ترى مصادر “التيار الوطني الحر” أي شيء ايجابي بعد حيال الموضوع الرئاسي، أكدت أوساط التغييريين عدم ورود أي دعوة رسمية أو اتصال اليهم في هذا الصدد، موضحة “استمعنا الى ما يجري عبر الاعلام، وفي حال وصلت هذه الدعوة حينها يبنى على الشيء مقتضاه. يجب أن نعلم مضمون الدعوة وهناك عدة عناصر يجب التفكير فيها لمحاولة انضاج الشغور المهيمن وملء الفراغ في رئاسة الجمهورية”.

وأشارت الى أن “هذه المبادرة هي الثانية للرئيس بري كما هو واضح، ويجب أن لا يكون الحوار مشروطاً وأن تطرح فكرة مناقشة الملفات والخروج عن لعبة الأسماء لأنه يدخلنا في دائرة مغلقة وأي اسم سيطرح سيصبح حكماً محروقاً”.

شارك المقال