بلومبرغ: حادثة خليج عمان تعتّم على تنصيب رئيسي

حسناء بو حرفوش

نشر موقع “بلومبرغ” (Bloomberg) الأميركي تعليقاً على تنصيب ابراهيم رئيسي، رئيساً لإيران، أن العديد من التحديات نتنظره خصوصاً في ضوء تداعيات استهداف ناقلة نفط تديرها شركة إسرائيلية في بحر عمان، وتوجيه أصابع الاتهام نحو إيران.

ووفقاً للمقال، “ترافق أداء رئيسي وهو أحد المحافظين المتطرفين الذي يحظى بحماية المرشد الأعلى لإيران، اليمين الدستورية كرئيس للبلاد الثلاثاء، مع اندلاع أزمة أمنية جديدة تتعلق بطرق الشحن الحيوية وتزايد الشكوك حول مصير الاتفاق النووي المتعثر والذي يعود لعام 2015. وأكد آية الله علي خامنئي في حفل متلفز على تسلم رئيسي زمام السلطة، منهياً حكم حسن روحاني الذي استمر ثماني سنوات، وهو شخصية أكثر اعتدالاً لكن طموحه ببناء علاقات مع الغرب لم يتحقق. ومن المتوقع أن يرفع رئيسي النقاب عن حكومته المقترحة في الخامس من آب.

الثقة المتضررة

وإذ ربط رئيسي، الذي كان محاطاً في حفل تنصيبه، بخامنئي وبكبار رجال الدين، بالإضافة إلى روحاني، تضرر ثقة الناس بالنظام بـ”الأعداء الخارجيين والإخفاقات الداخلية”، لم يشر بشكل مباشر إلى الاتفاق النووي. ومع ذلك، تنتظره الكثير من التحديات كما سيتعين عليه التعامل على الفور مع الضغوط الدولية المكثفة حول الهجوم المميت الأسبوع الماضي على سفينة تعبر الخليج قبالة عمان، والذي ألقت الولايات المتحدة وآخرون باللوم فيه على إيران. كما سيتعين عليه توضيح نواياه في ما يتعلق بالجهود الدبلوماسية المتوقفة لإنقاذ الاتفاق النووي التاريخي، الذي انهار بعد أن أعلن دونالد ترامب انسحاب الولايات المتحدة منه في العام 2018 وإعادة تطبيق العقوبات، بما في ذلك تلك المفروضة على صادرات النفط الحيوية.

وعلى الرغم من إعلان رئيسي أنه يعتزم مواصلة المفاوضات في فيينا لإنقاذ الاتفاقية، تشير رئاسته إلى عودة نمط سياسي متشدد ومعاد بشدة للغرب، إلى الجهة التنفيذية للجمهورية الإسلامية. ومن شأن تشكيل فريق السياسة الخارجية الخاص برئيسي، أن يساهم كأمر حاسم في تحديد التقدم في هذا المجال، خصوصاً إذا تضمن مسؤولين ضليعين بشكل مباشر بالمحادثات الجارية. مع الإشارة إلى أن أسواق النفط تتابع الأحداث في العاصمة النمساوية عن كثب، حيث من المرجح أن يحفّز نجاح المفاوضات، زيادة الصادرات الإيرانية في وقت لاحق من العام.

ومع ذلك، وعوضا عن العكوف على الاتفاق الدبلوماسي، يواجه النظام الإيراني تعمقاً للثقة في أعقاب هجوم الخميس الماضي بطائرة مسيرة قبالة سواحل عمان، والذي نفت إيران ضلوعها به. وتعهدت الولايات المتحدة وإسرائيل بالرد، بينما استدعت المملكة المتحدة مبعوث إيران إلى لندن وأرسلت مسؤولين لتفقد السفينة المتضررة الراسية قبالة الإمارات العربية المتحدة. وتواجه إيران مشكلة أخرى هي معارضة إسرائيل، العدو الإقليمي الأول لها، رفع العقوبات التي فرضتها إدارة ترامب على طهران، ويتبادل الطرفان منذ أشهر اتهامات ومزاعم بمهاجمة السفن.

(…) وفرض الاتفاق النووي قيوداً صارمة على النشاط النووي الإيراني من أجل الموافقة على تخفيف العقوبات. ومنذ اندلاع الخلاف المتعلق بالصفقة، انتهكت إيران بشكل متزايد الحدود القصوى لتخصيب اليورانيوم وقامت قريباً بتنقية المواد لتقترب من المستوى المطلوب لصناعة سلاح نووي. ومع ذلك، تصر طهران على أن برنامجها النووي مخصص حصراً للأغراض السلمية، لكن المخاوف الغربية من اكتسابها للقدرة على صنع قنبلة نووية دفعت إلى إبرام اتفاق 2015. وفي ما يتعلق باختيار ممثلي طهران، لم تتضح بعد نية إيران بالاحتفاظ ببعض أعضاء فريق روحاني للمفاوضات النووية من أجل الاستمرارية أو الاستعانة بمسؤولين عملوا في عهد محمود أحمدي نجاد، وهو آخر متشدد ديني لقيادة الحكومة في إيران.

إقرأ أيضاً: طموحات ايران تصطدم بخسارة 3 سفن منذ 2018

تضاف إلى هذه الأزمات أزمة جديدة يتحتم على رئيسي، الذي فاز بانتخابات طبعها إقبال خفيف مع مقاطعة أنصار روحاني من الطبقة الوسطى، تختصر بالاضطرابات التي اندلعت جنوب غرب البلاد الغني بالنفط، حيث هزت مقاطعة خوزستان احتجاجات على نقص المياه، في ظل تضرر الاقتصاد بسبب العقوبات الأميركية ومعاناة البلاد من أسوأ موجة لتفشي فيروس كورونا في المنطقة. وتفاقمت الجائحة وصولاً لإحكام قبضتها على إيران الأسبوع الماضي، حيث تسبب متحور دلتا سريع الانتشار بموجة خامسة محطمة للأرقام القياسية، وبلغ متوسط ​​الحالات الجديدة المعلنة سقف الـ 31 ألف حالة يومياً”.

عن حادثة خليج عمان

وكانت سفينة “ميرسر ستريت” التابعة لشركة شحن بإدارة عائلة إسرائيلية، قد تعرضت الخميس الماضي، لهجوم في خليج عمان، فقد على إثره إثنان من أفراد الطاقم، وهما بريطاني وروماني، حياتهما. ووجهت إسرائيل بشكل واضح أصابع الإتهام نحو إيران. واعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد في تغريدة على “تويتر” أن “إيران ليست مشكلة إسرائيلية فحسب بل هي مصدر للإرهاب والدمار وعدم الاستقرار”. ومن جهته، دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة اتهامات وزيري الخارجية البريطاني والأميركي، واصفاً إياها بـ”التصريحات الفارغة”.

شارك المقال