بعد ضربة الغازية… اخلاءات لـ “الجماعة” و”حماس” في صيدا

حسين زياد منصور

يواصل العدو الإسرائيلي كسره “قواعد الاشتباك”، بعد استهداف الضاحية واغتيال المسؤول في حركة “حماس” صالح العاروري، ثم عملية جدرا وضربة المسيّرة. والغارات على الغازية أيضاً تخطٍ لقواعد الاشتباك. وتبعد الغازية 60 كيلومتراً عن الحدود اللبنانية الفلسطينية، حيث تدور العمليات العسكرية، و43 كيلومتراً عن العاصمة بيروت، الا أنها تبعد 4 كيلومترات فقط عن مركز مدينة صيدا.

استهداف الغازية، جنوب مدينة صيدا، بوابة الجنوب وعاصمته “كركب” باقي فصائل المقاومة التي تقاتل إسرائيل، ومن بينها حركة “حماس” و”الجماعة الاسلامية”، اللتان لهما حضور وازن في المدينة، من دون نسيان مخيم عين الحلوة، أكبر مخيمات اللجوء الفلسطيني في لبنان.

انطلاقاً من ذلك، كيف هو الحال في صيدا والمخيم، وما هو وضع “الجماعة الاسلامية”، خصوصاً أن العدو الاسرائيلي يستهدف كل من يقوم بعمليات عسكرية ضده، من “حزب الله” وحركة “أمل” و”حماس”.

عين الحلوة

البداية من مخيم عين الحلوة، الذي يبعد “فشخة” عن الغازية. وللمعلومات، لا وجود عسكرياً أو مسلحاً لحركة “حماس” في المخيم، باستثناء عدد من المراكز للخدمات الصحية والاجتماعية. وبحسب معطيات موقع “لبنان الكبير”، من مصادر فلسطينية داخل المخيم، تم العمل منذ الغارة الاسرائيلية على الغازية على اخلاء هذه المراكز وما حولها، وأيضاً اخلاء مسجد خالد بن الوليد، والذي يمكن اعتباره مصلى لأن “حماس” تقدم بعض الخدمات الاجتماعية من خلاله.

وعن ذلك، تستبعد مصادر مطلعة حصول استهداف لأي مركز أو مقر في المخيم، على الرغم من أن العدو الاسرائيلي لا يفرق في غزة بين أهداف عسكرية وأخرى مدنية، الا أنها لا ترجح فرضية استهداف مخيم عين الحلوة، لأنها “بتكلّف”، وفي حال حصل أي استهداف فعلى الأغلب سيستهدف المصلى، مع العلم أنه يقدم خدمات اجتماعية.

صيدا

وأوضحت مصادر صيداوية مطلعة لموقع “لبنان الكبير” أن “الجماعة الاسلامية” و”حماس”، قامتا بإخلاء المكاتب المعروفة، وهذا أمر طبيعي بعد ضربة الغازية، و”عاملين حسابهم” في حال حصول ضربة استباقية، وجرى تخفيف الأعداد في مراكز أخرى ومكاتب سياسية.

“الجماعة الاسلامية”

مصادر “الجماعة الاسلامية” قالت في حديث لـ”لبنان الكبير” رداً على سؤال عن موقفها بعد توسيع دائرة ضربات العدو الاسرائيلي، وعن وجودها ضمن دائرة الخطر، على اعتبار أنها شاركت في عمليات ضده: “ما قام به العدو الصهيوني من توسيع لرقعة اعتداءاته على الأراضي اللبنانية انما يدل على نواياه العدوانية ومساعيه المستمرة في استهداف المدنيين لأهداف ترهيبية اجرامية يحاول من خلالها استعادة هيبته التي تحطمت على صخرة غزة”.

ورأت أن “تخطي العدو الصهيوني لقواعد الاشتباك وخرقه الدائم لبنود القرار الدولي 1701 واعتداءه على السيادة اللبنانية تستوجب موقفاً لبنانياً موحداً يتخطى التجاذبات السياسية الداخلية والعمل الجدي والمسؤول في اعادة بناء الدولة ومؤسساتها الدستورية وعلى رأسها انتخاب رئيس الجمهورية”.

وأكدت أن “المقاومة في لبنان موقفها واضح وموحد وصارم في التصدي للعدوان، وهي مع حرصها على عدم توسع الحرب إلا أنها لن ترضخ لتهديدات العدو ولن تسكت على عدوانه وستتعامل معه بما يتناسب معه إلى أن يرتدع عن بغيه”.

وعن قدرة “الجماعة” على حماية أبنائها والمؤسسات التابعة لها من أي عدوان صهيوني، أشارت المصادر الى “أننا كما كل الشعب اللبناني نتعرض لعدوان همجي نازي من عدو مجرم لا يقيم أي اعتبار لا للقانون الدولي ولا للمواثيق الدولية، ونحن ملزمون بالدفاع عن وطننا وأهلنا إلى جانب الجيش اللبناني وكل المقاومين وكل اللبنانيين صوناً لسيادة بلدنا ودفاعاً عن كرامتنا بكل الوسائل والامكانات المتاحة”.

شارك المقال