اسرائيل تواصل قصف غزة والمنظمات الانسانية تحذر من تحويل رفح إلى “مقبرة”

لبنان الكبير

واصلت إسرائيل قصف قطاع غزة فجر اليوم الأربعاء فيما يحتدم القتال على الأرض ما أدى إلى مقتل 103 أشخاص الثلاثاء، ما يرفع حصيلة ضحايا العمليات العسكرية الاسرائيلية إلى 29195 قتيلاً، وفق وزارة الصحة التابعة لحكومة “حماس”. بينما فرضت واشنطن فيتو على قرار في مجلس الأمن الدولي يدعو إلى وقف لاطلاق النار في القطاع الفلسطيني المحاصر الذي يواجه وضعاً إنسانياً كارثياً.

واستهدف القصف الكثيف مناطق محيطة بغزة فضلاً عن مدينتي خان يونس ورفح في جنوب القطاع قرب الحدود مع مصر إلى حيث نزح نحو 1,4 مليون فلسطيني هرباً من القتال في الشمال.

فيتو أميركي

وفي نيويورك، استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار عرضته الجزائر ويطالب بوقف فوري إنساني لإطلاق النار و”الافراج غير المشروط” عن كل الرهائن الذين خطفوا في هجمات السابع من تشرين الأول.

ووصفت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد طرح المقترح للتصويت بأنه “من باب التمني وغير مسؤول… ويعرض المفاوضات الحساسة للخطر”.

وأثار الفيتو الأميركي انتقادات من دول عدة من بينها الصين وروسيا والمملكة العربية السعودية وفرنسا وسلوفينيا.

وأكدت حركة “حماس” أن الفيتو الأميركي “يخدم أجندة الاحتلال الاسرائيلي ويعرقل الجهود الدولية لوقف العدوان ويزيد من معاناة شعبنا”، ويشكل “ضوءاً أخضر” لاسرائيل لارتكاب “مزيد من المجازر”.

“فوضى وعنف”

وفي دليل جديد على تفاقم الوضع في القطاع، أعلن برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء تعليق تسليم المساعدات في شمال القطاع بسبب “الفوضى والعنف” المستشري فيه وهو قرار نددت به حركة “حماس”.

وكان البرنامج استأنف الأحد تسليم المساعدات الغذائية لكنه أكد أن شاحناته استُهدفت بإطلاق نار وتعرضت للنهب فيما تعرض أحد سائقيه للضرب.

وقال المكتب الاعلامي الحكومي التابع لحركة “حماس” في قطاع غزة إن هذا القرار “يعني الحكم بالاعدام والموت على ثلاثة أرباع مليون إنسان، ويزيد في تدهور الأوضاع الانسانية بصورة مضاعفة”. وطالب البرنامج بالعودة فوراً عن هذا القرار “الكارثي”، محملاً الأمم المتحدة والأسرة الدولية المسؤولية.

وتدق الأمم المتحدة ناقوس الخطر باستمرار حول الوضع الانساني الصعب جداً في قطاع غزة، محذرة من أن النقص في المواد الغذائية قد يؤدي إلى “ارتفاع كبير جداً” في وفيات الأطفال.

وقد دفعت الحرب المستمرة منذ أكثر من أربعة أشهر، 2,2 مليون شخص إلى شفير المجاعة وثلاثة أرباع السكان في القطاع المدمر إلى النزوح بحسب تقديرات الأمم المتحدة.

وقال أحمد من سكان مدينة غزة حيث تنتشر أنقاض الأبنية المدمرة والنفايات في الشوارع: “لم نعد قادرين. ليس لدينا طحين لا نعرف إلى أي نذهب في هذا البرد نحن في الشوارع. أكلنا البرد. نريد وقف إطلاق النار. نريد أن نعيش”.

“مقبرة”

وتشكل مدينة رفح التي يهدد الاسرائيليون بشن هجوم بري عليها، المدخل الرئيسي للمساعدات عبر مصر والتي يحتاج اليها السكان بصورة ملحة.

وأعلنت قطر التي تلعب دوراً أساسياً في الوساطة بين إسرائيل وحركة “حماس” الثلاثاء أن أدوية مرسلة إلى غزة في إطار اتفاق تولّت الدوحة وباريس المفاوضات فيه، بدأت تصل إلى الرهائن المحتجزين لدى الحركة. إلا أن الجهود المبذولة فشلت حتى الآن في التوصل إلى هدنة طويلة الأمد فيما تشدد إسرائيل على الرغم من الضغوط الدولية على أن هجوماً برياً على رفح أساسي للقضاء على حركة “حماس”.

ويقول مسؤولو المنظمات الانسانية الدولية إن هجوماً برياً قد يحوّل رفح إلى “مقبرة”، محذرين من تداعيات “لا يمكن تصورها”.

وأكدت إسرائيل من جهتها أنها ستواصل هجومها خلال شهر رمضان بما يشمل رفح في حال لم تفرج “حماس” عن كل الرهائن.

جهود وانتقادات

وينتظر وصول بريت ماكغورك المنسق الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا اليوم الأربعاء إلى القاهرة التي ينتقل منها إلى إسرائيل الخميس للبحث في صفقة الرهائن.

وسيجدد ماكغورك التأكيد على مخاوف الرئيس الأميركي جو بايدن من عملية إسرائيلية محتملة في رفح على ما قال الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي.

وأفاد مصدر مطلع في “حماس” وكالة “فرانس برس” أن رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية موجود في القاهرة على رأس وفد “لبحث أفكار جديدة تتعلق بوقف النار”، مؤكداً أن الحركة “منفتحة على مناقشة أية افكار أو مبادرات وحريصة على أن يتحقق وقف العدوان والحرب والانسحاب من قطاع غزة وتدفق المساعدات الانسانية لأبناء شعبنا”.

وفي انتقادات جديدة لحملة إسرائيل العنيفة في قطاع غزة، اتهم الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إسرائيل بارتكاب “إبادة”، حاذياً بذلك حذو الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي كان أثار عاصفة ديبلوماسية من خلال تعليقاته قبل قمة العشرين في ريو دي جانيرو التي تنطلق اليوم الأربعاء وقد اعتبرته إسرائيل “شخصاً غير مرغوب فيه.

شارك المقال