رسالتان من هوكشتاين لبري وميقاتي: حل أو حرب… وكان يا ما كان

ليندا مشلب
ليندا مشلب

في ١٧ تموز من العام الماضي، نشر “حزب الله” مقطع فيديو يظهر قوات النخبة “الرضوان” التابعة له، وهي تنفذ مناورة تحاكي الاستيلاء على مستوطنات إسرائيلية، حينها كان السلام يعم المنطقة والجنوب تحديداً، بعد اتفاقية الترسيم البحري، وكانت المناوشات المتبادلة بينه وبين العدو الاسرائيلي لا تشي بتدهور سريع أو مفاجئ للوضع العسكري والأمني حتى أن وسائل إعلام إسرائيلية نشرت تقويماً للجيش الاسرائيلي للوضع عند الحدود مع لبنان، وخلصت الى أن لا احتمال لحدوث صراع قريب مع “حزب الله”، بحسب ما نقلت قناة “كان” عن قائد القيادة الشمالية الجنرال أوري غوردين.

حدث ما حدث وانقلبت الأمور رأساً على عقب وتسونامي الأقصى جرف معه كل المعادلات السابقة التي حكمت استراتيجيات المنطقة، ولبنان المعلق أصلاً على حبال الهوى وجد نفسه في قلب الصراع، وأتته غزة على طبق من فضة ليعلق كل فشله في حل أزمته المتشعبة، عليها وينتظر.

قبل يومين نشر “حزب الله” فيديو جديد سمّاه “والمخفيات… أعظم” يعرض فيه بعضاً من الصواريخ التي استخدمها في الحرب على الجبهة الجنوبية حتى الآن وخصوصاً “بركان” و”فلق”، وكل المعلومات تؤكد أن “حزب الله” لم يستخدم بعد سوى ١٥٪؜ من قوته الصاروخية وعديد قواته تجاوز الـ١٥٠ ألفاً (وحدها قوة الرضوان ١٠٠ ألف)، وهذا يشير الى أن الطريق لا تزال طويلة أمام وقف الحرب من دون أن يعني ذلك التوسع وحرق الأوراق والصواريخ سريعاً، فالنفس الطويل هو سيد المعركة والمفاجآت كبيرة.

لكن ماذا عن الأزمة السياسية في لبنان وعلى أي وتيرة تسير؟

تتقاطع معطيات “الكبار” من مرجعيات سياسية وأمنية عند وجوب انتظار نتائج الحرب على غزة لمعرفة ماذا سيحل بلبنان، وذلك على الرغم من كل ما يسعى اليه عمل “الخماسية” من فصل الملف الرئاسي عن الجبهات.

“كلو عم يتسلى” تقول مصادر سياسية رفيعة من “٨ آذار” لموقع “لبنان الكبير”، وتضيف: “ما حدا هلق بدو رئيس، ولو حان الوقت بتكة بيحضر. هذه قرارات كبرى تتخذها دول كبرى، وطالما لم يؤخذ القرار بعد، رح يبقى المشهد ضمن اطار التسلية”.

وتتابع المصادر القريبة من “٨ آذار”: “في الداخل، ما حدا بيحكي مع حدا، وهذا دليل على أننا عاجزون عن اجتراح الحل بمعزل عن الاملاءات الخارجية، وما علينا الا الانتظار، انتظار ما سيحدث في غزة ومراقبة تطور الحرب في الجنوب، على الرغم من أن هذا التطور لا يزال تحت السيطرة”.

وهنا تكشف المصادر أن رسالتين وصلتا الى الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي من الأميركيين عبر آموس هوكشتاين، الأولى مفادها: “لدينا حل شامل أمني وسياسي للبنان ولكن لن يبدأ الحديث به وفتحه للتفاوض قبل أن تنتهي الحرب على غزة، وفي هذا الوقت ستطلق خطوات جدية لدعم الجيش اللبناني”.

والثانية: “الضغط على اسرائيل مستمر بقوة لعدم القيام بخطوة غير محسوبة والانزلاق نحو توسعة الحرب لأن هذا الأمر سيعوق الحلول في كل المنطقة، ونهاية هذه المواجهة اذا ما اتسعت وتحولت الى حرب كبرى على لبنان لا يعرف كيف ومتى تنتهي، وستستدعي موقفاً أميركياً داعماً لاسرائيل لوجيستياً وعسكرياً والأميركي حالياً لا يريد هذا الأمر خصوصاً أنه يسعى للوصول الى حل في غزة قبل شهر رمضان، وتدهور الحرب مش مزحة فلدى الطرفين جهوزية عالية وقدرات للتدمير يحسب لها ألف حساب”.

وتقول المصادر: “من هنا الحل في لبنان لم يحن وقته بعد. ولا يمكن انتخاب رئيس بمعزل عن أحداث المنطقة والتفاهمات الكبرى، فمن الصعب أن نصل الى تسوية داخلية قبل اتضاح الصورة واستقرارها عند مشهد يصبح التفاوض فيه محسوباً بالنقاط (نقاط الربح والخسارة وتبادل الأوراق)”.

كلها وقائع تفرض نفسها ومن مصلحة الجميع البقاء عليها والانتظار، حتى لا يصبح لبنان في خبر كان… وكان يا ما كان.

شارك المقال