النازحون في رفح أمام “خطر كارثي” رغم استمرار المفاوضات “المتعثرة” 

لبنان الكبير

نفذت إسرائيل ليل الأربعاء الخميس ضربات جوية جديدة على مدينة رفح المكتظة بالسكان في جنوب قطاع غزة، الذي يعاني وضعاً انسانياً كارثياً، فيما بدأت في القاهرة محادثات معقدة سعياً للتوصل إلى هدنة، وينتظر وصول موفد أميركي خاص اليوم الخميس إلى إسرائيل لتحريكها.

وحذرت الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص يمثلون الغالبية الكبرى من سكان القطاع، مهددون بالمجاعة فيما تبدي الأسرة الدولية مخاوف حيال نحو 1,5 مليون شخص يحتشدون في مدينة رفح الواقعة عند الحدود المغلقة مع مصر.

ويعتبر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو مدينة رفح “المعقل الأخير” لحركة “حماس” في القطاع، وهو مصمم على تنفيذ عملية برية فيها على الرغم من التنديد الدولي.

ونفذ الطيران الاسرائيلي خلال الليل عشرات الغارات على رفح وفق ما أفادت وكالة “فرانس برس”. وأعلنت وزارة الصحة في حكومة “حماس” عن مقتل 99 شخصا في قطاع غزة ليلاً.

وقال وسام اللافي لوكالة فرانس برس في المدينة: “ننتظر الموت يوماً بعد يوم. نحمد الله حين ينتهي النهار ونحن ما زلنا على قيد الحياة. ننتظر الموت ببساطة”.

ويصل المنسق الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بريت ماكغورك خلال النهار إلى إسرائيل بعد محطة في مصر حيث تجرى محادثات جديدة سعياً للتوصل إلى هدنة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر للصحافيين: “نريد التوصل إلى اتفاق… بأسرع وقت ممكن”.

ووصل رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية الثلاثاء إلى القاهرة حيث يجري بحث “المرحلة الأولى” من اتفاق اقترحته قطر والولايات المتحدة ومصر، الدول الثلاث التي تقوم بوساطة، في كانون الثاني.

وتنص هذه المرحلة الأولى على هدنة مدتها ستة أسابيع تترافق مع تبادل رهائن مع معتقلين فلسطينيين في السجون الاسرائيلية وإدخال كمية كبيرة من المساعدات الانسانية إلى غزة.

وطلب خبراء في حقوق الانسان في الأمم المتحدة الاثنين فتح تحقيق مستقل بشأن “ادّعاءات ذات مصداقية حول انتهاكات صارخة” من بينها اعتداءات جنسية تعرضت لها نساء وفتيات فلسطينيات على أيدي إسرائيليين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وصوّت البرلمان الاسرائيلي بغالبية كبرى الأربعاء لصالح قرار اقترحه نتانياهو يعارض أي “اعتراف أحادي الجانب بدولة فلسطينية”، معتبراً أن ذلك سيكون وفقاً للنص بمثابة مكافأة “للارهاب غير المسبوق” لحركة “حماس”.

وكانت صحيفة “واشنطن بوست” ذكرت قبل أيام أن الولايات المتحدة تعد مع دول عربية حليفة خطة شاملة لتحقيق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين بعد انتهاء الحرب في غزة، تنص خصوصاً على جدول زمني لاقامة دولة فلسطينية.

انقسامات في مجموعة العشرين

وظهرت الخلافات الدولية إلى العلن مجدداً الأربعاء خلال اجتماع لوزراء خارجية مجموعة العشرين في البرازيل.

وندد وزير الخارجية البرازيلي ماورو فييرا بـ”الشلل غير المقبول” لمجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة، بعدما استخدمت الولايات المتحدة في اليوم السابق حق النقض ضد مشروع قرار دولي يطالب بوقف إطلاق نار إنساني فوري.

من جانبها، انتقدت واشنطن تصريحات الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي اتهم إسرائيل بارتكاب “إبادة جماعية” في غزة، مشبهاً حملتها العسكرية في غزة بمحرقة اليهود إبان الحرب العالمية الثانية.

والوضع الانساني خطر في قطاع غزة ولا سيما في الشمال حيث أعلن برنامج الأغذية العالمي الثلاثاء تعليق تسليم المساعدات بسبب “الفوضى والعنف”.

وتدخل المساعدات الخاضعة لموافقة إسرائيل إلى قطاع غزة من معبر رفح، لكن بات من شبه المستحيل نقلها إلى الشمال بسبب الدمار والمعارك الجارية.

ضربات على منظمات غير حكومية

وفي خان يونس في جنوب القطاع التي شهدت معارك عنيفة وغارات في الأسابيع الأخيرة، أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” مقتل اثنين من أفراد عائلة أحد موظفيها حين أطلقت دبابة إسرائيلية النار على مقر لها يؤوي موظفين لديها وعائلاتهم. ونددت “بأشد العبارات” بهذا القصف.

وأعرب الجيش الاسرائيلي عن أسفه، موضحاً أنه قصف مبنى “تم تحديده على أنه مبنى تجري فيه أنشطة إرهابية”، غير أن تقارير أفادت لاحقاً “عن مقتل مدنيَّين غير متورطين” في هذه الأنشطة.

وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني الأربعاء عن إصابة “مستشفى الأمل” في خان يونس بقصف مدفعي إسرائيلي.

وتواجه منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين جدلاً جديداً، إذ اتهمت والدة الاسرائيلي يوناتان ساميرانو (21 عاما) الذي قتل في هجوم “حماس”، موظفاً في “الأونروا” بنقل جثته إلى غزة

وعلقت عدة دول في مقدمها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا واليابان تمويلها لـ “الأونروا” بعد الاتهامات الاسرائيلية بأن 12 من موظفيها ضالعون في هجوم السابع من تشرين الأول.

الى ذلك، أعلنت شركة طيران “يونايتد ايرلاينز” الأميركية الأربعاء أنها ستستأنف الشهر المقبل رحلاتها إلى إسرائيل، لتصبح بذلك أول شركة أميركية تعاود رحلاتها إلى الدولة العبرية منذ تعليقها الخريف الماضي مع اندلاع الحرب في غزة.

وفي سياق تصاعد العنف في الضفة الغربية المحتلة على وقع الحرب في غزة، قتل شخص وأصيب ثمانية اليوم الخميس حين فتح ثلاثة مسلحين النار على مركبة قرب مستوطنة معاليه أدوميم، بحسب الشرطة.

شارك المقال