“الاعتدال الوطني” يتحرك بمبادرة جديدة… وخوف مسيحي على “التوازن”

آية المصري
آية المصري

تحرك تلو الآخر، وكأن الكتل باتت في سباق زمني بين بعضها البعض، من ينجز مبادرته أولاً ومن يطلقها ويجول بها على الفرقاء كافة. صحيح أن هذا النشاط كان مفتقداً في الأشهر الماضية بسبب تمسك كل طرف بمرشحه، لكن هذا لا يعني أن النشاط والحركة اليوم سينتجان انتخاب رئيس لأن لا ثقة بالفرقاء وبحساباتهم الخاصة، الا أن الحركة بركة وتبقى أفضل من الجمود الحاصل.

وبينما نشطت عين التينة أولاً في اتجاه الدعوة الى مبادرة متجددة، سارعت “القوات اللبنانية” الى خطف الأنظار والسعي نحو طرح جديد بعيد عن الاعلام، ليتبعها تكتل “الاعتدال الوطني” باتجاه تحريك الملف العالق منذ أكثر من عام وأربعة اشهر، لكونه المبادر الوسطي القادر على ايصال رأي الممانعة والمعارضة.

وفي السياق، أكدت مصادر تكتل “الاعتدال الوطني” أن مبادرتهم الجديدة طرحت على رئيس مجلس النواب نبيه بري وستستكمل جولتهم على الفرقاء كافة، ومنهم “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، بالاضافة الى زيارتهم المرجعيات الروحية والدينية، مشيرةً عبر “لبنان الكبير” الى أنهم بانتظار عودة المبعوث الفرنسي الى لبنان جان إيف لودريان ليروا اقتراح اللجنة “الخماسية” في ما يتعلق بالمواصفات “ونجمعها مع بعضها البعض للذهاب الى محاولة إنجاح مبادرتنا، وخلال هذا الأسبوع سيبدأ تحركنا باتجاه الجميع وسترون الزيارات المتتالية”.

وأوضحت مصادر التكتل أن “الموقف الوسطي يستثمر للتحدث الى كل الفرقاء، مع العلم أنه جرى التقويص علينا في مرحلة من المراحل، واليوم هذا الموقف الوسطي مفيد أكثر من الاصطفافات التي شهدناها”.

وربطاً بجولة “الاعتدال الوطني” التي ستبدأ، لفتت مصادر من تكتل “الجمهورية القوية” الى أن “الاعتدال” تحدث معهم وسيعقد لقاء في ما بينهم للتطرق الى مبادرته الجديدة يوم السبت المقبل.

وبينما تتحرك الكتل على وقع الشغور، برز اللقاء الذي جمع وفداً من “القوات” مع البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في بكركي، وأعرب البعض عن اعتقاده أن هذا اللقاء لأخذ بركة بكركي في مبادرة “القوات” الجديدة، ولكن مصادر “الجمهورية القوية” أكدت عبر “لبنان الكبير” أنه لم يجرِ التطرق الى هذه المبادرة “ولكن الراعي أثنى على ضرورة الاسراع في ملء مركز رئاسة الجمهورية وجرى التطرق الى موضوعين أساسيين، عدم التوازن الحاصل في القطاع العام وتحديداً في دورة الخفير الجمركي السابقة التي عقدت ولم يتم الاعلان عنها وبالتالي أتى جميع المتبارين من لون طائفي واحد، ما خلق خللاً في التوزيع وتبيّن أن المسيحيين غائبون وهذا تخوف على التوازن الطائفي ونحن مع تطبيق الميثاق الوطني بين المسلمين والمسيحيين، بالاضافة الى موضوع استمرار اقفال الدوائر العقارية في جبل لبنان وكأن هناك قطبة مخفية طيلة السنوات السابقة ما أثار لدينا الشك والالتباس”.

شارك المقال