حرب في الربيع أم مناورات سياسية أميركية؟

محمد شمس الدين

نشرت شبكة “سي ان ان” تقريراً نسبت فيه كلاماً الى مسؤولين أميركيين في إدارة الرئيس جو بايدن عن تخوف من نية اسرائيلية بشن حرب شاملة على لبنان من ضمنها توغل بري في الجنوب، وذلك لتحييد التهديد الذي يشكله “حزب الله” على الكيان الاسرائيلي. ويأتي هذا التقرير في الوقت نفسه التي صادقت فيه الحكومة الاسرائيلية على تمديد فترة اقامة النازحين الاسرائيليين من الشمال الفلسطيني المحتل في الفنادق حتى حزيران المقبل، فكيف قرأ الثنائي الشيعي التقرير الأميركي؟

مصدر قيادي في الثنائي الشيعي قلل من قيمة التقرير، معتبراً أن الأمر متعلق بالانتخابات، “اذ يعاني الرئيس الأميركي جو بايدن من حالة الاستنكار في المجتمع الأميركي بسبب الدعم المطلق الذي تقدمه الدولة لاسرائيل التي ترتكب المجازر في غزة، ولذلك سرّبت إدارة بايدن هذه المعلومات عبر الاعلام، لكي تقول بعد بضعة أشهر وقبيل الانتخابات أنها منعت الحرب، لتؤثر على الناخب الأميركي الرافض لها”.

أما عن المطلب الاسرائيلي الدائم بابعاد “حزب الله” إلى شمال الليطاني، فأشار مصدر قريب من الحزب لموقع “لبنان الكبير” إلى أن “على إسرائيل أن تتخلى عن أي أمل في فرض أي تراجع لحزب الله متراً واحداً، فالحزب ينظر الى الأمر من منظور سياديّ أعمق من مطلب إسرائيلي، وهو متصل بإفهام الأميركي أنه طرف، وعليه تقديم تنازلات هو الآخر من أجل أية تسوية متعلقة بممارسة تأثير داخل لبنان”.

أضاف المصدر: “الحزب يجد نفسه مرتاحاً جداً الى نتائج المعركة حتى الآن، الثمن المدفوع مقبول جداً، مقابل الاحتفاظ بنسبة عالية من الاحتجاب المعلوماتي والاستخباري الاستراتيجي المهم جداً للمعركة القادمة التي يعرفها حاصلة لا محالة، في الربيع أو قبله أو بعده، وبينما تلحس إسرائيل جراحها، فإن الحزب سيكون عليه الاهتمام بأمور أقل، ما يكسبه فرصة ثمينة للافادة السريعة من كنز الخبرات التي شكلتها هذه الجولة”.

وشدد المصدر على أن “الفارق بين حرب مع حماس وحرب مع حزب الله هي أن الأولى فيها طرف لا يأمل في أكثر من الحفاظ على وجوده وعدم التنازل عن حقوقه التي تتقلص يوماً بعد يوم، أما الحزب وجبهة لبنان، فهما يشكلان المبادرة القصوى تجاه تغيير المعادلات الكبرى مع الاسرائيلي في ما يخص المسألة الفلسطينية، وعليه الحزب يعد عدته لجولة حاسمة أخيرة، وبالتأكيد هذه لن تكون هي”.

في الأثناء، ينتشر عبر الاعلام سيناريو ينسب الى “حزب الله” حول التهدئة على الحدود الجنوبية، يقول ان الحزب يسعى الى أن يصبح جزءاً من الجيش اللبناني، وسيتم انشاء وحدة جديدة في الجيش تدعى “الوحدة الصاروخية”، وانه يسعى الى “شرعنة” وجوده بهذه الخطة. وسخر مصدر يدور في فلك الحزب من السيناريو المنتشر، مشيراً إلى أن “المقاومة لا تعتبر نفسها غير شرعية حتى تسعى الى شرعنة وجودها، فالمقاومة شرعية ١٠٠٪؜ إن كان عبر تفاهم نيسان 1996 أو عبر البيانات الوزارية للحكومات المتعاقبة، أو عبر التأييد الشعبي الذي تحظى به”.

أما عن الانضمام الى الجيش كفرقة من فرقه، فهذا بحسب المصدر “أمر غير واقعي بتاتاً، فالمقاومة تستطيع تحمل نتيجة قرارات معينة لا تستطيع الدولة اللبنانية تحملها، وما يعطيها فاعلية هو هامش الحرية الذي تتمتع به، بعيداً عن البيروقراطية اللبنانية البطيئة جداً في أخذ القرارات، هذا عدا عن موضوع التوازن في الجيش اللبناني بحيث لن يقبل أي مكون في البلد أن تكون هناك وحدة في المؤسسة العسكرية من لون واحد”.

شارك المقال