اسرائيل تفقد عوامل شن حرب واسعة على لبنان

زياد سامي عيتاني

تتزايد المخاوف مع تصاعد التطورات العسكرية بين “حزب الله” والعدو الاسرائيلي وتوسعها، من إحتمالات تحولها الى حرب شاملة، على الرغم من استبعاد أكثر من عاصمة غربية ذلك. ففي الوقت الذي لا يزال “حزب الله” يحافظ على ما يعرف بـ “قواعد الاشتباك”، بينه وبين إسرائيل على الحدود، عبر التركيز على اختيار أهداف محددة، فإن الجانب الاسرائيلي تخطى تلك القواعد من خلال شن غارات على مناطق خارج النطاق الجغرافي لها. وهذا ما يدفع خبراء عسكريين إلى ترجيح أن الجبهة اللبنانية الاسرائيلية على شفا حرب شاملة، مع كسر هذه القواعد، وتزايد الاشتباكات خلال الأيام الأخيرة.

ويذهب الخبراء إلى التقدير أن إسرائيل ربما تهيئ المسرح ميدانياً للقيام بعملية عسكرية واسعة في لبنان من خلال تجاوز الخطوط الحمر في الغارات التي تشنها عليه، إضافة إلى تهيئة المجتمع الدولي والرأي العام العالمي، لتقبل إمكان قيامها بعملية واسعة في لبنان. فقد هدد العديد من القادة الاسرائيليين عدة مرات، بإمكان الدخول في حرب واسعة، مقرونة بالدخول البري إلى لبنان. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس في 22 شباط: “ان إسرائيل مستعدة لاعادة الأمن إلى الشمال، بأي وسيلة ضرورية، وإذا لم يتم ذلك من خلال الديبلوماسية أو السياسة، فسيتم من خلال استخدام القوة العسكرية”. ومضى قائلاً: “على حزب الله أن يفهم أننا سنستعيد الأمن. آمل أن يدركوا هذه الرسالة”. بدوره، نبه وزير الخارجية الاسرائيلي يسرائيل كاتس في رسالة وجهها إلى مجلس الأمن الدولي، الجمعة 23 شباط، بشأن الوضع على حدود إسرائيل مع لبنان، على أن المجلس إذا لم يوقف “حزب الله”، فإن إسرائيل سوف تفرض الأمن على حدودها الشمالية عسكرياً، في حال لم تطبِّق الحكومة اللبنانية القرار 1701 وتمنع الهجمات من حدودها على بلاده.

إزاء التطورات الميدانية والتهديدات الاسرائيلية، تتكرر التحذيرات الغربية، تحديداً من باريس وواشنطن، من تفلت الأوضاع العسكرية، مع تزايد احتمالات عمل عسكري إسرائيلي واسع في لبنان، خصوصاً بعدما رفضت كل المقترحات التي تتنافس عواصم القرار في ما بينها على تسويقها للتهدئة بين إسرائيل و”حزب الله”.

وعلى الرغم من تزايد المخاوف، فإن متابعين يستبعدون أقله في المدى المنظور إقدام إسرائيل على عملية عسكرية واسعة النطاق في الجنوب اللبناني، لجملة أسباب، من أهمها: غياب الغطاء الغربي، وتوازن النيران العسكرية بين “حزب الله” واسرائيل، وعدم التوصل الى هدنة طويلة الأمد في غزة، وعدم قدرة الشارع الاسرائيلي على تحمل تبعات حرب جديدة عسكرياً وإقتصادياً وشعبياً.

وبناءً عليه، فإن عوامل إقدام إسرائيل على شن حرب واسعة مع “حزب الله” غير متوافرة، على الرغم من تزايد الحديث الاسرائيلي عن شن عملية واسعة ضد لبنان.

شارك المقال