معطيات حكومية حول هدنة قريبة… وانتخاب رئيس في رمضان صعب

آية المصري
آية المصري

لا تزال مراوحة الشغور على حالها وسط ترقب النتائج التي ستتوصل اليها مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” خصوصاً بعدما حُدد اللقاء مع “حزب الله” يوم الاثنين المقبل، في ضوء الحديث عن امكان عدم موافقة الحزب على فكرة التشاور. وبعدما ارتفعت نسبة التفاؤل حول هذه المبادرة لوحظ إنخفاض الحماس في الساعات الأخيرة، وبات الجميع يترقب الخواتيم النهائية لها. في حين تتجه الأنظار الى شهر رمضان المبارك، وما اذا من الممكن انتخاب رئيس خلاله لا سيما بعد الحديث عن هدنة رمضان التي تُبحث جدياً في غزة.

وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أشار في اليومين الماضيين الى أن “هناك حديثاً جدياً قد يكون مطلع الأسبوع المقبل عن وقف العمليات العسكرية في غزة يسمى تفاهم رمضان”، مؤكداً أن “وقف القتال في غزة سيطلق المحادثات حول التهدئة في لبنان”. فهل تنعكس هدنة غزة على الحدود الجنوبية، وعلى قرب انتخاب رئيس للجمهورية؟

مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي أوضحت عبر “لبنان الكبير” أن “هناك معطيات توافرت لدى رئيس الحكومة لذلك أشار الى احتمالية حدوث الهدنة، وبعض المؤشرات صبّ في هذا الاتجاه، لكن حدوثها من عدمها، مرتبط بالواقع الميداني الموجود وعلى أساسه يبنى فعلياً مع العلم أن الواقع الذي نعيشه هو حرب مفتوحة ويبدو أنها طويلة الأجل”.

اما بالنسبة الى الموضوع الرئاسي، فأوضحت المصادر أن “هناك مبادرة تكتل الاعتدال الوطني الذي يقوم بجولته على كل المعنيين بالملف الرئاسي، وهل تُكلل بجلسات متتالية كما أدرج في تفاصيل المبادرة ومندرجاتها؟ هذا أيضاً أمر وارد، لكن حتى اللحظة لا معطى يشير الى خواتيم واضحة لها”.

ورأى عضو تكتل “لبنان القوي” النائب آلان عون أن “الهدنة ستفتح مسار مفاوضات لحلّ مسألة الصراع الحاصل في الجنوب. وفيما لو تمّ التوصل الى حلّ في موضوع القرار ١٧٠١ وإرساء هدنة راسخة في الجنوب مع عودة الاستقرار الأمني اليه، فسينتقل الإهتمام إلى كيفية ارساء استقرار سياسي في لبنان لحماية هذا الاستقرار الأمني المستجدّ”.

واعتبر عون في حديث لـ “لبنان الكبير” أن “الهدنة ستتيح للاعبين الدوليين إعادة اهتمامهم بالملف اللبناني، والداخل عايش حالة انتظارية للأسف”.

وحول الوصول الى رئيس في الفترة المقبلة، قال عضو كتلت “اللقاء الديموقراطي” النائب مروان حمادة: “هذا ما نتمناه لكن دونه عقبات كثيرة، منها أن النوايا لا أراها صافية حتى الآن، والدينامية لم تنطلق بل تحركت”.

وأكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب رازي الحاج أنه لا يحب ربط انتخاب الرئيس بمواعيد لها علاقة بأعياد أو مناسبات “لأن من المفترض انتخاب الرئيس البارحة قبل الغد، وفي المضمون نحن جاهزون كتكل لتطبيق مندرجات الدستور منذ اليوم الأول ولم نتقاعس عن حضور جلسات انتخاب الرئيس”، لافتاً الى “أننا كنا ايجابيين مؤخراً مع طرح مبادرة الاعتدال، كونها مبادرة أتت لتحريك المياه الراكدة انما بدأنا نسمع بعض الأصوات من بعض الكتل التي تحاول اعاقة المسعى، وبالتالي نحن بانتظار ما ستؤول اليه الأمور في الأسبوع المقبل لنبني على الشيء مقتضاه، ولكن كما هو واضح لا يزال محور الممانعة غير جاهز لتغيير عادته ولا يزال يخطف الرئاسة والبلد معه”.

اما بالنسبة الى الهدنة التي تبحث، فرأى الحاج عبر “لبنان الكبير” أن “هناك عملاً دؤوباً لعدد من الدول من أجل الوصول الى هدنة انسانية في غزة خلال شهر رمضان، لا أعتقد أنها ستنسحب مباشرةً على لبنان الا في حال تم تسريع الاقتراح القاضي بنشر قوات دولية والجيش اللبناني في الجنوب وانسحاب مقاتلي حزب الله الى جنوب الليطاني، وبالتالي اذا حدث ذلك يثبت الحزب أنه يخسر أوراقاً كان يعبّد بها الطريق نحو القدس ويكون منطق الدولة من انتصر”.

في المقابل، وصف عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب ميشال موسى مبادرة “الاعتدال” بأنها “مهمة جداً وحركت المياه الراكدة”، معتبراً أن “المطلوب موافقة الفرقاء والتعاطي بايجابية معها، من خلال الوصول الى نتيجة ويجب أن نرى محصلة اللقاءات التي يعقدوها لنصل الى وقت ننتخب رئيساً للجمهورية، وهناك مصلحة كبيرة لبنانية وطنية لانتخاب الرئيس وأن لا يطول الشغور أكثر”.

وحول الهدنة في غزة، أعرب موسى عبر “لبنان الكبير” عن اعتقاده أن “المنطقة لا تحتمل حرباً طويلة باعتداءات اسرائيلية موصوفة ومخالفات لكل القوانين وتخطي كل الأعراف الدولية في غزة وجنوب لبنان، وبالتالي المطلوب اليوم أن يحدث ضغط دولي كبير على اسرائيل من أجل وقف هذا الموضوع”، لافتاً الى أن “هناك محاولات وسعياً وضغوطاً كبيرة من أجل الوصول الى هدنة طويلة الأمد وليس مجرد مهل صغيرة الأمد”. وأمل “أن تكون الهدنة طويلة جداً وتنهي هذه الاعتداءات الاسرائيلية”، قائلاً: “لنتتظر نتائج هذه التدخلات الخارجية والسعي الى اتفاق وقف اطلاق النار”.

وعلق النائب المستقل ميشال ضاهر على الكلام عن التوصل الى رئيس في رمضان، بالقول: “هذا بحاجة الى بصارة كي تدرك الأمور، ولكن يبدو أن امكان الوصول الى رئيس في رمضان صعب”.

وقال النائب المستقل بلال الحشيمي: “لا أعتقد أن يكون هناك رئيس في الوقت الحاضر ولا في رمضان، مع العلم أن هناك الكثير من المبادرات ولكن طالما الوضع في الجنوب غير مستقر فلا رئيس في الوقت الحاضر”.

وتساءل الحشيمي: “هدنة ماذا في رمضان؟ ولماذا يجري التعويل على رمضان؟ هل يجوز القتل في كل أيام السنة باستثناء شهر رمضان رأفة بالمسلمين؟”، مؤكداً أن “الهدنة ليست بيدنا وأنا متشائم جداً مما يحصل ومن الوضع العام في قطاع غزة أيضاً، ولا أعوّل على هدنة ولا على رئيس والأوضاع مستمرة الى حين انتهاء موضوع غزة بصورة كاملة، والهدنة التي يتحدثون عنها أستبعدها في رمضان”.

ولاحظ النائب التغييري ياسين ياسين عبر “لبنان الكبير” أن “الحرب بحسب وتيرة ما يحدث تزداد عمقاً وقوة، ونحن أمام مفترق طرق اما ازدياد وتيرة الحرب أو رئيس جمهورية، ولكن يبدو أن انتخاب الرئيس ليس بقريب، مع العلم أننا نرى جولة تكتل الاعتدال الوطني وبدأنا نسمع بتأرجح القوى السياسية حول ما تغيّر من معطيات، والمشكلة الأساسية أن الفرقاء السياسيين خائفون من بعضهم البعض ولا ثقة بينهم، وهذا الأساس”.

وأوضح ياسين “أننا كتغييريين نحن أول من طرح الحوار، وهناك ثلاثة عناصر يجب أن تتوافر على الطاولة: مبادرة الاعتدال، أن يكون دور الخماسية الضامن والضابط، والملفات الأساسية الموجودة في التسوية التي تحدث وأن تصدر عنها مواصفات الرئيس ومن ثم يتم البحث في الاسم، وطرح أي اسم قابل للحرق من أي فريق”.

شارك المقال