رحلة لوجيستية لدورية “اليونيفيل” تصل الى طريق “الحزب”!

فاطمة البسام

في حادثة قد لا تكون الأولى من نوعها، انتشرت تسجيلات مصوّرة، مساء الخميس، لآلية تابعة لقوات “اليونيفيل”، قيل انه تم توقيفها من عناصر تابعين للجنة الأمنية لـ “حزب الله”. وأظهرت الفيديوهات المصوّرة قيام بعض الأفراد بتفحّص الأجهزة الموجودة داخل الآلية، فيما نقل شهود عيان أنه تم توقيف كل العناصر الذين ينتمون إلى الكتيبة الماليزية. ونقل البعض الاشكال الذي حصل في منطقة طريق المطار – الكوكودي، بأبعاده السياسية والحزبية، معتبراً أنها ليست المرّة الأولى التي يحاولون فيها الدخول إلى الضاحية الجنوبية في انتهاك واضح وصريح للقوانين التي تمنع تجولهم من دون مرافقة من الجيش اللبناني أو مهمة رسمية.

وأشارت مصادر لموقع “لبنان الكبير”، الى أن التحقيق جرى مع عناصر الكتيبة الماليزية، الذين أكّدوا أنهم ضلّوا طريقهم، ومن بعدها جرى تسليهم إلى عناصر من الجيش اللبناني.

وأعلنت نائب مدير مكتب “اليونيفيل” الاعلامي كانديس آرديل في بيان، أنّ “آلية تابعة لبعثة حفظ السلام كانت في رحلة لوجيستية روتينية إلى بيروت الليلة الماضية، انتهى بها الأمر أن وصلت إلى طريق غير مخطط له. وتم إيقاف السيارة واحتجاز حفظة السلام من أفراد محليين، وإطلاق سراحهم فيما بعد”.

وأكدت آرديل أن “حفظة السلام بالاضافة إلى حرية الحركة داخل منطقة عمليات اليونيفيل، يتمتعون بالحرية والتفويض من الحكومة اللبنانية للتنقل في جميع أنحاء لبنان لأسباب إدارية ولوجيستية. وحرية الحركة هذه ضرورية لتنفيذ القرار 1701”.

وافساحاً في المجال لحق الردّ، تواصل موقع “لبنان الكبير”، مع مكتب العلاقات الاعلامية التابع لـ”حزب الله”، الذي رفض التعليق على الحادثة بإعتبار أن ما حصل “حطيناه ورانا”.

وأفادت مصادر مطلعة على موقف “حزب الله”، أن ما حصل في منطقة طريق المطار جرى التعامل معه مباشرة مع السلطات المختصة، مشيرة إلى أن “نطاق عمل هذه القوات هو في جنوب لبنان على طول الخط الأزرق، فماذا تفعل في الضواحي من دون مرافقة الجيش، وخصوصاً في هذه الظروف الأمنية التي نعيشها؟ فمهمتهم ودورهم الحالي ليس هنا”.

وأوضحت المصادر، أن السكان في هذه المناطق، لديهم “حس أمني”، ويعلمون أن ما تقوم به الدورية هو إختراق للأمن وللقرار 1701 الذي تعمل على أساسه هذه الوفود منذ العام 2006.

وأكدت أن “لا مشكلة مع قوات اليونيفيل، بل مع التجاوزات التي تقوم بها بين وقت وآخر، والخروج عن المسموح، وكأنها تريد أن توسع مهامها، وهذا السبب يجعلها تصطدم مع السكان ومع العناصر الحزبية”. ودعت “حفظة السلام”، إلى دراسة خطواتهم قبل أن يقوموا بها، لأن لا مصلحة لأحد بتوتر العلاقات، قائلة: “يقوموا بدورهم وبس”.

ونشرت بعض المصادر أن استخبارات الجيش أوقفت “مجموعة مسلحة” تحمل الجنسية الهولندية، وبعد التحقيق معها تمّ الافراج عنها، بعدما تبيّن أنها تابعة لأمن السفارة الهولندية، وكانت قي زيارة الى صديق لها في منطقة بئر العبد، وأن ما تسبب في هذه المشكلة أنها كانت تتنقل بأسلحتها الفردية.

وكانت ترددت أخبار أن هذه المجموعة ألقي القبض عليها قبل يومين في الضاحية الجنوبية لبيروت. مع الاشارة إلى أن هذا التوقيف منفصل عن حادثة “اليونيفيل” في منطقة حي السلم يوم الخميس، وحتى الساعة لم يصدر أي بيان عن السفارة الهولندية في بيروت.

وتعليقاً على الحادثتين، تواصل “لبنان الكبير” مع قيادة الجيش- مديرية التوجيه، التي لم تصدر بياناً رسمياً، لكنها رفضت التعليق، كون الحادثة قد مرّت.

وتقع بين فترة وأخرى مناوشات وإشكالات بين عناصر “اليونيفيل” وأهالي بعض البلدات الحدودية جنوبي لبنان، ارتفعت وتيرتها في الفترة الماضية، في ظلّ الامتعاض الذي ترافق ولا سيما المعبّر عنه من مسؤولين في “حزب الله”، مع تعديلات طاولت عمل “اليونيفيل”، خصوصاً لناحية منحها حرية الحركة للقيام بمهامها من دون تنسيق مسبق مع الجيش اللبناني.

وفي وقتٍ بقيت فيه المناوشات من دون تطوّر في غالبية الحوادث، وجرى احتواؤها سريعاً، إلا أن الحادثة الأبرز كانت مقتل الجندي الايرلندي شون روني وإصابة ثلاثة آخرين من زملائه بجروحٍ في 14 كانون الأول 2022، خلال إطلاق رصاص على سيارتهم المدرعة أثناء مرورها في منطقة العاقبية في الجنوب.

شارك المقال