“سلة” هوكشتاين تتضمن السلم والاقتصاد والرئاسة… “تركيب الطرابيش” مستمر

محمد شمس الدين

على وقع مفاوضات وقف إطلاق النار في مصر، والتهديدات الاسرائيلية للبنان، ومراوحة التصعيد والروتين على الحدود الجنوبية، حل الموفد الأميركي آموس هوكشتاين أمس ضيفاً في بيروت، واضعاً نصب عينيه كهدف رئيسي وقف الحرب في الجنوب، فتوجه إلى المفاوض الرسمي باسم المقاومة الرئيس نبيه بري. وفيما أكد الوسيط الأميركي أن “الحل الديبلوماسي” هو المخرج الوحيد لوقف التصعيد بين لبنان واسرائيل، شدد أيضاً على أن وقف الحرب في غزة لا يعني تلقائياً وقف الحرب في لبنان.

وعند بري تحدث هوكشتاين عن “نقاط حل” لمنع تدحرج الجبهة في الجنوب ووقف إطلاق النار، ناقلاً عن اسرائيل أنها لا تريد حرباً في الشمال، وفق معلومات “لبنان الكبير”. في المقابل أسمعه بري كلاماً مفاده أن على اسرائيل وقف اعتداءاتها والالتزام بالقرار 1701، مشدداً على استعداد المقاومة بكل امكاناتها للدفاع عن لبنان في حال فكر العدو في الخروج عن القواعد.

وأشارت مصادر قريبة من جو عين التينة لموقع “لبنان الكبير” إلى أن هوكشتاين تحدث في سلة كاملة تتضمن وقف إطلاق النار، وحزمة اقتصادية، ودعماً للجيش، وانتخاب رئيس للجمهورية.

ومن عين التينة توجه هوكشتاين إلى السراي الحكومي حيث التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وأطلعه على “الجهود” المبذولة من أجل وقف إطلاق النار.

أما لقاؤه مع الرئيس السابق للحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط فكان “نص – نص”، وفق ما أكد جنبلاط. وكرر الديبلوماسي الأميركي، ما قاله سابقاً عن ضرورة الوصول إلى حل يدبلوماسي، وفصل جنوب لبنان عن الوضع في غزة.

وكان لافتاً اجتماع هوكشتاين مع نواب المعارضة في مجلس النواب، وليس زيارة مقارهم، ربما بسبب ضيق الوقت. أما اللافت الأكبر، فكان لحاقه بوزير الطاقة وليد فياض إلى مطار رفيق الحريري الدولي، قبل أن يستقل الأخير طائرته بسبب التزام مسبق، ويبدو أن استجرار الغاز من مصر كان الطبق الرئيسي في اللقاء.

وفي قراءة لحركة هوكشتاين، أكد مصدر مطلع على أجواء الثنائي الشيعي في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “الزيارة تبدو كأنها جس نبض لبنان في حال ثبتت الهدنة في غزة، وهو يقدم المغريات في هذا الاطار، ولعل أكبر دليل على ذلك وصفه الرئيس نبيه بري بـ The Boss، كون بري يمثل القيادة السياسية للمعركة، ويتحدث باسم حزب الله، وأول مغريات هوكشتاين يبدو أنها دعم واقتصاد، عدا عن تلميحه الى حل بشأن الاستحقاق الرئاسي”.

في حين رأت أوساط سياسية على علاقة بـ “القطعة” مع “حزب الله” في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن “المشهد اليوم أمام احتمال سيناريوهين، إما ستسمح أميركا للحزب بالبقاء في الجنوب كما هو الآن، شرط أن يتنازل في الداخل، وهذا أمر مستبعد إن كان لجهة الرفض الاسرائيلي أو حتى رفض الحزب لعدم وجود ضمانات في هذا السيناريو، أو سيكون على الحزب التراجع قليلاً في الجنوب، ويحصل على تطمينات كبيرة في الداخل، قد تكون رئاسة الجمهورية أو أمراً آخر لا يمكن معرفته الآن، ولكن يمكن القول ان تركيب الطرابيش مستمر في النهج اللبناني”.

شارك المقال