فوربز: سفن مضيق هرمز ليست بيادق في ألعاب إيران الجيوسياسية

حسناء بو حرفوش

استمرت القراءات والتحليلات المرتبطة بالتوتر في خليج عمان بالتفاعل وباستقطاب اهتمام الصحافة العالمية مع عودة الهدوء الحذر إلى الخليج، وبينما رأى البعض في ما حدث “تحدياً إيرانياً واضحاً للمجتمع الدولي”، ركز آخرون على ربطه بأولى شحنات النفط التي انطلقت من المحطة الإيرانية الجديدة في ميناء “بندر جاسك” في خليج عمان، جنوب مضيق هرمز.

وبحسب موقع “فوربز” (Forbes) الأميركي، “سُجّل التوتر في بحر العرب قبالة ميناء الفجيرة، وهو موقع يشكل مركزاً مهماً لإعادة إمداد السفن العابرة للخليج العربي، كما يوجد بالقرب منه، مدخل لمضيق هرمز الجيواستراتيجي، والذي يؤمن ممراً لخُمس صادرات النفط العالمية، ويمثل محوراً أساسياً للأسطول الخامس للبحرية الأميركية. وتصف “إدارة معلومات الطاقة الأميركية” هرمز بأنه “أهم ممر عبور للنفط” في العالم. وتتزامن الأزمات الحالية مع تصاعد التوترات بين إيران والولايات المتحدة على خلفية انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني وخطة العمل الشاملة المشتركة 2018 في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب وإعادة فرض أميركا عقوبات صارمة على الجمهورية الإسلامية بعد ذلك بوقت قصير”.

هجمات أخرى ببصمات إيرانية

وعلى الرغم من الإصرار الإيراني على عدم الضلوع في الاضطرابات في خليج عمان، سردت “فوربز” عدة هجمات سابقة، معتبرة أنها تحمل بصمات إيرانية. وبحسب الصحيفة، “في وقت سابق من شهر أيار 2019، اتُهمت إيران بمهاجمة أربع سفن تجارية في المياه المحيطة بالفجيرة: سفينتان سعوديتان وبارجة ترفع علم الإمارات وناقلة نفط تابعة لشركة نرويجية لإدارة السفن. وتم تحليل الهجمات على أنها مثابة انتقام محتمل ووسيلة لكسب النفوذ في المحادثات المستقبلية حول برنامج إيران النووي والعقوبات المفروضة على البلاد. كما شهد العام 2019 أيضًا ضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ سيئة السمعة على منشأتي بقيق وخريص النفطيتين في المملكة العربية السعودية، والتي نفذها المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران. ورغم عدم إعلان الحكومة الإيرانية مسؤوليتها، إلا أن دقة الهجمات وقوتها التدميرية حملت كل بصمات الحرس الثوري الإيراني.

(…) ووقعت تلك الحوادث في ظل حكم الرئيس “الإصلاحي” حسن روحاني. أما اليوم فلدى إيران رئيس جديد، هو المتشدد إبراهيم رئيسي، الذي لا يوافق سلفه. وقد تعهد الرئيس الجديد بإزالة “العقوبات الاستبدادية” الأميركية وبعدم ربط إيران “اقتصاده بإرادة الأجانب”. أتى ذلك في سياق حملة رئيسي الانتخابية، التي اصطدمت بانخفاض نسبة إقبال الناخبين واستبعاد المنافسين وقمع واعتقال العديد من المتظاهرين، علماً أن الشعارات رنانة. ويربط البعض التوتر الجديد بمحاولة صرف الانتباه عن الاضطرابات الداخلية التي سببتها الانتخابات المثيرة للجدل”.

إشارة للحلفاء وللخصوم

“لكن هذه الهجمات في بحر العرب تتزامن أيضًا مع انطلاق أولى شحنات النفط الإيرانية من محطتها الجديدة في ميناء بندر جاسك في خليج عمان، جنوب ممر هرمز. ويقرأ بعض المحللين في الهجمات إشارة للحلفاء والخصوم على حد سواء بأن إيران لم تعد مرتبطة بالمضيق، لا استراتيجياً ولا اقتصادياً. لكن مضيق هرمز لن يفقد أهميته في أي وقت قريب. وتتمسك الولايات المتحدة، بصفتها أكبر مستهلك للنفط في العالم، بمصلحة راسخة في التدفق الحر للتجارة خارج المنطقة. وما زالت “عقيدة كارتر” التي أرساها الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر في كانون الثاني 1980، والتي تقضي باللجوء إلى القوة العسكرية من أجل الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة في الخليج قائمة. وبالتالي، لن توفر الولايات المتحدة أي حلول وأدوات، بما في ذلك القوة العسكرية، للدفاع عن مصالحها في الخليج. وفي حين أن الأسواق لم تهتز بعد، لن يبقى الحال سيان إذا استوجبت الإجراءات الإيرانية الإضافية أي إغلاق للمضيق”.

وفي ختام مقال “فوربز”، “لا يمكن السماح لإيران بالتعاطي مع السفن الأجنبية في مضيق هرمز على أنها بيادق في ألعابها الجيوسياسية. لذلك، يتوجب على المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، أن يوضح لإيران أنها غير قادرة على خوض هذه اللعبة”.

شارك المقال