مصر: رفح وتحديات السياسة الخارجية

حسناء بو حرفوش
مخيم خيام في رفح جنوبي قطاع غزة، شباط 2024. (رويترز)

تواجه مصر مخاطر عالية في ظل تصاعد التوترات على الحدود مع الأراضي الفلسطينية، حسب قراءة للمحلل الجيوسياسي جورجيو خافييرو. ووفقاً للقراءة، “من شأن الغزو الاسرائيلي المحتمل لمدينة رفح أن يعقد علاقات القاهرة الخارجية وخصوصاً مع الولايات المتحدة. وتواجه مصر بالفعل مخاطر كبيرة بالنظر إلى مدى زعزعة الاستقرار من غزة إلى شبه جزيرة سيناء، ولهذا تضاعف جهودها لإنهاء الحرب”.

سيناريوهان مرعبان

وتواجه مصر وفقاً للمحلل، سيناريوهين مرعبين حيث “قد يؤدي تدفق أعداد كبيرة من غزة إلى توسع المقاومة ضد إسرائيل لتشمل ضربات من الأراضي المصرية. أما السيناريو الثاني فهو الخوف من النظر إلى أي صفقة بقبول اللاجئين على أنها تسوية قد تتسبب في نكبة ثانية”.

وتتعرض مصر لتداعيات هائلة بالتوازي مع الأحداث المؤلمة في غزة وتستدعي “النظر في تحديات السياسة الخارجية الأخرى التي تواجهها القاهرة أيضاً. فقد أضر التوتر في البحر الأحمر بالاقتصاد المصري وترجم بشكل خسارة في إيرادات قناة السويس مع تغيير مسار السفن لتجنب المسطحات المائية تماماً. بالاضافة إلى ذلك، ليست أزمة رفح الأزمة الأمنية الحدودية الوحيدة التي يعاني منها المسؤولون المصريون. فمنذ أكتوبر/تشرين الأول، لعبت الديبلوماسية المصرية دوراً أساسياً في الجهود الرامية إلى تنفيذ وقف إطلاق النار، والتفاوض على تبادل الرهائن والأسرى، وتسليم المساعدات الانسانية إلى غزة. ونتيجة لذلك، ترى إدارة بايدن أن مصر أصبحت لا غنى عنها أكثر من أي وقت مضى.

ويتفهم البيت الأبيض مخاوف القاهرة وموقف بايدن حيث لا ينبغي لإسرائيل أن تشن هجوماً واسع النطاق على رفح من دون ضمان سلامة الفلسطينيين الذين يحتمون هناك. ومع ذلك، تدرك القاهرة بالطبع أن إدارة بايدن لا تملك سوى قدر كبير من السيطرة على الوضع. وإدراكاً لمدى النفوذ الذي تتمتع به واشنطن فعلياً على تل أبيب، تشعر مصر بالإحباط من رفض بايدن الضغط على إسرائيل بصورة أكبر. وفي هذا السياق، قال تشارلز دون، الديبلوماسي الأميركي السابق الذي خدم في القاهرة والقدس: إن دعم واشنطن [لمصر على هذه الجبهة] يقتصر على توضيح معارضتها لأي نقل واسع النطاق للاجئين، بصورة قسري أو غير قسرية، دائماً أو مؤقتاً.

أزمة البحر الأحمر

جانب آخر مهم من العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر وسط حرب غزة هو الأزمة الأمنية في البحر الأحمر. وانخفضت إيرادات قناة السويس اعتباراً من الشهر الماضي، بنسبة 40 إلى 50 بالمئة. وصرح جوردون غراي، سفير الولايات المتحدة السابق في تونس، أن مصر تمتلك حافزاً قوياً لمساعدة الجهود الأميركية لضمان حرية البحار، بالنظر إلى ما هو على المحك بالنسبة الى مصر في ما يتعلق برسوم قناة السويس وسط الهجمات البحرية الحوثية. ولكن مصر لم تنضم الى الهجمات التي يشنها الغرب. ومع ذلك، في نهاية المطاف، لا يزال التحالف بين الولايات المتحدة ومصر قوياً. لكن يجب على القاهرة التعامل مع هذه العلاقة بمزيد من الحذر نظراً الى دور واشنطن إلى جانب إسرائيل وعزلتها المتزايدة في العالم العربي الاسلامي”.

شارك المقال