لا مواعيد قريبة للودريان… تقارب فرنسي – قطري والحسم أميركي

محمد شمس الدين

حضر الموفد الأميركي آموس هوكشتاين الى بيروت فيما لا يزال المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان غائباً عن المشهد اللبناني منذ فترة طويلة، وكان يفترض أن يحط في شباط الماضي ولكن حتى الساعة لا موعد ولا حتى زمن محتمل لقدومه، ما يعني أن الملف الرئاسي مجمد إلى مدى غير منظور.

جرت العادة في الفترة الأخيرة أن تتبع زيارة هوكشتاين، زيارة الموفد القطري والموفد الفرنسي ويحل أخيراً وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبد اللهيان، ولكن يبدو أن الأمر مختلف هذه المرة، بحيث أن لا مواعيد محددة للموفدين غير هوكشتاين، فهل تحاول الولايات المتحدة حسم الملف اللبناني وحدها؟

أوساط مطلعة على أجواء الاليزيه أشارت لموقع “لبنان الكبير” إلى أن “لودريان كان سيزور لبنان في شباط الماضي، إلا أنه لم يلمس أي تغيير في مواقف الأطراف اللبنانية يسمح له بتحقيق خرق ما، وبالتالي هو لن يقدم على زيارة لا معنى لها”.

أما عن الخلافات الأميركية – الفرنسية، فشبّهتها الأوساط إلى حد كبير بالخلاف اللبناني – السوري في زمن الوصاية، “عندما كان لبنان يرضخ للارادة السورية، وبالتالي سترضخ فرنسا للارادة الأميركية في نهاية الأمر”.

وكشفت أن تقارباً فرنسياً – قطرياً حصل في الفترة الأخيرة، وقد يترجم لاحقاً في الوسط اللبناني، ولكن “الكلمة الأخيرة ستكون للولايات المتحدة في الملف اللبناني”.

أما من جهة القوى المعنية، إن كان لبنان الرسمي أو “حزب الله”، فهي تعتبر أن لفرنسا هامشاً صغيراً تستطيع التحرك فيه، إلا أنها لا يمكنها أن تحسم، بل ان الورقة الفرنسية التي قدمها الاليزيه منذ فترة تعتبر هزيلة مقارنة بما حمله معه هوكشتاين، بحيث اكتفت فرنسا بالدوران حول الاستحقاقات بينما كلام الاميركيين كان واقعياً أكثر، بل تطرق إلى صلب الموضوع ونقاط الخلاف، ولم يكتفِ بالهوامش بل دخل في التفاصيل وما يمكن تحقيقه بشأن النقاط الخلافية.

وفيما كانت أولوية هوكشتاين في اللقاء مع المسؤولين هي التهدئة على الحدود، أكدت مصادر معارضة التقت الموفد الأميركي لـ “لبنان الكبير” أنه تحدث معهم في الشأن الرئاسي، إلا أنها رفضت الكشف عن مضمون الحديث وشكله، من منطلق أن “المجالس بالأمانات”. وأُفيد أن لقاء المعارضة مع هوكشتاين كان بطلب منها، كون لقاءاته لطالما اقتصرت على فريق “الممانعة”، فحرصت أميركا على ارساء جو ايجابي مع المعارضين، مؤكدة أنها معترفة بوجودهم ودورهم في المشهد اللبناني، وأن لقاءات موفدها هوكشتاين مع “الممانعة” ليست لابرام صفقة معها وحدها، إنما لأنها قوى الأمر الواقع على الحدود.

إلا أن بعض أركان المعارضة يتخوف من أن يبرم فريق “الممانعة” صفقة مع الولايات المتحدة على حساب لبنان، لاسيما أنها لم تكترث يوماً للارادات عند الشعوب، وجل ما يهمها مصالحها.

شارك المقال