هوكشتاين أبلغ لبنان إكتفاء اسرائيل بتراجع وحدة “الرضوان”

زياد سامي عيتاني

الزيارة الثالثة للموفد الأميركي كبير مستشاري البيت الأبيض لشؤون أمن الطاقة آموس هوكشتاين الى بيروت وتل أبيب بعد إندلاع المواجهات بين “حزب الله” والعدو الاسرائيلي، إستقطبت الأنظار، بعد فشل كل المساعي الديبلوماسية لتهدئة الأوضاع، خصوصاً وأنها تزامنت مع التهديدات الاسرائيلية بشن هجوم بري مطلع الربيع المقبل. وهذا ما حدا بالمسؤولين اللبنانيين إلى إنتظار ما سيحمله هوكشتاين من إقتراحات جديدة، لتكريس هدنة في الجنوب بالتزامن مع المباحثات القائمة لإنجاز “هدنة رمضان” في غزة.

وبالفعل لمس المسؤولون اللبنانيون الذي إلتقاهم المبعوث الأميركي إصراراً لدى الادارة الأميركية على انجاح الجهود الديبلوماسية لتثبيت الهدنة، تمهيداً للشروع في عملية مفاوضات شاملة على خطين:

-الخط الأول للتوصل إلى تفاهم بشأن الحدود الجنوبية، يفضي إلى إستقرار دائم.

-الخط الثاني لاجراء مباحثات جدية بهدف إنضاج ظروف إنتخاب رئيس للجمهورية، ليكون مواكباً للتطورات المرتقبة.

وهذا ما دفع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الى الاعلان أن “محادثات غير مباشرة لوقف الأعمال القتالية على حدود لبنان مع إسرائيل ستبدأ خلال شهر رمضان الأسبوع المقبل”، كاشفاً أن رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي يفاوض بالأصالة عن نفسه وبالنيابة عن “حزب الله”، يدرس اقتراحاً “شفهياً” طرحه هوكشتاين، ما يؤكد عدم وجود خطة مكتوبة. وما لم يتم الكشف عنه لبنانياً حول ما حملته “سلة” هوكشتاين، كشف عنه المحلل العسكري عاموس هارئيل في تحليل بصحيفة “هآرتس” الاسرائيلية، بما أسماه تفاصيل ما قال إنه مقترح اتفاق أعده المبعوث الرئاسي الأميركي لوقف إطلاق نار بين إسرائيل و”حزب الله”، على أن يطرح في حال التوصل إلى وقف القتال في قطاع غزة (من دون أن يكشف عن مصادره). وقال هارئيل: “إذا حدثت معجزة، وتم التوصل إلى اتفاق في الجنوب (غزة)، ستبدأ الادارة الأميركية بالعمل الاضافي في الشمال (لبنان)، وسيقدم مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن إلى الطرفين (إسرائيل وحزب الله) مقترحاً تمت كتابته بالفعل”. وتابع هارئيل: “يبدو أن المقترح الأميركي يدعو إلى انسحاب وحدة الرضوان الخاصة التابعة لحزب الله خارج نطاق الصواريخ المضادة للدبابات، وليس انسحاب جميع أفراد حزب الله من المنطقة (الجنوب اللبناني)، والذين يعيش الكثير منهم في القرى الحدودية”.

يتضح مما كشفه المحلل العسكري الاسرائيلي، تراجع سقف المطالب الاسرائيلية المرتفعة، من خلال التخلي عن المنطقة العازلة وتراجع “حزب الله” بالكامل الى جنوب الليطاني، وبالتالي فإن التهديدات بالخرق البري التي أطلقها في الآونة الاخيرة كبار المسؤولين الاسرائيليين، لا تعدو كونها مواقف “شعبوية” تحاكي سكان الشمال الاسرائيلي الذين غادروا منازلهم منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، فضلاً عن محاولات لتعزيز الشروط التفاوضية. إذا صحت هذه المعلومات، فإن ذلك يعني أن إسرائيل إقتنعت بأن ما يطرحه هوكشتاين هو المقترح الأفضل المطروح على الطاولة بالنظر إلى البدائل.

شارك المقال