ما الفرق بين نتنياهو وغانتس؟

محمد شمس الدين

تضرب الخلافات الكيان الاسرائيلي، ويصعد نجم الوزير في الحكومة بيني غانتس، على حساب رئيسها بنيامين نتنياهو، فيما يشتد الخلاف بين رئاسة الوزراء الاسرائيلية والرئاسة الأميركية لأول مرة من نوعه في التاريخ، والأمر ليس متعلقاً بالحرب القائمة في غزة وحسب، بل سبقتها مقاطعة الرئيس جو بايدن لنتنياهو نحو 9 أشهر، ولم يدعه الى زيارة واشنطن منذ عودته إلى رئاسة الحكومة، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ العلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل. في المقابل، دعت ادارة بايدن غانتس الى زيارة واشنطن ما أغضب نتنياهو، بالتزامن مع ارتفاع نسب تأييده في الداخل الاسرائيلي ليصبح الأكثر شعبية. بناء على كل هذا ما الفرق بين غانتس ونتنياهو بالنسبة الى الولايات المتحدة والقضية الفلسطينية؟

الباحث في الاتصال السياسي د. علي أحمد أشار في حديث لموقع “لبنان الكبير” إلى أن “أميركا واسرائيل متفقتان على الأهداف كإزالة التهديد وانهاء حماس، والخلاف هو على التكتيك، وذلك يعود إلى أن نتنياهو لم يكن الشخصية المحببة لادارة بايدن، وفي المقابل نتنياهو يفضل ادارة (دونالد) ترامب، التي لا تلزمه بالقضايا مثل حل الدولتين التي تعتبرها ادارة بايدن الحل الوحيد للصراع، ومن الأساس لم تكن هناك كيمياء بين الرجلين، على الرغم من أن المصالح تجمعهما، ولكن بايدن يفضل شخصية غير نتنياهو لتدير اسرائيل، وقد سجلت سابقة في تاريخ العلاقات بين الكيان وأميركا، بحيث لم يتحدث بايدن مع نتنياهو لأشهر عدة منذ انتخابه”.

واعتبر أحمد أن الأميركيين استشعروا أن “التمايز الذي كان يمكن السكوت عنه أصبح مزعجاً لهم، وينبغي لعب الأوراق لتغيير نتنياهو، والعودة الى تكتيكات تتواءم مع الأجندة الأميركية، والأخير في المقابل يفهم اللعبة، ولذلك هو يلعب لعبة شراء الوقت، بانتظار دخول الادارة الأميركية في انتخابات الرئاسة، ما يؤدي الى تخفيف الضغط، علماً أن الاثنين غير مختلفين على الأهداف”.

أما الباحث والكاتب السياسي د. ميشال الشماعي فرأى أن “العقل الصهيوني اليهودي، بغض النظر عن الاسم، مخططه واضح، وهو تدمير مقومات بناء دولة مستقلة، سيدة وحرة اسمها فلسطين، هذا المشروع واضح لديهم، وهم يحاولون ضرب نتاج عمل المقاومة الفلسطينية، وكذلك ما توصلت اليه قمة بيروت عام 2002، أي حل الدولتين، هم يحاولون ضربه من جذوره، ويجب علينا أن نعرف أنه إن كان غانتس أو نتنياهو لا فرق من حيث المشروع الذين ينتهجونه، فغزة اليوم تحولت إلى أرض غير قابلة للحياة، وكلما طالت الحرب أكثر كلما يستفيدون من تدمير مقومات الحياة لانشاء دولة فلسطينية ولا فرق بين غانتس أو نتنياهو أو شخص ثالث في هذه الأهداف”.

ونقلت وسائل اعلام عن غانتس تعبيره عن صدمته حين اكتشف خلال جولته في واشنطن أن ادارة بايدن لا تسعى الى تغيير نتنياهو، بل تريد خروج الوزيرين المتطرفين ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، وحلول معارضين بدلاً عنهما، أبرزهم يائير لابيد، وإن صحت هذه الاجواء يعني ذلك أن ادارة بايدن تحاول فقط الضغط على تل أبيب، وليس في أجنداتها مصلحة الفلسطينيين.

شارك المقال