إسرائيل وسيناريوهات رمضان

حسناء بو حرفوش

عشية شهر رمضان المبارك، تكثر التساؤلات حول السيناريوهات المحتملة في الأراضي المحتلة. فكيف هي من منظور الاسرائيليين؟ الاجابة حسب المحلل الاسرائيلي المتخصص في الشؤون الأمنية، يعقوب لابين، متشعبة وترتبط بمقدار الدعم المتوافر للمقاتلين في غزة وبقدرة إسرائيل على ضبط الوضع في الضفة الغربية.

ووفقاً للابين، تتوقع إسرائيل “أن تجد حماس في رمضان فرصة لإشعال العنف في الضفة الغربية ومن المرجح أن تحاول الحركة استثمار البعد الديني لدعوة الجماهير الفلسطينية الى اللتجمع تحت شعار طوفان الأقصى. وتأمل الحركة أن يخرج مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى الشوارع. ولذلك، يستعد الجيش الاسرائيلي من خلال زيادة أعداد الكتائب العاملة على الأرض. وانشغل جهاز الأمن العام الاسرائيلي (الشاباك) والجيش الاسرائيلي وشرطة الحدود في الفترة الأخيرة بعدد كبير من المداهمات الأمنية والاعتقالات. كما أشار مصدر أمني إسرائيلي أيضاً إلى أن التعاطي لا ينحصر بجيل الحرب وإنما مع جيل فلسطيني جديد من الشباب، يشعر بالغربة عن كل شيء، سواء من إسرائيل أو السلطة الفلسطينية”.

تدفق السلاح

ويرى جيش الاحتلال وفقاً للتحليل الاسرائيلي خطراً آخر في تدفق الأسلحة “إلى الضفة في الغالب من الحدود الأردنية، بالاضافة إلى الأسلحة التي صودرت من قواعد الجيش الاسرائيلي، وتلك التي أنتجت في ورش فلسطينية محلية. بالاضافة إلى ذلك، تحاول حماس والجهاد الاسلامي الفلسطيني التنسيق مع الخارج، على الرغم من إعاقة الجهود بصورة كبيرة بسبب العمليات الاسرائيلية في غزة. وتستثمر إيران الأموال لإيصال الأسلحة كما تحاول المساعدة في توجيه الهجمات وتنفيذها، إلى جانب مقاتلي حماس والجهاد الاسلامي. وحسب مصدر أمني إسرائيلي، تم خلال الأشهر الستة الماضية الاستيلاء على أسلحة مصدرها المحور الشيعي”. 

الخوف من الذئاب المنفردة وأوكار الدبابير

كما تخشى إسرائيل من زيادة نشاط خلايا “الذئاب المنفردة” أي الأفراد الذين يهاجمون بالسكاكين أو أسلحة أخرى في ظل تصاعد التوتر بين الجمهور الفلسطيني والمشاهد في غزة والتوترات الموجودة في الأصل قبل الحرب الحالية. وهذا ما يبرر “مضاعفة المداهمات الليلية في الخليل وبيت لحم والضفة”. ويقدر الجيش الاسرائيلي عدد هذه الخلايا بـ250 في الضفة الغربية. كما تخشى إسرائيل ما يسميه المحلل “أوكار الدبابير” المحلية المدعومة من الخارج والذين يعملون وحدهم من دون تنسيق مع الداعمين. وتبني هذه الأوكار غرف قيادة المراقبة وتزرع المتفجرات تحت الطرق في مناطق مليئة بالأسلحة والمتفجرات. “وفي مثل هذه الأماكن، غالباً ما يظهر التسلسل الهرمي، حيث يتولى القائد المسؤولية ويبني قدرات أكبر. وتعد مجموعة عرين الأسود في نابلس حسب القراءة الاسرائيلية، مثالاً على هذا النوع من التهديد. وفي جنين، تطلق المجموعة على نفسها اسم أبناء المخيم”.

تغييرات قانونية

واعتقل الجيش الاسرائيلي 3400 شخص في الضفة وفقاً للتحليل كما قام بتغييرات قانونية تمكنه من اعتقال من يصنفهم كـ “محرضين على العنف الجهادي ضد الاسرائيليين عبر الانترنت بسهولة أكبر، بدعم من وحدة استخبارات متخصصة تتعقب مثل هذه الأنشطة. ويسعى الجيش الاسرائيلي الى التركيز على اكتشاف شبكات التحريض قبل رمضان”. ومع ذلك، “هو يجد أن الغارات الأمنية الهجومية هي في نهاية المطاف الأكثر فاعلية”.

التركيز على لبنان وغزة

ويشدد التحليل أخيراً على أن الهدف من السيناريوهات المدروسة “منع تصعيد الوضع الأمني محلياً للسماح بالتركيز على القتال في غزة ولبنان وتحقيق نتائج مهمة”، تماشياً مع ما كان رئيس أركان الجيش الاسرائيلي، هرتسي هاليفي قد أعلنه بداية آذار. ولهذه الغاية يضاعف الجيش الاسرائيلي من استثماره في البرامج المخصصة لجنود الاحتياط”.

شارك المقال