تشاؤم 15 آذار: لا حرب شاملة بل خط تصعيد 10 كيلومترات

محمد شمس الدين

يدور الحديث في الأروقة الديبلوماسية الأوروبية عن مهلة حتى 15 آذار قبل أن تشن اسرائيل حرباً شاملة على لبنان، وهو أمر تحدثت عنه وسائل إعلامية مقربة من “حزب الله”، وكذلك علّق عليه نائب الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم مهدداً بكسر أرجل الاسرائيلي ومن معه في حال أقدم على ذلك، بينما يبدو أن الادارة الأميركية فقدت الأمل بتحقيق هدنة في شهر رمضان.

وسبق كل ذلك تغريدة منذ نحو أسبوعين لرئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” السابق وليد جنبلاط اقتبس فيها من مسرحية الكاتب الشهير ويليام شكسبير عن القيصر الروماني الشهير يوليوس قيصر، الذي حذرته عرافة من منتصف آذار، فكتب جنبلاط تحذير العرافة”Beware the idles of march”، وهو فعلاً اليوم الذي اغتيل فيه القيصر سنة 44 قبل الميلاد، ومنذ ذلك الوقت أصبح 15 آذار يوم شؤم في الحضارة الرومانية، واشتهرت عبارة التحذير حوله، فهل يكون تشاؤم جنبلاط في محله؟ وهل سيشهد لبنان حرباً شاملة بعد انتهاء المهلة التي تتحدث عنها الأروقة الأوروبية؟

لا شك في أن توجه الولايات المتحدة الى انشاء ميناء عائم من أجل تمرير المساعدات عبره للغزاويين هو دلالة واضحة على الخلاف أو التباين بين إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، وفق ما أشار مصدر مطلع على الأجواء الديبلوماسية في الاتحاد الأوروبي ومجلس الأمن لموقع “لبنان الكبير”، معتبراً أن هناك “ازدواجية بين حديث الادارة الأميركية وأفعالها، بحيث تقدم الدعم الشامل لاسرائيل من العدة والعتاد بينما تقول انها تريد وقف الحرب وتقدم مساعدات انسانية للفلسطينيين، ما يعني أن كل هدف بايدن هو محاولة كسب الأصوات الاسلامية والهيسبانية والافريقية – الأميركية التي تتعاطف مع الفلسطينيين وقضيتهم، وتهدد أصواتهم بصورة كبيرة فرص بايدن بولاية رئاسية ثانية”.

إلا أن كل ذلك لا يعني أن اسرائيل ستشن حرباً وفق ما رأى المصدر، “نعم الاسرائيليون أبلغوا الأوروبيين بتهديداتهم ومهلهم ولكن هذا يمكن وضعه في إطار الضغط على لبنان وحزب الله تحديداً كي ينفذ الطلبات الاسرائيلية القاضية بابتعاده عن الحدود، فحتى الادارات الأوروبية تعلم كم هو امتداد المحور الذي ينتمي إليه حزب الله، وقد شهدنا في الأيام الأخيرة، تصعيداً من جبهاته المتنوعة، لا سيما من جهة البحر الأحمر والعراق، ولعل هذا الأمر هو رد على التهويل بـ 15 آذار، وتشك دوائر القرار الدولية بشن اسرائيل حرباً شاملة على لبنان، بسبب الامتداد الكبير للحزب ومحوره، وتجهيزه لسنوات طويلة لأي حرب محتملة، ليس مع اسرائيل وحسب، بل حتى مع أميركا، على خلفية التوتر الايراني – الأميركي، وبالتالي سيكون الوضع على الحدود تحت قاعدة Horizontal management escalation، أي تصعيد مقابل تصعيد، من دون الوصول إلى الحرب الشاملة”.

إلى ذلك، تحدثت مصادر ديبلوماسية مطلعة لوسائل الاعلام عن استبعادها اندلاع حرب شاملة بين لبنان واسرائيل، معتبرة أنه سيكون هناك خط تصعيد بحوالي 10 كيلومترات داخل الحدود اللبنانية يقابله 10 داخل الشمال الفلسطيني المحتل مع تسجيل خروق بين الحين والآخر كما حصل سابقاً.

شارك المقال