جهود لتسريع مفاوضات التهدئة واسرائيل و”حماس” تتبادلان الاتهامات

لبنان الكبير

بعد فشل مفاوضات التهدئة، اتهمت إسرائيل “حماس” بـ”التشبّث بمواقفها وعدم إبداء اهتمام بالتوصل الى اتفاق وبالسعي إلى إشعال المنطقة خلال رمضان”، فيما حمّل رئيس المكتب السياسي لـ “حماس” اسماعيل هنية إسرائيل مسؤولية الفشل في كلمة ألقاها لمناسبة حلول رمضان.

وقال هنية: “أي اتفاق يجب أن يكون شاملاً وبضمانات دولية… إذا تسلّمنا من الإخوة الوسطاء موقفاً واضحاً من الاحتلال بالتزامه الانسحاب ووقف العدوان وعودة النازحين، فنحن جاهزون لاستكمال حلقات الاتفاق وأن نبدي مرونة في قضية التبادل”.

وأوضح مصدر مطلّع على المفاوضات التي تشارك فيها الولايات المتحدة ومصر وقطر كجهات وسيطة، أن “الجهود الديبلوماسية سيتم تسريعها في الأيام العشرة المقبلة” بهدف محاولة التوصل إلى اتفاق خلال النصف الأول من رمضان.

وعلى الرغم من تكرار الدعوات إلى وقف الحرب، ما زالت إسرائيل تتمسك بخطتها لاجتياح مدينة رفح الجنوبية حيث يعيش 1,5 مليون من النازحين في ظروف كارثية.

وقال عوني الكيال (50 عاماً) النازح في رفح لوكالة “فرانس برس”: “بدأ رمضان حزيناً ومتشحاً بالسواد وطعم الموت والدم وأصوات الانفجارات والقصف. سمعت صوت المسحراتي وهو شاب متطوّع يجول بين الخيم واستيقظت في خيمتي البسيطة وصرت أبكي على حالنا”.

أضاف: “فجأة سمعت دوي القصف. ضربوا بيتاً بحي الجنينة، ورأيت سيارات الاسعاف تنقل شهداء وجرحى”.

وأكد أن “الاحتلال لا يريد لنا أي فرحة برمضان. لا نملك أي طعام للفطور. زوجتي قدّمت للأولاد بعض الجبنة والفول من المساعدات التي تصلنا وهي قليلة، وخبزاً قديماً. لم نجد حتى شاياً لنعدّه لهم”.

“لا شيء على الفطور”

وفيما يخيّم شبح المجاعة الوشيكة على القطاع المحاصر الذي يعاني معظم سكانه من نقص الماء والطعام والوقود، وفق الأمم المتحدة ومقاطع فيديو وروايات يومية من القطاع المدمّر، أعلنت وزارة الصحة التابعة لـ “حماس” أن عدد الذين توفوا نتيجة “سوء التغذية والجفاف” ارتفع الى 25.

وأشار المتحدث باسم وزارة الصحة أشرف القدرة اليوم الاثنين الى أن “عشرات الأطفال يتوفون أسبوعياً بسبب سوء التغذية والجفاف من دون أن يصلوا المستشفيات”.

وقال جمال الخطيب في رفح: “لا يوجد أصلاً طعام، فكيف سنفطر في رمضان؟ كيف سنفرح ولا مأوى ولا كهرباء ولا ماء والأسوأ لا شيء على مائدة السحور أو الفطور في خيام النازحين المنكوبين”.

في الأثناء، تشارك دول عربية وغربية كل يوم تقريباً منذ أسابيع بإلقاء طرود غذائية ومساعدات طبية على قطاع غزة بالمظلات. الا أن الأمم المتحدة ترى أنّ عمليّات إلقاء المساعدات جوّاً وإرسال المساعدات من طريق البحر، لا يمكن أن تحلّ محلّ الطريق البرّي.

لكن إضافة إلى شحّ المساعدات وقلة عدد القوافل التي تسمح لها إسرائيل بالعبور، يبقى تسليم المساعدات وإيصالها لمن هم بأمسّ الحاجة إليها تحدياً هائلاً في ظل المعارك والقصف الاسرائيلي المستمر.

وتحذّر الأمم المتحدة من أن 2,2 مليون شخص من سكّان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون، مهدّدون بالمجاعة.

وفي إطار الممرّ البحري الانساني الذي يعمل الاتحاد الأوروبي على تجهيزه بمساندة بعض الدول العربية، ما زالت أوّل سفينة محمّلة بالمساعدات تنتظر في قبرص، مع توقع مغادرتها في أي وقت.

شارك المقال