إسرائيل تستعد لوجيستياً للحرب الكبرى مع “الحزب”

زياد سامي عيتاني

مع تنامي “الحرب المصغرة” بين العدو الاسرائيلي و”حزب الله” على طول الحدود بين لبنان وفلسطين المحتلة، تتزايد عوامل الإنجرار إلى حرب واسعة، بعدما هدد أكثر من مسؤول إسرائيلي باجتياح لبنان في حال لم ينسحب الحزب من الحدود مع شمال إسرائيل. وتأتي هذه التطورات التصعيدية في وقت تسعى فيه الولايات المتحدة عبر مبعوثها الخاص آموس هوكشتاين إلى منع الحرب، وسط مخاوف من اتساع نطاقها في المنطقة بشكل لا يمكن محاصرتها.

وكانت القناة الـ13 الاسرائيلية كشفت أن رئيس هيئة الأركان هرتسي هاليفي أوعز بإعداد خطط لعملية برية ممكنة في لبنان واستخلاص الدروس من حرب غزة، وكلف معد خطط العملية البرية في قطاع غزة الجنرال تشيكو تامير بالتخطيط لهذه العملية. وذكر موقع “وينت” العبري أن الجيش الاسرائيلي أدرك في الأشهر الأربعة الأخيرة أن ترسانة أسلحة “حزب الله” تضم أيضاً العديد من الصواريخ الدقيقة، بعضها ذو مسار مسطح مثل الصواريخ المتقدمة والبعيدة المدى المضادة للدبابات، والتي يصل مداها إلى حوالي 10 كيلومترات من المنطقة الحدودية إلى قمة جبل ميرون، كما أن بعضها لا يحتاج إلى خط رؤية متواصل بين منصة الاطلاق والهدف، وقد تمكنت صواريخ “حزب الله” الدقيقة من تجاوز التلال والانفجار على أهداف بعيدة دقيقة في كريات شمونة ومحيطها.

لذلك، تعمل إسرائيل على تجهيز نفسها لوجيستياً وعسكرياً لهذه الحرب. ولهذه الغاية، كان قائد القيادة الشمالية للجيش الاسرائيلي اللواء أوري غوردين التقى السبت المنسقين الأمنيين لمحليتي ماتا أشر ومعاليه يوسف الاقليميتين في الشمال، وقال لهم: “إننا نعد خطط طوارئ لشن هجوم في لبنان. والتزامنا هو تغيير الوضع الأمني حتى يتسنى للسكان العودة إلى ديارهم”.

وأفاد موقع “واينت” أن قيادة الجبهة الداخلية تجهز ملاجئ للمدنيين في مواقف السيارات تحت الأرض في حال نشوب حرب شاملة مع “حزب الله”، مضيفاً أنه تم التزود بنحو 80 ألف صندوق من المواد الغذائية والأسرة. كما نقل عن قائد قيادة المنطقة الشمالية أنه تم إعداد خطط طوارئ لشن هجوم في لبنان. وذكر الموقع أن قيادة الجبهة الداخلية استغلت الأسابيع القليلة الماضية للترويج لبرنامج طوارئ لإنشاء ملاجئ للسكان الذين يعيشون في المباني القديمة التي لا تحتوي على مساحة محمية وحيث يكون وقت الوصول إلى ملجأ عام أطول من وقت التحذير من قدوم الصاروخ، وهو حوالي دقيقة واحدة في المتوسط في مدن مثل حيفا.

وبحسب الخطة التي تمت صياغتها ووضعها في الميزانية في الشهرين الأخيرين، أنشئت عشرات الملاجئ الجماعية، خصوصاً في مواقف السيارات تحت الأرض، والتي سيوجه السكان الذين ليست لديهم حماية إليها، وسيبقون هناك لفترات قصيرة نسبياً، من بضع ساعات إلى بضعة أيام، حسب الحاجة. وأكملت مؤسسة الدفاع عملية شراء كبيرة تضمنت مناقصات لتوفير الحلول اللوجيستية لوضع الخطة إذا دخلت حيز التنفيذ في وقت قصير مع اندلاع الحرب ضد “حزب الله”. ومن بين هذه الخدمات اللوجيستية خدمات التنظيف لهذه المجمعات وآلاف الطرود من المواد الغذائية والمياه غير القابلة للتلف. وفي سيناريو الحرب الشاملة، ستشرف قيادة الجبهة الداخلية أيضاً على نقل المواطنين، بما في ذلك كبار السن والمعوقون. وقامت بوضع مواصفات هندسية كجزء من الخطة التي تحدد كيف يمكن لأي موقف للسيارات تحت الأرض أن يكون جزءاً من ملجأ جماعي. ويقول الجيش الاسرائيلي أيضاً ان معلومات حول الملاجئ ستوفر للمواطنين، الذين سيقررون بعد ذلك ما إذا كانوا يرغبون في الانتقال إليها.

إزاء تزايد مخاطر وقوع الحرب الشاملة على الحدود الجنوبية للبنان، ووسط كل الاستعدادات اللوجيستية التي قام ويقوم بها العدو الاسرائيلي لحماية مواطنيه على حدوده الشمالية، يبقى السؤال المركزي: “من سيؤمن الحماية ومقومات الصمود للمواطنين اللبنانيين القاطنين في الجنوب؟”.

شارك المقال