أجندة هوكشتاين

لينا دوغان
لينا دوغان

لا يريد آموس هوكشتاين أن تكون الساحة اللبنانية ساحة رد على الرغم مما تتعرض له قرى الجنوب من اعتداءات إسرائيلية، وهو بزيارته الأخيرة يكون قد وضع هذه النقاط بيد من التقاهم، لكنه في الوقت نفسه رمى تصريحاً رآه كثيرون خطيراً، وهو أن وقف الحرب في غزة لا يعني توقفها في لبنان، الا أن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، المقرب جداً من هوكشتاين، شرح فكرة الأخير بالتفصيل عندما قال: “صحيح ما سمعناه من هوكشتاين، لكن توقف الحرب في غزة لا يعني توقفها تلقائياً في لبنان، (وهنا النقطة المهمة) من دون تطبيق الحل السياسي الديبلوماسي الذي يسمح بالتفاهم على كيفية التوصل إلى الاستقرار”. وبرأي بو صعب هذا هو السبب الذي جاء من أجله هذه المرة، وبالتالي هو لم يقل إن الحرب ستتواصل في لبنان عند توقفها في غزة.

وتابع بو صعب: “خلال اجتماعي به تأكدت من أن هذا هو جو أفكاره وروحيتها”.

وفي دردشة لـ “لبنان الكبير” مع الباحث العسكري والاستراتيجي العميد الياس حنا، اعتبر أن لهوكشتاين عدة أدوار، فهو عرّاب الترسيم البحري، وصاحب اقتراح الترسيم البري، والى جانب هذه المبادرة يقترح ترتيبات معينة على الحدود تقول بانسحاب “حزب الله” الى حدود معينة.

أضاف العميد حنا: “هوكشتاين يعمل على المستوى الاستراتيجي وهو من ضمن منظومة الرئيس الأميركي جو بايدن التي تعمل في المنطقة، ودوره هو تسويق مقترح ما خلال لقائه بكل الأطراف اللبنانية تقريباً، التي بات يعرفها جيداً كمعرفته ببلدها لبنان”.

العميد حنا شرح بالتفصيل لموقع “لبنان الكبير”، كيفية التحضير لمقترح معين عند وقوع المواجهة، وهو ما يسوّق له هوكشتاين بين لبنان وإسرائيل، فرأى أنه حين ينشأ وضع معين مثلما يجري في جنوب لبنان، يتم الاعداد له برضا الأطراف، وهذا النظام المقترح تكون لديه قواعد وسلوكيات معترف بها ومتفق عليها من الطرفين، والهدف منها هو خفض التصعيد. هذا المقترح يكون مكتوباً وعندما تنتفي الحاجة التي أوجدته يسقط مثل تفاهم نيسان الذي وُضع في ظرف معين ثم عاد وسقط. حتى الخط الأزرق اعتبره العميد من ضمن هذه العملية تم الترتيب له لكنه لا يُعد نهائياً.

في قراءة للمرحلة وما الذي يمكن أن يحدث خلال الفترة القادمة من حرب غزة أو حتى ما يجري على الحدود الجنوبية، أكد العميد حنا أن الموضوع مرتبط بكيفية إيجاد حل، وهذا الحل وتحديداً النهائي، لا يمكن الا أن يكون جيو-سياسياً على المستوى الايراني والأميركي والاسرائيلي، وهوكشتاين مهمته استراتيجية يعمل على ضبط ايقاع الوضع من ضمن الحل النهائي، فهو يسعى الى نزع فتيل الأزمة عندما تحتدم الأمور، والحل يمكن أن يكون مما طرحه وقدمه معدلاً، ولكن القرار أعلى منه.

وفي ما خص القرار الجيو-سياسي الحربي، باختصار أضاف حنا، أميركا لا تريد، ايران لا تريد، إسرائيل تهوّل بالحرب بهدف الردع لكن من دون القدرة على حرب بالتزامن مع ما يجري في غزة. اما “حزب الله” فقرار الحرب الشاملة عنده بيد ايران، وما قام به حتى الآن هو إشغال إسرائيل خلال حربها على غزة، عبر أهدافه الثلاثة: أولاً وحدة الساحات والتي عمل عليها عبر توزيع الأدوار بين جنوب لبنان واليمن والعراق، ثانياً الخطاب الذي يحمل فكرة محورية وأساسية تتحدث عن ضرورة تدمير إسرائيل، ثالثاً الخطة التي يقوم بها على الحدود ويحاول فيها عرض قدراته في مواجهة اسرائيل ولأنه لا يريد أن يكون الهدف بعد غزة، فإن ما يقوم به هو ردع وليس فتح جبهة.

سيكون لآموس هوكشتاين وغيره الكثير من الصولات والجولات خلال الفترة المقبلة، حتى يتمكن من يتحكمون بالقرار الأخير من الوصول الى اتفاق يمكّنهم من اتخاذه.

شارك المقال