هلال بعبدا لن يطل مع رمضان

محمد شمس الدين

هلَّ هلال رمضان، ولم يهل هلال الرئيس المصون المقبل من بعبدا، وعلى الرغم من أن نسبة التفاؤل بانتخاب رئيس للجمهورية في هذا الشهر ارتفعت مع مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني”، إلا أن هذه النسبة يمكن القول انها عادت وانخفضت الى ما تحت الصفر اليوم، بعد رد المعارضة على كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري، لا سيما “القوات اللبنانية”، التي هاجمته في بيان، مؤكدة رفضها لطرح توليه إدارة الحوار، وأن تكون الدعوة عبر الأمانة العامة لمجلس النواب، فهل يعيّد اللبنانيون من دون رئيس؟

لا رئيس في المدى المنظور لا في رمضان ولا بعده، وقد أصبح الأمر مرتبطاً حكماً بنهاية الحرب في غزة، وفق ما أشار مصدر سياسي مطلع على الأروقة السياسية لموقع “لبنان الكبير”، وقال: “كلهم يعرفون أن وقت الرئاسة لم يحن بعد، ولم تأتِ الاشارة بعد لانتخاب الرئيس. ما يجري اليوم هو الهاء الناس بالقشور عبر رفع سقوف عالية غير منطقية، فمن غير المنطقي أن يشدد الرئيس بري في هذا الوقت على تولي إدارة الحوار، على الرغم من أنه كان قد صرح سابقاً بعدم ممانعته أن يتولى الحوار أي شخص، ويلمح إلى نائب رئيس المجلس الياس بو صعب، وكذلك من غير المنطقي أن تتشدد القوات إلى هذه الدرجة في رفض أي فكرة حوار، لاسيما مع طرح حوار الـ 7 أيام، الذي كان يؤدي إلى جلسة بدورات مفتوحة، وبالتالي كلهم يدورون في حلقة من المزايدة والشعبوية إلى أن تأتي الاشارة الخارجية لحل عقدة الرئاسة”.

المبدأ نفسه يتحدث عنه من يدورون في فلك “حزب الله”، وأشار مصدر مطلع على أجواء الحزب، الى أن “الولايات المتحدة لم تعطِ إشارة بعد، وهي لا تضع الرئاسة في أولوياتها اليوم، وجل ما يهمها موضوع الحدود الجنوبية، وحتى قبل ذلك الملف الرئاسي اليوم يحل في اليوم الذي تقرر فيه أميركا أن يصبح للبنان رئيس، وهي البراغماتية التي يمكنها عقد صفقة تناسب جميع الأطراف ويخرج الجميع رابحين”.

وكان الرئيس بري حسم في حديث صحافي، السجال الدائر حول مَن يدعو الى الحوار ويتولى إدارته بتأكيده أن “الأمانة العامة للبرلمان هي مَن توجّه الدعوة الى الكتل النيابية للمشاركة في الحوار الذي سأترأسه شخصياً بلا شروط مسبقة”.

وردت الدائرة الاعلامية في “القوات اللبنانية” في بيان اعتبرت فيه أن “الرئيس بري قد أضاع، ويا للأسف، أكثر من سنة و4 أشهر حتى الآن بتعطيله الانتخابات الرئاسية، وهو يهدِّد بإصراره على حواره (البري) مبادرة تكتل الاعتدال الوطني التي تنص على التداعي والتشاور لجلسة واحدة وليس على الحوار المعلب مسبقاً بهدف إيصال الوزير السابق سليمان فرنجية إلى رئاسة الجمهورية، والمرفوض تحويله أيضاً إلى عرف يسبق كل استحقاق دستوري”.

أضافت: “مرتا مرتا تطرحين أموراً كثيرة يميناً وشمالاً، إنما المطلوب واحد: الدعوة إلى جلسة انتخابات رئاسية مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية”.

لقد ارتفع خلال فترة الفراغ، منسوب التفاؤل بانتخاب الرئيس، وانخفض عدة مرات، وفي كل مرة تكون الأسباب مختلفة، ولكن اليوم يبدو أن الجميع يريد انقشاع المشهد في المنطقة، قبل أن يقدم تنازلاً قد لا يكون مضطراً الى تقديمه إن كان المشهد لصالحه في الاقليم، وما على اللبنانيين إلا الانتظار.

شارك المقال