مأخذ قبرص على لبنان تقصيره في ضبط حدوده

محمد شمس الدين

يشكل لبنان محطة للعديد من المسؤولين الدوليين والاقليميين الذين يزورونه على مدار السنة، وفيما يتصدر المشهد الولايات المتحدة وايران والسعودية وفرنسا وقطر، إلا أن العديد أيضاً يزور لبنان ولا تلقى زيارته الاهتمام نفسه كدول أخرى، مثل وزير خارجية قبرص كونستانتينوس كوبوس الذي قام بجولة على المسؤولين شملت الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وقائد الجيش جوزيف عون، فما هدف هذه الجولة في هذا الوقت؟

يذكر أن قبرص ستكون أساسية في الممر البحري الانساني لقطاع غزة، وكذلك هي أحد أطراف الصراع على الغاز في المثلث الذي يضم اليها لبنان واسرائيل، وعلى الرغم من أن التفاوض معها لا يحتاج إلى وسطاء دول عظمى إلا أنها احتاجت الى تفاوض، بل اليوم البلدان في ظرف إعادة التفاوض لتصحيح بعض الأخطاء السابقة، التي حصلت في ملف الترسيم.

مصادر مطلعة على أجواء لقاءات الوزير القبرصي أوضحت في حديث لموقع “لبنان الكبير” أنه وضع المسؤولين اللبنانيين في أجواء التحضيرات للممر الانساني، ولكن هدف زيارته الأساس هو الهجرة غير الشرعية، بحيث تعتبر قبرص أن لبنان مقصر جداً في ضبط حدوده، لا سيما مع انفجار الحرب في الجنوب منذ 8 تشرين الأول.

وكانت الدولة القبرصية أبدت أسفها منذ نحو شهر، بسبب رفض لبنان تسلم 116 مهاجراً غير شرعي أنقذتهم السلطات القبرصية على بعد 30 ميلاً من شواطئها، وتعتبر نيقوسيا أن لبنان يخل بالاتفاقات الثنائية بين البلدين، حول ملف المهاجرين.

ودرجت خلال فترة الحرب الأهلية اللبنانية، فكرة “القبرصة” وذلك نسبة إلى التقسيم الذي حصل في قبرص بين شمال مسلم وجنوب مسيحي، على اعتبار أنه حل للأزمة اللبنانية في حينه، وقد عادت أفكار التقسيم مع الأزمات التي يعيشها البلد اليوم، لا سيما لجهة موضوع الحرب مع اسرائيل، والسلطة في الدولة، بينما يقوم آخرون بطرح خطط أقل حدة بالشكل كـ “منطقة منزوعة السلاح” في نطاق جغرافي معين، ولذلك يقول البعض انه يجب الانتباه إلى الزيارات القبرصية إلى لبنان، كون هذا البلد عاش ما يعيشه لبنان، بل بصورة مضاعفة، وقد يرى بعض أركان المجتمع الدولي أن هذا هو الحل للبنان، ولا يمكن للوحدويين المحليين أو حتى الاقليميين منع هذا “الحل المفترض” مع استمرار الأزمات والانقسام في البلد، وهو شبيه بصورة كبيرة بما حصل في قبرص قبل نحو نصف قرن من الزمن، ولكن في لبنان أكثر شدة نوعاً ما بحيث ينقسم البلد إلى محاور وليس محورين فقط.

شارك المقال