معركة رفح لن تنهي حرب غزة

حسناء بو حرفوش

في ظل إعلان مجلس الحرب الاسرائيلي إجماعه على بدء عملية عسكرية في رفح، تطرح علامات الاستفهام حول تبعات مثل هذا القرار على الأرض وعلى مستوى العلاقات الدولية والدعم الأميركي لاسرائيل. الكاتب أليك سميث سطر في قراءة بموقع GreyDynamics البريطاني المتخصص بالتحليلات السياسية، استحالة انتهاء حرب غزة حتى ولو بسط الجيش الاسرائيلي سلطته كاملة على رفح.

ووفقاً للتحليل، لا شك في أن الوضع في رفح يثير الكثير من المخاوف خصوصاً وأن “مدينة رفح بجنوب فلسطين كانت تستضيف ما قبل الحرب حوالي 152 ألف نسمة. ويبلغ هذا العدد الآن أكثر من 1.5 مليون. وبعد أن تم دفعها إلى الجنوب بسبب الحملات التي يشنها الجيش الاسرائيلي، أصبحت المدينة مكتظة باللاجئين، الذين بات تدفقهم واسع النطاق، لدرجة أنه يمكن رؤيته الآن من الفضاء. ويصر صنّاع القرار في تل أبيب على أن القوات الاسرائيلية ستقوم في نهاية المطاف بتطهير المدينة وصولاً حتى الحدود المصرية”.

الحرب في غزة هي كارثة إنسانية، مستمرة بالفعل، ومن المتوقع أن تتدهور بصورة كبيرة في رفح. بالاضافة إلى ذلك، لا بد من دراسة وتقويم الهجوم البري المتوقع وآثاره الانسانية. وبالمثل، لا بد من تقويم الرد المصري المحتمل وسبل فك الارتباط. ومن المحتمل أن يؤدي هجوم الجيش الاسرائيلي البري على رفح إلى سقوط عدد أكبر من الضحايا المدنيين مقارنة بجميع المناطق السكانية الرئيسية الأخرى في قطاع غزة مجتمعة.

لكن من الجهة المصرية، من غير المرجح أن تؤدي العمليات البرية في رفح إلى رد فعل مصري مسلح على غزة أو جنوب إسرائيل. وفي نهاية المطاف، وبغض النظر عما ستؤول إليه الأحوال، لن تؤدي السيطرة الاسرائيلية الكاملة على رفح إلى نهاية العمليات القتالية الاسرائيلية في قطاع غزة.

وكان مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان، قد أعلن الثلاثاء، أن الرئيس الأميركي جو بايدن “لن يدعم أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح لا تحمي المدنيين، وأن البيت الأبيض لم ير بعد خطة موثوقة لتنفيذ ذلك”. وهذا ما سلط عليه الضوء مقال في موقع “أكسيوس” الالكتروني الأميركي والذي نقل عن مسؤولين أميركيين تبعات أي عملية عسكرية إسرائيلية في رفح على موقف واشنطن. وتوقع ثلاثة من المسؤولين الذين لم يفصحوا عن هوياتهم أن اجتياح رفح “قد يؤدي في الغالب إلى تحول كبير في السياسة الأميركية وإلى تعارض في الخطوط الحمر ما بين بايدن ونتنياهو. وقد يترجم ذلك بتوقف واشنطن مثلاً عن الدفاع عن إسرائيل في الأمم المتحدة وتقييد استخدام الأسلحة الأميركية من الجيش الإسرائيلي في غزة. كما أن إدارة بايدن تتمسك بعدم السماح بحدوث أي عملية في رفح وهذا ما شكل موضوع مباحثات عدة داخل الادارة الأميركية في الأسابيع الأخيرة”.

وارتفعت حصيلة الضحايا في قطاع غزة إلى 31272 شخصاً، فضلاً عن إصابة 73024 شخصاً، منذ بداية الحرب في 7 تشرين الأول الماضي، وفقاً لأرقام وزارة الصحة التابعة لـ “حماس”.

شارك المقال