تأرجح احتمالات الحرب الشاملة… تشابه واختلاف مع تموز 2006

محمد شمس الدين

تتأرجح احتمالات الحرب الشاملة بين لبنان واسرائيل بين الفينة والأخرى، الأمر الذي حيّر الادارات الاقليمية والدولية، التي تسعى إلى تجنب توسع الحرب، لما قد يكون لها من تبعات غير محسوبة، إن كان في الشأن الداخلي اللبناني أو لجهة رسم المشهد الذي سترسو عليه المنطقة،. وهذه ليست المرة الأولى التي تحصل مناوشات بين لبنان والعدو الاسرائيلي، بحيث أدت الضربات الدقيقة والعمليات المضادة بعد التحرير، إلى حرب تموز 2006، ويمكن قراءة المشهد اليوم كما في تلك الفترة، فهل ستؤدي هذه المناوشات إلى الحرب الشاملة؟

مصدر مطلع على أجواء محور الممانعة رأى في حديث لموقع “لبنان الكبير” أن الوضع هو 30-70% لصالح عدم حصول حرب، وذلك مرده إلى “انعدام توازن القوى بين المقاومة واسرائيل، وتحذر القوى الحليفة للكيان الصهيوني من شنه حرباً شاملة على لبنان، لأن الوجود الاسرائيلي لا يمكن أن يتحمل خسارة ثانية مثل حرب تموز، كون هذا يضرب صورة الردع الاسرائيلية”.

أما عن احتمال حصول الحرب، فأشار المصدر إلى أن “صورة الردع الاسرائيلية اهتزت بصورة كبيرة بسبب عمليات المقاومة، لا سيما أمام مستوطنيها في الشمال الفلسطيني المحتل، وقد تحتاج اسرائيل إلى ضربة قوية أو نصر واضح يعيد الثقة بقوتها الردعية لهؤلاء المستوطنين، هذا عدا عن أن رئيس الكيان بنيامين نتنياهو قد يحاول إشعال حرب كي يتجنب الملاحقات والتحقيقات فور انتهاء حرب غزة على خلفية إخفاقات 7 تشرين الأول”.

وعن التشابه بين حرب تموز واليوم، أكد المصدر أن “دائرة الاستهدافات الاسرائيلية متشابهة، إلا أنها أخف وطأة، بحيث عمل العدو في أولى أيام حرب تموز على تدمير شبكة المواصلات من الجنوب وإليه وإقفال كل المنافذ التي تصل لبنان بالخارج، براً وبحراً وجواً، وكان الهدف في حينه قطع الامداد عن حزب الله، بالاضافة إلى إثارة غضب شعبي ضده، ولكن اليوم لم يهاجم العدو الطرق بهدف إخراجها عن الخدمة كما حصل في 2006، إلا أنه كما في ذلك الحين يستهدف قادة المقاومة وعناصرها في المنازل، أو على الأقل يحاول ذلك، وكذلك هناك اختلاف كبير من ناحية استهداف المدنيين اذ ان في الاسبوع الأول لحرب تموز قتل العدو نحو 300، من المدنيين العزل، أما اليوم فلم تتخطَ الحصيلة الـ 80، بعد نحو 6 أشهر على اندلاع الحرب”.

ولفت المصدر إلى أن “اللحظة التي يبدأ فيها العدو الاسرائيلي بقصف الطرق والبنى التحتية بهدف تدميرها، وارتكاب المجازر، هي لحظة بدء الحرب، وإلا سيبقى الوضع كما هو عليه الآن، تصعيد يقابله تصعيد، إلى حين ترتيب المشهد في المنطقة، وقد نشهد تصعيداً أكبر في المرحلة المقبلة ولكنه على الأرجح سيكون في سياق الضغط لا إعلان حرب”.

ورجح المصدر أن “اسرائيل قبل ما تعتبره انتهاء من غزة وقد يكون ذلك بعد الهجوم على رفح، لن تعلن الحرب على لبنان، لا سيما مع اعتراض من المجتمع الدولي، على الأداء الاسرائيلي في الحرب”.

شارك المقال