“بشارة” الحريري… أزمة وعطلة

حسين زياد منصور

أضحى كل شيء أو حدث يسبب اشكالاً في لبنان، مهما كان عادياً. هذه المرة عيد البشارة في 25 آذار، أي بعد 10 أيام من اليوم، هو الحدث. فقد أصدر الاثنين الماضي رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي مذكرة إدارية تقضي باقفال جميع الادارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات بمناسبة عيد بشارة السيدة مريم العذراء (الاثنين 25 آذار)، والجمعة العظيمة (29 آذار) وإثنين الفصح المجيد لدى الطوائف الكاثوليكية (1 نيسان).

بلبلة لنقل العيد

ومنذ يومين أعلنت البطريركية المارونية في بيان، عن نقل عيد البشارة من 25 آذار إلى 3 نيسان، كونه يصادف في أسبوع الآلام، الذي “بصلواته ورتبه، يتقدّم على كل الاحتفالات والأعياد والتذكارات، ولأن الكنيسة تكون ساجدة متأمّلة بآلام فاديها، وبما أن عيد بشارة العذراء مريم له جذوره في روزنامة أعيادنا المارونية وفي الكنيسة الجامعة، يُنقل عيد البشارة هذه السنة إلى يوم الأربعاء من أسبوع الحواريين الواقع فيه 3 نيسان 2024، كون يوم الأربعاء مخصص في تقليدنا الماروني لتذكار مريم العذراء، ولأن مخطوطات قنّوبين تذكر صلاة لمدائح العذراء في اليوم الثالث بعد القيامة”.

نقل العيد أثار بلبلة وخلق أزمة، فيما أكدت مصادر الحكومة لموقع “لبنان الكبير” أن “العطلة قائمة كما هي، ولن يتم نقلها، وهذا العيد يجمع بين الأرثوذكس والموارنة والاسلام، لذلك عملياً تم الإبقاء عليه في 25 آذار”.

وكان رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام الأب عبدو أبو كسم أوضح في حديث صحافي أنّ نقل عيد سيدة البشارة من 25 آذار الجاري إلى 3 نيسان المقبل، هو تدبير كنسي داخلي وموجه إلى المؤمنين فقط، ما يعني أن العطلة الرسمية في موعدها المحدد، وفق المذكرة الصادرة عن رئاسة مجلس الوزراء.

الحريري جعله عيداً وطنياً

في 18 شباط 2010، أقر مجلس الوزراء بالإجماع عيد البشارة، عيداً وطنيّاً لبنانياً مسيحياً ومسلماً معطلاً. وكان حينها الرئيس سعد الحريري رئيساً للحكومة.

وأشارت مصادر سياسية في حديث لموقع “لبنان الكبير” الى أن “الرئيس سعد الحريري كان من أشد المتحمسين لجعل هذا العيد عيداً وطنياً، وتبنى الاقتراح بعد لقاء جمعه بلجنة الحوار الاسلامي المسيحي”.

وشددت المصادر على أن “ما قام به الرئيس الحريري هو استكمال لنهج والده الرئيس الشهيد، ولطالما كان حريصاً بشدة على الحفاظ على حقوق المسيحيين، في مختلف المناصب والمواقع، وهذه كانت ممارسات الرئيس الحريري طوال الأوقات”.

تجدر الاشارة الى أن عيد البشارة يعد مشتركاً بين المسلمين والمسيحيين، ونقطة تلاقٍ بينهم، ومن بين القواسم المشتركة أيضاً، وذلك انطلاقاً من مكانة السيدة مريم لدى الطرفين، وفي القرآن الكريم والانجيل المقدس.

شارك المقال