“القوات” تتحرك مع بكركي لحوار مسيحي… والراعي “مستاء” من بري

آية المصري
آية المصري

خلافات وخطابات عالية السقف تشهدها الساحة السياسية، وكل فريق يرمي مسؤولية التعطيل على خصمه السياسي، ليبقى من الواضح أن لا رئيس في القريب العاجل ينهي مشكلات البلد العالقة وأزماته المتواصلة.

وبعد مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” التي يبدو أنها انتهت بحسب آراء بعض النواب، والسجال بين “القوات اللبنانية” ورئيس مجلس النواب نبيه بري في الآونة الأخيرة، زار أمس وفد من “القوات” البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي في بكركي، وجرت مناقشة ما يحدث في البلاد، واتفقا على نقطة واحدة أن الوضع في البلاد مصيري ويجب أن يعالج. فما خفايا هذا اللقاء وماذا تناول البحث بين الطرفين؟

مصادر من “القوات” كانت موجودة في هذا اللقاء أشارت الى أن “البطريرك الراعي كان مستاء جداً من الرئيس بري ويرى أنه قادر على القيام بشيء للبلد، ومش مظبوط أنه غير قادر على القيام بشيء، وبالتالي الراعي لم يعد مقتنعاً بأن الثنائي الشيعي يريد رئيساً للجمهورية بل يريد ترك البلد مشلولاً وتفريغ الدولة من المواقع المسيحية ولديه خشية كبيرة على المصير المسيحي”، موضحةً أن “القوات بحثت معه في أن تكون هناك مقاربات غير تقليدية لتواجه لأننا لأول مرة في لبنان لا نواجه طرفاً”.

ولفتت المصادر عبر “لبنان الكبير” الى أن “هذه المقاربات حتماً ليست مماثلة لمقاربات بوتين السلاح النووي بل مقاربات سياسية بخطوات مدروسة تلم أكبر عدد ممكن من القوى السياسية للضغط بغية احترام الشراكة والدستور وتحييد لبنان عن وحدة الساحات”.

وحول امكان أن تطرح “القوات” مبادرة جديدة، أكدت المصادر أن “لا مبادرة جديدة مطروحة للقوات بل نقاش مع البطريرك لنعلم ما الذي يجب أن نقوم به، ولا نزال نراهن على مبادرة الاعتدال الوطني”.

وعن كون الزيارة أتت بعد الصاروخ الذي سقط في منطقة كسروان، شددت المصادر على أن “الخطوات التي سنبحثها مع الراعي مدروسة وسنوّسع دائرة البحث لتشمل أكبر عدد ممكن من الفرقاء”.

وعن حوار جديد مع الراعي والفرقاء المسيحيين وجولة جديدة تطرحها بكركي، اكتفت المصادر بالقول: “هذا الحوار بدأ”.

في المقابل، تساءلت مصادر حركة “أمل”: “لماذا يريدون اتهامنا بالتعطيل؟”، موضحة “أننا لسنا بوارد التعطيل ونحن أكثر ناس لديها المصلحة لبدء انتظام العمل المؤسساتي، لأننا نرى أن موقع رئاسة الجمهورية ضروري خصوصاً في ظل تداعيات الحرب الهمجية على لبنان ونحن بأمس الحاجة الى رئيس للجمهورية”.

واعتبرت المصادر أن “الراعي غير قادر على جمع القطبين المسيحيين على كلمة واحدة، وفي الماضي قبل الاتفاق على ميشال عون اجتمعوا وتحت ظل عباءة البطريرك والبطريركية اتفقوا على أربعة أسماء ومنهم سليمان فرنجية، واليوم نحن رجحنا كثنائي وطني أحد المرشحين الأربعة الذين كانت تريدهم البطريركية المارونية في لبنان في السابق، وهذا يعني أن المشكلة ليست لدينا، هم معترضون فليلتقوا مرة أخرى وليقولوا لنا ماذا يريدون”.

شارك المقال